احترس من أبو سلاسل جملة تحذيرية يطلقها صيادو بحيرة ناصر لكل من هو وافد جديد علي عالم البحيرة, أبو سلاسل هذا هو واحد من التماسيح الضخمة التي سقطت في مصيدة مجموعة من الصيادين منذ سنوات حيث تم قيده وتكبيله بسلاسل حديدية لجره إلي البر ولكن تمكن من فك قيوده وتحطيم هذه السلاسل ليصبح أشهر تماسيح البحيرة عند الصيادين. ولأن التماسيح ثروة قومية هائلة فقد خضعت لدراسات مكثفة من خبراء البيئة والثروة السمكية للتوصل إلي مدي تأثيرها علي إنتاج البحيرة وكيفية الاستفادة من جلودها التي يترواح سعر الواحد منها ما بين200 إلي300 دولار, الأمر الذي دفع البعض لمطالبة الدولة بالتدخل لاستثماره بإقامة المزارع علي الأخوار داخل المسطح المائي للبحيرة الذي يبلغ مساحته750 ألف فدان, خاصة للتماسيح التي تزيد أطوالها علي3 أمتار.. وبما لا يخل بالتزامات مصر الدولية نحو حمايتها من الانقراض. يقول محمد عزت الباحث بمكتب محميات أسوان في دراسة خاصة: إن التماسيح هي حيوانات فقارية ضخمة يصل وزن البالغ منها في بعض الأحيان إلي500 كيلو جرام وهذا الحجم يجعلها مؤمنة ضد أي مفترس طبيعي لها عدا ما هو أكبر حجما منها أو الإنسان, ويضيف أن التمساح متوسط عمره ما بين70 إلي80 عاما إذا ما عاش في بيئته الطبيعية وتقدر فترة الجيل للتماسيح ب20 عاما. ويشير الباحث إلي أن مجتمعات التماسيح لها طابع خاص فهي سريعة التعلم والإدراك فلا تهاجم إلا من يهاجمها ويحاول إلحاق الضرر بها, فمثلا يقوم الآباء البالغون ببناء الأعشاش للصغار ويراقبونها عن بعد وتكون شرسة للغاية في حالة محاولة إيذاء صغارها, ويواصل سرده الشيق قائلا: إن لكل أفراد جديدة بالغة مناطق سيطرة خاصة بها, ولكل قبيلة منها قائد هو بمثابة الملك أو الرئيس الذي تكون مهامه بسط نفوذه علي أماكن محددة والقيام بعملية التزاوج وتدبير موارد الطعام واختيار المناطق المناسبة للتعرض للشمس فيما يعرف بظاهرة التشمس والغريب أنه من الصعب أن يتكرر صيد تمساح من قبيلة واحدة. اهتمام الدولة بالتماسيح ويوضح الباحث عمرو عبد الهادي عثمان في دراسة أخري أن مصر من الدول الموقعة علي اتفاقية السايتس وهي الاتفاقية التي تقنن وتنظم عملية الاتجار في الكائنات المهددة بالانقراض من أجل تحقيق التوازن البيئي من خلال المحافظة علي بقاء النوع في الطبيعة, وتنظيم التجارة الدولية بين الدول والقضاء علي التجارة غير المشروعة, وتحقيق نظم عالمية فعالة ومتكاملة للتجارة في الحياة الفطرية بهدف الحفاظ علي الطبيعة والاستخدام المستدام للموارد, كذلك السعي للتعاون الدولي في التجارة والمحافظة علي الحياة الفطرية ووضع التشريعات الخاصة بهذا المجال وتطبيقها وإدارة الموارد والبحوث العلمية. وأشار إلي أن وزارة البيئة أولت اهتماما كبيرا بدراسة الوضع الحالي للتمساح النيلي وكيفية الإدارة المستدامة له كمورد طبيعي يعود بالنفع علي المجتمع المحلي المحيط وهو ما سعت له الوزارة منذ عام1997 مع الاتحاد العالمي لصون الطبيعة وبناء علي مسح نحو80% من المساحة الكلية لبحيرة ناصر تم نقل تماسيح البحيرة من الملحق الأول باتفاقية السايتس- والذي يشمل أنواعا مهددة بالانقراض في وقت قريب والتجارة الدولية ممنوعة فيها بشكل عام وتعطي فقط لمراكز الإكثار والمعاهد والبحوث- إلي الملحق الثاني باتفاقية السايتس- ويشمل أنواعا ليست مهددة بالانقراض حاليا, ولكن يجب تنظيم الاتجار بها حتي لا تصبح مهددة بالانقراض مستقبلا والتجارة الدولية مسموح بها ولكن بشكل منظم- ووقعتها مصر في عام..2010 لافتا إلي أن ما يتردد عن تهديد التماسيح للثروة السمكية في البحيرة تنفيه أرقام ونسب معدلات الإنتاج المتذبذب ما بين الارتفاع والانخفاض. براءة التماسيح ويقول المهندس محمود حسيب إن التماسيح بريئة تماما من الاتهامات التي تلاحقها بشأن التأثير السلبي علي إنتاج بحيرة ناصر من الأسماك, فهي جزء من النظام البيئي للبحيرة باعتبارها كائنات رمية تتغذي علي الأسماك النافقة والكائنات المختلفة, ويضيف أن التماسيح تعد عاملا مهما في إحداث التوازن البيئي داخل المسطح المائي حيث تتغذي أيضا علي الأسماك المفترسة من العائلة القطية وبالتالي تحافظ علي زريعة الأسماك الاقتصادية من البلطي والساموس, ويكشف الخبير أن التمساح لا يأكل كل يوم بل وفي فصل الشتاء لا يأكل مطلقا لتوفير مخزون طاقته لاستغلاله في تنظيم درجة حرارة جسده, ويوضح أنه وحتي الآن لا توجد إحصائية دقيقة لنسبة التماسيح في البحيرة.