في كل عام ومع كل وزير جديد للتعليم نسمع عن استراتيجيات وخطط لتطوير التعليم الفني لدعم التنمية من خلال توفير الأيدي العاملة الماهرة, والواقع أنه يجب أن نعلم أن البداية الصحيحة لهذه المشروعات والاستراتيجيات, تبدأ من الاعتراف بأهمية مشروع رأس المال لتطوير التعليم الفني في مصر, ولكن هناك بعض المعوقات التي يجب إزالتها وهي نسبة الضميمة( التأمين علي المشروع) وضريبة المبيعات التي تؤدي إلي ارتفاع سعر المنتج عن السوق, وبالتالي خروجه من المنافسة. وأنا أري أن تنفيذ مشروع رأس المال يحتاج إلي رؤية جادة وعزيمة لا تلين من القائمين عليه, وذلك لعدة أسباب منها ما يتعلق بتوفير أدوات الإنتاج من معدات توفرها الدولة بالمدارس الفنية التي تتكلف فيه المدرسة الواحدة ما يقرب من50 مليون جنيه, وهذا جزء من مستلزمات الإنتاج والذي يتعلق بتكاليف المعدات وأيضا مواد الإنتاج لتدريب الطلاب وهي المواد الخام, وهناك جانب آخر والذي دائما ما يرفع سعر المنتج وهو الأيدي العاملة المتوافرة داخل المدرسة من معلمين وفنيين وطلاب يعملون داخل الورش بالمدرسة, ولو حسبنا النسبة التي تدفع كضريبة مبيعات إلي جانب الضميمة سوف نجدها أقل مما توفره المدرسة من معدات وأيد عاملة ومواد خام, ونحن في أمس الحاجة إلي مدير مدرسة لديه الفكر والرؤية لتطوير المشروع لخدمة المجتمع المحيط بالمدرسة. ومن أسباب العودة للحديث عن مشروع رأس المال ما رأيته من إنتاج عالي الجودة في مدرسة العريش الزخرفية التي تنتج احتياجات المدارس من احتياجات خشبية من مقاعد بالمدارس تتماشي مع أعمار وسن طلاب وصفوف المراحل التعليمية إلي جانب تصنيع العديد من الصناعات اليدوية التي يمكن بيعها بأسعار منافسة في تطوير المدارس وتحويلها إلي وحدات إنتاج أو مصانع صغيرة تساعد الدولة في تقديم المنتج للمواطن بأسعار مناسبة لدخله, وخاصة مشروعات المدارس الزراعية التي تنتج المواد الغذائية من منتجات الألبان والإنتاج الزراعي والذي يحتاجه المواطن الفقير. وهذا يحتاج إلي دعم الدولة للتعليم الفني وتطوير شامل لمشروع رأس المال الذي يلعب دورا مهما في إعداد الأيدي الماهرة المدربة ومساعدة الدولة في خلق مجتمعات ومؤسسات إنتاجية تسهم في توفير السلع الغذائية الرخيصة للمواطن ومن هنا تأتي أهمية رفع وإزالة كافة المعوقات التي تؤدي إلي انهيار مشروع رأس المال والتوسع فيه, وأطالب بعودة وزارة التعليم الفني حتي تكون رسالتها الحقيقية الإنتاج وتطويره وتوفير العمالة الماهرة للسوق ومؤسسات الإنتاج من صناعة وزراعة ولن يتأتي ذلك إلا من خلال تعليم فني عالي الجودة. وفي النهاية أطالب بحسن اختيار مدير المدرسة المتميز صاحب الرؤية والذي لديه القدرة علي التعامل مع المشكلات, وإيجاد الحلول غير التقليدية, أو ما يطلق عليها في المثل الشائع أفكار من خارج الصندوق.