لا خلاف علي أن التحكيم في الموسم الكروي الحالي بمختلف مسابقاته ودرجاته هو الأسوأ عبر تاريخ اللعبة والأخطاء تزداد من مباراة إلي أخري تحت سمع وبصر لجنة الحكام, مما دفع رئيسها رضا البلتاجي إلي التصريح بأنه سيضطر إلي الاستعانة بفكر الراحل محمد حسام الدين أحد أباطرة التحكيم المصري في اختيارات الحكام والاعتماد علي أصحاب الخبرات. القرار يعكس قناعة البلتاجي بأن الاختيارات السابقة جانبها الصواب, وأدت إلي الصورة المهزوزة التي ظهر عليها قضاة الملاعب فيما مضي من مباريات. التحكيم المصري يكتنفه الغموض ولا نعرف من أين بدأ تدهوره أو إلي أين سيأخذه, فالتخبط في المنظومة التحكيمية واضح وبدعة لجنة التطوير لم تثمر شيئا لأنها تسير إلي الخلف. التصريحات متضاربة وحكم يعاقب سرا وآخر يعاقب علي الملأ, وقرارات الحكام تثير الجدل بصورة غير مقبولة وتقابل باعتراضات الأجهزة الفنية واللاعبين في ظل تطبيق القانون بحذافيره علي ناس وتجاهل تام لتصرفات ناس آخرين. الطامة الكبري أن كثيرين من رؤساء الأندية شاركوا بأنفسهم هذه المرة في عملية سلخ الحكام, ناهيك عن دور غالبية وسائل الإعلام التي تعمل علي توسيع الفجوة بين الحكام وباقي أطراف اللعبة. البلتاجي أكد أن أخطاء الحكام جزء من متعة كرة القدم وموجودة في كل مكان, وأن سبب انفجار المشكلة عندنا أن الناس لا تتقبل الأخطاء. ونحن معه في أن الأخطاء تقع في كل ملاعب الدنيا وعندهم الناس تتقبلها لأنها تثق في الحكام وتعرف أن ما حدث مجرد خطأ وليس عادة, وتدرك أن هواهم ليس له أي دور في قراراتهم أو أن الخوف يتملكهم وأنه لا فرق عندهم بين أبيض أو أحمر وأي لون آخر. التحكيم في مصر يسير علي هواه ويحتاج إلي ضبط زوايا قبل أن تتعرض اللعبة بكل مقوماتها إلي حادث عنيف يوقفها من جديد, وما يحدث داخل الملاعب وخارجها يدخلنا في متاهات لا حصر لها ويدفعنا بالضرورة للبحث عن إجابة شافية لسؤال حائر: من يغتال التحكيم في مصر؟!