بعد أن أعلنت استعدادي لقيامي بعلاج المريضة النفسية من مرضها الذي تعيش فيه.. واخترت أسلوب علاج ظهر في تفكيري فترة طويلة لكي أصل إلي أسلوب علاجها.. ولي صديق دكتور في الأمراض وعلاجها بأساليبه الخاصة.. وشرحت مرض السيدة التي طلب مني علاجها وكانت في حالة مرضية صعبة عليها تماما.. وهي حالة غريبة لاعتقادها أن زوجها الذي مات لم يمت ولكنه يعيش معها في منزلها.. وتتعامل علي أنه لم يمت, ولكنه موجود معها صوته.. وحركته.. وأكله معها.. حتي إنها كانت تتصل به في تليفون المنزل في شركته التي كان يعمل بها, وتتحدث معه كأنه حي وتقول له إنها في انتظاره علي العشاء وترجوه ألا يتأخر عليها لأنها جهزت له الطعام الذي بحبه.. وتغلق سماعه التليفون.. وهي تتصور أن التليفون سليم.. ولكنه كان صامتا لأنه لا يعمل.. ولكنها تسمع صوته الذي تعودت علي سماعة.. طوال أيام حياته التي مضت.. ومضي منها.. ولكنه لم يمض منها فهي تسمع صوته أيام كان حيا.. الآن وهو بعد أن رحل.. ولكنه معها بمرضها النفسي الصعب جدا والذي تعيش في وجوده!! وشرحت لصديقي الدكتور كل حالة مرض السيدة وكنت أسير مع صديقي الدكتور في حديقة منزله الخاص به وكان وحيدا.. لرحيل زوجته.. وسرنا أنا وصديقي الدكتور في حديقة منزله.. التي بها أرض طويلة مزروع بها برسيم أخضر, ونظرت إليه كسؤال عن حل لعلاجها.. واستمر يسير بجانبي علي الزرع الأخضر.. فقال لي.. أنت تعيش مشكلة مرضية نفسية صعبة جدا فعلا.. ومازلنا نسير علي الخضرة المصحوبة باللون الأزرق معا.. وفجأة نظرت إلي قدميه ونحن نسير معا.. يسير حافيا بلا حذاء أو شبشب.. أو غيره.. حافي القدمين.. وعندما شاهدني مندهشا وهو يسير حافيا.. ابتسم بصوت مرتفع قليلا وقال.. لا تندهش لأني أسير حافيا معك علي الزرع الأخضر.. وأريد أن أخبرك.. أن السير بجفاء.. هو الحل للعلاج التي تبحث عنه.. لمريضتك!! واندهشت.. صمتا.. وسيرا بلا حذاء..!!