علاقات خطرة.. وعلاقة شافية

هل فكرت يوما أن بعض العلاقات الإنسانية التي تحيط بك هي علاقات خطرة ؟ نعم خطرة مادامت تؤذيك أو تؤثر عليك سلبا!! وخطورة بعض هذه العلاقات يكمن في عدم إدراكك لخطورتها, بل أنك قد تستمتع ببعضها والأكثر من ذلك أنك ربما تبحث عنها, وبعضها الآخر عندما تدرك خطورتها تجد نفسك عاجزا عن التخلص منها بعد أن تكون قد انغمست فيها تماما لحد الغرق
دكتور محمد طه الاستشاري ومدرس الطب النفسي بجامعة المنيا يحذرك من بعض أنواع العلاقات الخطرة, ويدلك علي كيفية التخلص منها في السطور التالية.. أنواع العلاقات الإنسانية التي يمر بها الشخص ويعيشها كثيرة جدا, وهي ذات طبيعة معقدة لأقصي حد وبعضها يمكن أن نصفه ب العلاقات الخطرة ومنها:
العلاقة مع مستغل... وهو شخص أناني وطماع يستغل مشاعرك أو جسدك أو نقودك, يبتزك عاطفيا ونفسيا وجسديا للحصول علي مايريد من أجل مصلحته الخاصة
علاقة الحبل السري... يكون فيها أحد الطرفين هو مصدر الحب والأمان الوحيد للطرف الثاني, من دونه تنهار الحياة بأكملها حيث لا بدائل له
علاقة العمي... وهي علاقة لا يتعامل فيها الشخص مع الشريك الحقيقي فهو لا يراه أصلا! فيتعامل بمشاعر قام بتخزينها نحو شخص آخر تعامل معه في مرحلة سابقة
العلاقة مع مدمن... أي نوع من الإدمان سواء إدمان المخدرات أو الجنس او العمل أو الإنترنت أو المال أو السفر أو حتي القراءة
العلاقة مع ضحية... وهو الشخص الذي يضحي بنفسه دائما ويعطي دون انتظار مقابل حتي لو كان نظرة شكر ويذوب كل يوم من أجل الآخرين
العلاقة مع جاني... وهو الشخص الذي يعتقد أن من حقه وحده أن يفعل ما يشاء ويعطي الأوامر وينتظر من الآخرين الطاعة العمياء وإلا نالهم الغضب القاسي
العلاقة مع منقذ... وهو الشخص الناصح الحكيم اللطيف الذي يرمي للجميع أطواق النجاة ويهب لإنقاذهم في أي وقت ويساعدهم بسخاء ويقدم لهم الحلول
العلاقة مع شخص شكاك... علاقة تكون فيها دائما موضع اتهام من شخص يراقب تصرفاتك, يفسر كلامك وأفعالك وحتي نواياك تفسيرات سيئة, مضطر معه أن تدافع عن نفسك طوال الوقت
العلاقة مع شخص اعتمادي...هو شخص يعتمد عليك في كل كبيرة وصغيرة في حياته, لا يخطو خطوة إلا بعد سؤالك وأخذ رأيك.. لا يتحمل مسئولية أي شئ ولا يجرؤ علي اتخاذ أي قرار بمفرده
العلاقة مع شخص سيكوباث... هو شخص لا يحب أحدا حتي نفسه وإن كان يبدو في بعض الأحيان ودودا ولطيفا, يتلاعب بك بكل شكل وطريقة حتي ينتهي الأمر بأن يسبب لك كثير من الأذي و التشويه النفسي, لا يشعر بالندم أو الذنب علي الإطلاق, يؤذي الآخرين بدم بارد
العلاقة الجزئية... وهي علاقة مع شخص لا يستطيع رؤيتك والتعامل معك إلا بشكل جزئي سواء كان هذا الجزء سلبيا أم إيجابيا, ويعجز عن رؤيتك والتعامل معك كوحدة كلية
.. وعلاقة شافية
وسط كل هذه العلاقات الخطرة التي تحيطك وتحيطها وتملأ حياتك, يقول الدكتور محمد طه أن هناك علاقة قادرة علي شفاءك, يشرحها قائلا:
يولد كل شخص باحتياجات نفسية بسيطة مثل حاجته إلي الحب غير المشروط والتقبل والاهتمام والتقدير, ويكون دور الوالدين هو تلبية هذه الاحتياجات التي
تضمن نموا نفسيا سليما, لكن قد يلبي الوالدان ثم المجتمع هذه الحاجات بمقابل بمعني أن يسلك الطفل سلوكيات معينة حتي يحصل علي هذه الاحتياجات, فيقرر الطفل تغيير نفسه الحقيقية لتناسب ما يفرضه عليه الوالدان للحصول علي حبهما وتقديرهما وشيئا فشئ يدفن الشخص نفسه الحقيقية ويعيش في نفس مزيفة مصطنعة تجعله فريسة سهلة للعلاقات الخطرة
وما يحقق للشخص استعادة نفسه الحقيقية ومن ثم الشفاء هو علاقة شافية يتوفر فيها:
* حب غير مشروط... تشعر فيه بالقبول كما أنت
* حب ثابت... لا يتغير بتغير أحوالك
* اهتمام بك وتقدير لك لما أنت عليه
* مساحات من الحرية والحركة لا التضييق والاختزال
* تشعر فيها أنك موجود وتستحق
هذه العلاقة قد تكون صداقة, حب, زواج, مهنية, علاجية
وحتي تكون جاهزا لإيجاد هذه العلاقة هناك خطوات تساعدك الخروج من العلاقات الخطرة مثل:
تعلم أن لك حدودا نفسية لا تسمح لأحد بتجاوزها
قل( لا) عند اللزوم مهما كان الثمن
صدق أنك تستحق طوال الوقت تستاهل, ولاتسمح لأي أحد بإقناعك بغير ذلك
لا تلعب دور الضحية أو الجاني أو المنقذ مع أي شخص, ولا تسمح لأحد بلعب أي دور منهم معك
كن نفسك طول الوقت, ولا تفصل نفسك علي مقاس أحد