ترك دراسته بلا رجعة بعد أن كان دائم الهروب من مدرسته منذ صغره ولجأ الي تعلم اي حرفة لكسب المال اللازم للانفاق علي والديه اللذين تقدم بهما السن ولم يقدرا علي تحمل اعباء الحياة ومشقتها الا أنه وجد صعوبة في التأقلم مع تحكم اصحاب الاعمال كما صور له عقله مما اثر علي أحواله المادية بشكل كبير.. كانت أحلام علي تفوق تطلعاته وأصر علي البحث عن طوق للنجاة ينتشله من حياة الشقاء وطرق كل الأبواب إلا أن كل الطرق كانت مسدوده امامه مما اثر علي حالته النفسية ونال منه الاكتئاب لفترة ليست بالقصيرة وصار ملازما لغرفته لا يخرج منها الا قليلا.. وفي أحد الأيام خرج علي من غرفته وتوجه الي باب الشقة المتواضعة التي يقيم بها هائما علي وجه يلعن حتي قادته قدماه الي الاستقرار بأحد أركان مقهي شعبي يلتفت يمينا ويسارا ينظر إلي المارة وكانه يبكي حاله البائس إلي أن اقترب منه صديق له وبدأ الصديقان يتجاذبان أطراف الحديث عن نشأتهما وأوضاعهما المالية المتردية وفجأة وبدون مقدمات أشار اليه صديقه بأن الطريق الوحيد للخروج من الفقر جلب الحشيش وتقطيعه الي قطع صغيرة وبيعها بالمنطقة. كانت هذه الفكرة التي طرحها صديقة بداية تحول في حياة الشاب المراهق الذي اصر علي تغير ماضيه باي طريقه لتحقيق امانيه بدون ادني مجهود او تعب ولو عن طريق المضي قدما في عالم المخدرات المحفوف للوصول الي حلمه الذي ظل يراوده لعدة سنوات بأن يصبح من الأغنياء. بدأ الشاب في الخروج من عنق الزجاجة الي العالم الآخر بعد ان تناول اول سيجارة حشيش حتي سقط في بئر الادمان الذي لامفر للهروب منه وتحول مع مرور الوقت الي الاتجار به وأصبح من اشهر تجار الصنف بمحافظة الفيوم يرتاد افضل الاماكن ويرتدي ازهي الملابس ويقضي ليله في السهرات وسط اصدقائه من تجار الصنف ينفق الاموال ببذخ. أصبح التاجر مطاردا من قبل رجال الشرطة بعد ان ذاع صيته وسط اهالي منطقته الا انه كان دائم التخفي والهروب قبل وصول رجال الامن اليه مما اضطره الي نقل نشاطه الي منطقة حدائق القبة التي اتخذ منها مسرحا جديدا لمزاولة نشاطه الآثم في ترويج المواد المخدرة وتحديدا مخدر الحشيش يتنقل بسيارة ملاكي لإبعاد الشبهات عنه و لتوزيع الصنف علي المدمنين بنفسه حتي سقط في شر اعماله ليقضي ما تبقي من عمره خلف القضبان بعد ان تمكن رجال مباحث الحدائق من الايقاع به وبحوزته ربع كيلو حشيش. كانت معلومات وردت الي المقدم سمير مجدي رئيس مباحث حدائق القبة بقيام عاطل بالاتجار بمخدر الحشيش واتخاذه من دائرة القسم مسرحا لتوزيع سمومه علي الشباب وتردده في أوقات متأخرة ليلا علي عملائه من المدمنين.. وبعرض المعلومات علي اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث اشرف عليه اللواءان محمود خلاف نائب المدير وعبد العزيز خضر مدير ادارة المباحث الجنائية باشره العميد محمد الالفي رئيس مباحث قطاع الشمال لجمع المعلومات اللازمة لوضع خطة الضبط. وتبين من التحريات ان المتهم يدعي علي محمود27 سنة عاطل سبق اتهامه في قضية مخدرات. بعد تقنين الاجراءات وعقب استصدار إذن من النيابة وباعداد الأكمنة الثابتة والمتحركة في الاماكن التي يتردد عليها تمكن رجال المباحث من ضبطه في احداها اثناء قيادته سيارة ملاكي وبحوزته ربع كيلو من مخدر الحشيش ومبلغ3 آلاف و700 جنيه وجهاز تليفون محمول. باقتياده الي ديوان القسم ومواجهته بما اسفرت عنه عملية الضبط اعترف بحيازته للمواد المخدرة بقصد الاتجار والهاتف المحمول لتسهيل اتصاله بعملائه والمبلغ المالي من متحصلات تجارته. تم تحرير المحضر اللازم وباخطار اللواء خالد عبد العال مساعد اول الوزير لأمن القاهرة أمر باحالته للنيابة التي تولت التحقيق.