رائحة الفساد تفوح من أرض المعارض

‏44‏ عاما تمر غدا علي معرض القاهرة الدولي الذي يقام بأرض المعارض بمدينة نصر‏,‏ ذلك الموقع التاريخي الذي بناه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وشهد علي مر عشرات السنوات آلاف المعارض
التي كانت شاهدة علي تطور الانتاج المصري‏,‏ إلا ان هذا العام يأتي المعرض الذي يقام غدا علي ارض غير الارض وشركات غير الشركات واجواء غير الاجواء‏.‏
فأرض المعارض تحولت صالاتها إلي ركام‏,‏ بفعل قرار طائش اتخذته حكومة نظيف السابقة بدعوي اقامة مدينة للمعارض لم يحدث حولها توافق حتي من اركان الحكومة نفسها حتي ان عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة خرج قبل اسابيع بالتشكيك في هذا المشروع‏,‏ واتهم القائمين عليه بعدم الشفافية في طرحه وانه يحمل من المخالفات ما يضعه في مجال اتهام وتحقيق‏.‏
وبالامس حاول رئيس هيئة المعارض شريف سالم التقليل من شأن ما اثير حول هذا المشروع في رده علي سؤال لالأهرام المسائي خلال مؤتمر صحفي عقده بمناسبة المعرض غدا الخميس بمشاركة‏1300‏ شركة محلية واجنبية وقال ان المشروع قائم وسيتم تنفيذه إلا ان الظروف السياسية التي تمر بها البلاد وضعته في ترتيب متأخر في قائمة اولويات العمل الوطني متجاهلا ما قاله محافظ القاهرة والاتهامات الصريحة التي وجهها للمشروع والتي اذا ثبت قد تؤدي بالمسئولين عنها إلي السجن‏.‏
شريف سالم كان اكثر اصرار علي عدم وجود مخالفات في المشروع وأكد استعداده للتحقيق والحساب اذا كانت هناك شبهات مخالفة سواء في الاسناد أو التعجل في هدم الصالات بأرض المعارض‏,‏ واكد ان المشروع يسير ؟ ماهو مخطط له‏,‏ وانه يمتلك من الموافقات الحكومية التي تبريء ساحته منها‏33‏ ترخيصا من جهات مختلفة خاصة بالمشروع‏,‏ بل انه أكد أيضا ان ما اثاره المحافظ حول وجود نية لضم مستشفي العباسية للمشروع غير صحيح وان المشروع لم يتطرق لارض المستشفي نهائيا ومحاضر الاجتماعات شاهدة علي ذلك‏.‏
وفي دفاعه ايضا عن المشروع قال رئيس هيئة المعارض ان صالات المعارض لم تكن تمثل سوي‏4.5%‏ وبقية الصالات كانت متوفرة لهيئات حكومية خاصة‏.‏
وحول معرض هذا العام الذي سيقام بقاعة المؤتمرات قال إنه سيبدأ غدا تحت شعار بحبك يامصر بمشاركة‏1300‏ شركة مصرية واجنبية‏.‏
وأكد ان وزارة الصناعة والتجارة الخارجية قدمت كل الدعم للمعرض وانه تم بالفعل اشغال جميع المساحات المغطاة بمركز المؤتمرات بالاضافة إلي صالة‏19‏ بأرض المعارض مشيرا إلي ان انخفاض المساحة عن الاعوام الماضية يرجع إلي ان مساحة ارض المعارض تمثل مساحة اكبر من المركز وانه بعد انتهاء عمليات البناء والتجديد بأرض المعارض ستصل مساحة معرض القاهرة المشغولة فعليا لاكثر من‏60‏ الف متر وذلك خلال عامين‏.‏
وربما يكون هذا المعرض اقل حظا من المعارض السابقة نتيجة الاجواء السياسية التي تشهدها البلاد مما أسهم في الحد من مشاركة الشركات الاجنبية إلا ان ملف المعارض في مصر يجب ان يتم فتحه وإعادة النظر فيه حتي تدخل مصر ما بعد ثورة‏25‏ يناير اكثر قدرة ونشاطا في هذا المجال‏,‏ والبداية لابد ان تكون بمعرفة حقيقة ماجري في ارض المعارض‏.‏