قضي فترة طفولته وسط أشقائه مع والدين بالكاد استطاعا تدبير نفقات أسرتهم الضرورية فأصبح دائما ناقما علي غيره ممن في مثل سنه ومرت الأيام علي مصطفي ابن العشر سنوات أنهي بعدها مرحلة التعليم الابتدائي بإحدي مدارس الخصوص الحكومية. انعكست ظروفه المادية الصعبة علي كل تصرفاته واتضحت في سلوكه وممارسته أفعال البلطجة والسرقة حتي اشتهر بين أقرانه وبات الجميع يرفض التعامل معه ليبعد عن نفسه أي شبهات قد تطاله ممن انفلتت أخلاقه واستحل المال الحرام. تعددت وقائع سرقات الصبي الصغير وتجاوزت أفعاله الملتوية لتطال جميع معارفه ولاحقت ذويه سمعته السيئة بعد أن فقدوا الأمل في تقويمه وإعادته من الطريق الأعوج. انحصرت أفعال مصطفي الملتوية في بداية عهده بالإجرام في سرقة متعلقات زملائه بالدراسة أثناء اليوم الدراسي وإعادة عرضها للبيع علي الآخرين, حيث تم كشف أمره أكثر من مرة وإيقاع العقاب عليه لدرجة طرده من المدرسة. رفض مصطفيبعد كشف ستره استكمال تعليمه خاصة بعد تعرفه علي بعض الأشقياء الخطرين الذين تواصل مع بعضهم وتوطدت علاقته بهم وعمل معهم في ترويج المواد المخدرة وارتكاب جرائم السرقات تحت تهديد الأسلحة النارية. دارت عجلة الزمن علي الشاب حيث تجاوز عقده الثاني وهو يمارس عمله في ترويج المخدرات وتحديدا الحشيش.. وقد رصدته بعد فترة من الوقت أعين رجال المباحث وبدأوا ينصبون له الكمائن لضبطه متلبسا ولكنه سريعا ما كان يلوذ بالفرار بواسطة دراجته النارية التي كان يستخدمها في ترويج سمومه. استطاع مروج المخدرات بعد فترة من الوقت تدبير أموال ظن بعدها أنه اقترب من تحقيق أحلامه في الثراء وامتلاك السيارات والهروب بعائلته من جحيم الفقر المدقع إلي جنة الرفاهية. ذاع صيت الشاب الصغير بين أوساط تجار المواد المخدرة قرر بعدها الانفصال عن رفقائه والعمل منفردا بعد عقده عديدا من الصفقات مع مروجي السموم وبالفعل نفذ عدة عمليات ولكن أعين رجال الأمن كانت له بالمرصاد. كان اللواء مجدي عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لأمن القليوبية قد عقد اجتماعا مع اللواء دكتور أشرف عبد القادر مدير المباحث الجنائية حضره العميد حسام فوزي رئيس مباحث المديرية والعقيد محمود هندي مفتش الأمن العام لوضع خطط أمنية تستهدف تجار المواد المخدرة وكيفية نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة لإحكام السيطرة الأمنية. وبمناقشة التقارير الأمنية الواردة من العقيد عبد الله جلال رئيس فرع البحث الجنائي بالخانكة تبين وجود بؤرة إجرامية اتخذها عاطل وكرا للاتجار بالمواد المخدرة وتحديدا الحشيش وبتكثيف التحريات تبين أن المتهم يدعي مصطفي. م22 سنة عاطل ومقيم أبو سعدة. علي الفور أمر اللواء مجدي عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لأمن القليوبية بتقنين الإجراءات والقبض علي المتهم. تم تقنين الإجراءات وإعداد مأمورية من رجال المباحث استهدفت بؤرة المتهم وتم نشر عديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من البؤرة والأماكن التي يتردد عليها وبمداهمة البؤرة تم القبض علي المتهم وبتفتيشها تم العثور علي200 جرام من جوهر الحشيش المخدر. وبمواجهة المتهم المضبوط اعترف بحيازته للمواد المخدرة بقصد الاتجار بها وتم تحرير المحضر اللازم وإحالته للنيابة العامة التي تولت التحقيق وأمرت بتحريز المادة المخدرة المضبوطة وإرسال عينة منها للمعمل الجنائي بوزارة الداخلية لبيان نوعيتها.