بدأ رضا البلتاجي مهمته الجديدة كرئيس للجنة الحكام الرئيسية باتحاد الكرة ليبدأ التحكيم مرحلة جديدة الكل يتوقع لها نجاح كبير لما لدي البلتاجي من مقومات تؤهله لقيادة التحيكم في هذه المرحلة أولها أنه رجل لا يخشي في الحق لومة لائم ولن يفعل إلا ما يمليه عليه ضميره ولن يسمح لأحد بالتدخل في عمله وسيمنح الفرصة للحكام الشجعان والذي يفرضون العدل في الملاعب وسيحجبها عن الحكام الفاسدين وغير القادرين علي استغلال الفرص التي تتاح لهم.. الأهرام المسائي فتح ملف التحكيم وتجول في أفكار البلتاجي بعد توليه المهمة الشاقة علي اعتبار أن الحكام أحد أهم الملفات المزعجة في الكرة المصرية.. ولمعرفة رؤيته للوضع الحالي للحكام وكيف يفكر وخططه للنهوض بهذا الملف دار هذا الحوار مع البلتاجي رئيس اللجنة والنائب بالبرلمان عن دائرة حلوان فإلي الحوار. في البداية سألته.. كيف تري الحكام في مصر الآن أو صف لنا صورتهم قبل أن تبدأ المهمة ؟ أجاب البلتاجي قائلا: بكل صدق الوضع في التحكيم في بلدنا ليس سيئا بل أستطيع القول إن التحكيم يسير بخطي طيبة للأمام في السنوات العشر الأخيرة والمشكلة ليست في التحكيم بقدر ما هي في أفكار الناس في مصر فلابد من التعامل مع حكام الكرة بشكل مختلف والنظر إليهم أنهم بشر وليسوا ملائكة ومن الجائز أن يقعوا في الخطأ لكن المهم أن يكون الخطأ غير مقصود.. وكرئيس جديد للجنة الحكام فأنا لن ابدأ من الصفر بل سأبني علي جهود من سبقوني لن أفعل مثل الكثير من الوزراء الذين يظهرون في مصر ويرفعون شعار انسف كل ما هو قديم نحن لدينا أرض ولدينا حكام يمكن إن نواصل جهود من سبقونا وهذا ما أركز عليه واستطيع أن أقول إن التحكيم في مصر الآن أفضل كثيرا من الماضي فقط الآن تظهر الأخطاء بسبب التحليل والإعلام والتركيز والقدرة علي ضبط الأخطاء عكس الماضي كان من السهل أن تقع أخطاء كثيرة ولا تثار حولها أية ضجة.. نحن الآن إذا في موقف جيد جدا طالما كانت نية الحكام سليمة والحكم لديه صفات العدالة والشجاعة وهذا مهم جدا فالحكم الذي سيفتقد العدالة لن يكون له مكان معنا أما الحكم الظالم الذي يظلم فريقا أو الحكم الذي لا يمتلك شجاعة اتخاذ القرار فبالطبع لن يكون له دور معي في المرحلة المقبلة.. وبشكل عام أتمني أن أدير لجنة الحكام بالطريقة التي كنت أحكم بها المباريات وهي العدالة وأن أحكم بما أري ولا مجاملة لأحد علي حساب آخر ولا تفضيل لفريق علي فريق.. وكل ما أطلبه من الحكم في أي مباراة أن يطبق القانون ولا أعترف بحاجة اسمها روح القانون إلا بضوابط محددة طبق قانونك حتي ولو فسدت المباراة لست من أنصار التصفيق للحكم الذي يقول إنه سيحاول الخروج بالمباراة إلي بر الأمان حتي ولو وقع في أخطاء هذا لا أعترف به. هل لو قام حكم بعمل توازنات لينقذ المباراة سيكون موقفه صعبا معك ؟ قلت إنني لست من أصحاب مدرسة الطبطبة التحكيمية ولي الكثير من الخبرات التي تساعدني علي التمييز بين حكم أخطأ تحت ضغوط معينة وبين حكم يدير المباريات بلعبة التوازنات التي في عقله فقط وهذه النوعية من الحكام لا مكان لها معي وأيضا الذي يخاف يقعد في بيته أحسن. ألا تخشي تدخل بعض الأندية بسبب قوتها وجماهيريتها في عملك وتفرض حكاما بعينهم وترفض حكاما آخرين ؟ لا أفكر في هذا الأمر فنحن سنعمل بما يمليه علينا ضميرنا ونحن لسنا ضد الأندية ولن ندخل معها في معركة لأن المصلحة واحدة وهي أن الأندية تأخذ حقها كاملا وتعامل بمنتهي العدل ومن حقنا أن نقوم بعملنا ولا يتدخل أحد فيه فنحن لا نتدخل في عمل أحد فقط عليهم أن ينتظروا منا حكما كفئا عادلا شجاعا محترما و.. لكن المؤكد أن الحكام ستختارهم لجنة الحكام فقط.. وسنري تطبيقا لذلك علي أرض الواقع ولا داعي لأن نسبق الأحداث. وهل ستعاقب الحكم المخطئ وتعلن عن العقوبة ؟ بالطبع كل من سيخطئ سينال العقوبة التي يستحقها ولكن الحكم كما القاضي في المحكمة لابد أن تكون عقوبته سرية لكن غيابه عن الساحة سيكشف شكل العقوبة.. والحكم الجيد سيستمر في اللعب وغير ذلك ستكون فرصته محدودة لكن علي كل الحكام أن يعلموا أن هناك عدالة كاملة في توزيع المباريات وهناك مباريات معينة ستحتاج نوعيات معينة من الحكام فلابد من اختيار الحكم المناسب للمباراة المناسبة. هل هذا يعني أن الاقدمية ستتحكم بدرجة كثيرة في توزيع المباريات وتحديد نوعيتها ؟ إطلاقا.. لأن التحكيم موهبة والحكم الموهوب سيجد طريقه معنا لا أعترف بالأقدمية بل المعيار الوحيد هو الكفاءة فقط فمن الممكن أن يكون الحكم صغير السن لكن قدراته وشجاعته وشخصيته وأمانته وعدالته أفضل من آخر قديم وكبير إذا الفرصة لمن يستحقها ولكن أؤكد أنني لن أحاسب الحكم من خطأ واحد بل الحكم سينال الفرصة واذا اثبت أنه ليس علي مستواها هنا تكون معه وقفة. ومتي نري حكاما مصريين علي مستوي عالمي ؟ الحمد لله لدينا حكام علي مستوي كبير من التميز بل إن التحكيم هو أفضل عناصر المنظومة الكروية في مصر بدليل أن الكرة المصرية لم تصل أمم أفريقيا في آخر ثلاث نسخ في حين كان التحكيم المصري حاضرا والكرة المصرية لم تبلغ كأس العالم ولدينا والحمد لله حكم مرشح للمونديال هو المميز جهاد جريشه وهو علي بعد خطوات من الوصول للمونديال وجهاد حكم مميز رشيق شجاع عادل جريء يحتسب ما يراه من أخطاء دون النظر لمن ارتكب الخطأ ونحن ندعمه بقوة حتي يصل إلي مونديال روسيا2018.. ولدينا ايضا مجموعة أخري مثل إبراهيم نور الدين والبنا والحفني ومعروف ومجموعة كبيرة خشية النسيان لكن كلهم علي مستوي طيب وستكون لهم فرص كبيرة في المستقبل إن شاء الله. أعود معك إلي جهاد جريشة الذي يستعد للمونديال فهو حكم لا يجد مساعدة من أحد سواء بسبب عدم تفرغه من عمله الصعب والذي يؤثر علي حلمه العالمي أو من خلال توفير دعم لوجستي له من أدوات وتدريبات وكل ما يجعله يصل العالمية كيف يمكن لك أن تساعد ؟ دعنا نتفق أن جهاد حكم هاو كذلك الحكام عندنا في مصر وليس احترافا وبالتالي لا استطيع المطالبة له بتفرغ من عمله هو لو أراد عليه الحصول علي أجازة من مهنته فهو يعمل وينال كل حقوقه من شغله لكن سنساعده قدر الإمكان كل الحكام موظفون ويحاولون عمل توازن بين عملهم وهوايتهم التحكيمية وأتمني أن نصل إلي مرحلة الاحتراف الحكم المتفرغ تماما للصفارة وهذا سيجعلنا نتقدم كثيرا في العملية التحكيمية.. أما بالنسبة للتدريبات فمعظم الحكام يجهزون أنفسهم ويوجد مدرب لياقة بدنية في كل المناطق يمكن أن يساعد أي حكم وبشكل عام سنحاول تدعيم جهاد بكل ما نملك لأن وصوله للمونديال شرف كبير لمصر وجهاد حكم مميز ويستحق الكثير وأنا شخصيا أول الداعمين له وأؤكد أن ما وصل إليه جهاد حتي الآن بمجهوده. وماذا عن تحسين أوضاع الحكام المالية المتردية وعدم حصولهم علي بدلاتهم ؟ بداية أؤكد أن المهندس هاني أبوريده أخبرني أمس أن أزمات الحكام المالية سوف تنتهي حيث يوجد3.5 ملايين جنيه لهم ستنهي كل المشكلات.. ولكن أريد التأكيد أن الأوضاع المالية للحكام تحسنت بدرجة كبيرة وسنبذل جهودا أكبر لمزيد من التحسن وعليك أن تعرف أن الحكم علي أيامي كان يحصل علي200 جنيه في المباراة أما الآن فيحصل علي ثلاثة آلاف جنيه.. وهو مبلغ مناسب إلي حد ما قياسا بأحوال البلد حاليا والوضع الاقتصادي الصعب.. ونحن الآن في زمن المدرب المحترف واللاعب المحترف ونأمل الوصول بالتحكيم إلي الاحتراف لكن ربما يرفض بعض الحكام أنفسهم الاحتراف لأن له تبعات أخري علي حياتهم لارتباطهم بأعمال خارجية. وماذا عن ردك بأنك حضرت بناء علي فواتير انتخابية فقد تنازلت عن الترشيح لانتخابات اتحاد الكرة الأخيرة مقابل أن تنال رئاسة لجنة الحكام ؟ هذا كلام غير سليم تماما فأنا لم أتواصل مع أحد في الاتحاد وقت الانتخابات كما لم أتواصل مع أحد لأطلب منه اللجنة فمجلس الاتحاد برئاسة المهندس أبوريده هو من اختار واشكرهم علي هذه الثقة الكبيرة وإن شاء الله سأبذل كل جهدي لحل مشكلات هذا الملف. وهل عليك فواتير ستقوم بتسديدها ؟ الحمد لله لا توجد لدي أي فواتير ولا ديون لأحد في عنقي أعمل بتحرر كامل من أية ضغوط فانا عضو مجلس النواب وحكم دولي سابق وليس لدي مشكلة مع أحد من اي نوع وأعدكم أنني لن اسمح باي تجاوزات في اللجنة أو من الحكام وسأعمل وفق ضميري لأنني لا أريد دخول جهنم بسبب الحكام. ماذا عن الحكام الكبار وما لديهم من خبرات هل ممكن أن تستعين بهم بأي شكل من أجل خبراتهم ؟ طبعا وبكل تأكيد فأنا أمد يدي للجميع وأسعي للتعاون مع كل من يريد أن يطور المنظومة التحكيمية ويدي ممدودة بقوة إلي أحمد الشناوي وجمال الغندور وعصام عبد الفتاح وغيرهم من حكامنا الكبار وكل من يريد أن يفيد هذا البلد أهلا به. خمسة حكام لكل مباراة تقرير- عمرو مخلوف خرجت مؤخرا تصريحات من عصام عبد الفتاح عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة يتحدث فيها عن قرارات خاصة بلجنة الحكام التي تم تشكيلها قبل يومين برئاسة رضا البلتاجي الحكم الدولي السابق, دون أن تجتمع اللجنة حتي الآن. ودون شك يريد عبد الفتاح من هذا التصرف السريع عقب تولي رضا البلتاجي لرئاسة اللجنة والذي كان ضد تعيينه في هذا المنصب, أن يؤكد للجميع أنه لازال الحاكم بأمره في لجنة الحكام حتي لو أتي غير ما يريد لرئاستها. هذه التصرفات وكذا التصريحات هي التي دفعت رضا البلتاجي لطلب لقاء سريع مع المهندس هاني أبوريدة رئيس مجلس إدارة اتحاد كرة القدم لوضع النقاط فوق الأحرف قبل تسلم مهام عمله رسميا. وبالفعل استجاب المهندس هاني أبو ريدة لطلب رضا البلتاجي والتقي به للحديث عن أسس العمل في المرحلة القادمة ما بين اللجنة واتحاد كرة القدم, وبالصورة التي تحفظ للطرفين قيمتهما أمام الجمعية العمومية وبالأخص أندية الدوري الممتاز. وطالب رضا البلتاجي رئيس لجنة الحكام الجديد من المهندس هاني أبو ريده منحه كل الصلاحيات فيما يتعلق بأعمال اللجنة مؤكدا ضرورة عدم تدخل أي من أعضاء المجلس أو رؤساء الأندية في أسلوب عمله داخل اللجنة وذلك حتي يستطيع وأعضاء لجنته أداء مهام عملهم بشكل سليم وبدون أية ضغوط خارجية. وعلي الفور أكد له رئيس اتحاد كرة القدم أنه من أجل هذا تم فصل لجنة الحكام الخاصة بأعمال التعيينات بالمباريات من حكام ومراقبين وكذا اختيار القائمة الدولية, عن الأمور الفنية الخاصة بمعسكرات الحكام وكشف الأخطاء التي يقع بها أي حكم, والتي تم تحديد لجنة لها برئاسة وجيه أحمد تحت مسمي اللجنة الفنية للحكام. في المقابل يدرس رضا البلتاجي رئيس لجنة الحكام حاليا الشروع في تعيين أربعة مراقبين في مباريات الدوري الممتاز وبالصورة التي نتابعها في منافسات أوروبا سواء علي مستوي المسابقات المحلية أو مسابقات الأندية الأوروبية أو المنتخبات, حيث يتم تعيين ثنائي مساعد للحكم تكون مهمتهما مراقبة خط المرمي وإرشاد الحكم للقرارات السليمة فيما يتعلق بالكرات الصعبة عند خط المرمي أي أن المباراة سيكون بها خمسة حكام.