هذه المرة لم ينقطع رنين التليفون المحمول وأنا أسير بسيارتي عائدا إلي منزلي ليلا.. بعد أن إنتهيت من تصوير عدد من مشاهدي الصعبة في فيلم تدور أحداثه البوليسية ليلا.. وأنا في العادة لا أرد علي التليفون وأنا أقود السيارة خصوصا إذا لم يستمر رنين التليفون أكثر من رنة واحدة ثم يصمت.. وهذه عادة منتشرة كثيرا من الأصدقاء هذه الأيام.. ومعناها أنه علي أن أطلب الذي يظهر علي شاشة المحمول الصغيرة حتي لايتكلف الطالب ثمن المكالمة.. وفي العادة أيضا أنا لا أطلب الرقم إلا بعد أن أصل إلي منزلي.. ثم أبادر بطلب الرقم الذي طلبني وأغلق تليفونه.. فالأمر هنا ليس خطيرا أو مستعجلا لأمر مهم.. ولكن في هذه المرة ظل رنين التليفون مستمرا بشكل يؤكد أن الطالب يصر علي أن أرد عليه.. فأخذت جانبا من الطريق لأني لا أعرف أن أتكلم وأنا أسوق السيارة.. وحتي حسب تعليمات المرور بأن أركن وأتكلم.. وفعلتها وركنت وبدأت في الإستجابة لمن يطلبني.. فوجئت بصديقي النجم القدير.. يصيح بصوت مخيف قائلا.. إلحقني ياأستاذ أنا واقع في مصيبة.. أرجوك أنا في المنزل. وفي انتظارك وبسرعة لأن الأمر لايحتمل التأجيل.. أنا في انتظارك.. وانقطعت المكالمة.. ولم يكن أمامي إلا الاستجابة لطلب صديقي النجم المرعوب الذي يستغيث بي بخوف ورعب ظاهر تماما في صوته بالتليفون المحمول.. وأنا أعرف منزله.. وهو يقطن في الدور الأخير في عمارة في حي هاديء هو من إختيار.. صديقي النجم الهادي بطبعه.. ولأول مرة أشعر بصوته صارخا علي غير عادته.. وشهرته بهدوئه.. والملقب بالنجم الهادي بين كل الزملاء.. وصلت أمام المنزل..ووجدته يقف في شرفة منزله.. وهو يشير إلي بالصعود بيديه.. التي تطلب السرعة في الصعود.. وفعلا صعدت بالأسانسير.. ووجدته أمام الأسانسير ويأخذ يدي.. ويدخلني الشقة الواسعة التي يسكن فيها.. وأخبرني.. بأن زوجته وإبنته الوحيدة عند أهلها.. وأنه هنا وحيدا.. وقبل أن أسأله وهو يلهث بأنفاسه قال لي.. إسمع أنا هنا في مشكلة كبيرة.. وخطيرة.. وتحتاج لمساعدتك عن كيفية التصرف في هذه المشكلة.. ورأيك المهم في التصرف في هذه المشكلة الرهيبة.. قلت له.. الرهيبة؟! قال بسرعة.. أكثر من رهيبة.. وأشار إلي وقال.. تعالي ورايا وتقدمني سيرا إلي البلكونة الكبيرة.. وكان الظلام يحيط بالمكان وتعثرت أكثر من مرة.. ونحن نسير في هذا الظلام.. حتي وصلنا إلي البلكونة.. حاولت أن أبحث عن كوبس النور لإضاءة البلكونة.. منعني بشدة وبصوت مكتوم حرصا علي ألا يسمعه أحد غيري.. ودخلنا البلوكنة في الظلام.. وفي نهاية البلكونة أشار إلي أن أتقدم نحو نهاية البلوكنة في الظلام.. ونظرت إلي ما أشار إليه.. بعد ان اقتربت منه.. فوجدت شوالا مكوما في نهاية البلكونة.. وتقدمت بخطوات بطيئة إلي حيث الشوال وهو يسير خلفي برعب كبير.. ثم قال لي بصوت مرتعش.. إفتح الشوال!! ترددت قليلا ولكني تماسكت بعد أن دفعني بقوة لفتح الشوال.. وبدأت بهدوء وتماسك مني.. واضح فيه التمثيل بالهدوء وفتحت الشوال.. ونظرت بداخله.. ولم أستطع تحديد مابداخله لشدة الظلام.. فأخرجت ولاعتي وأشعلتها ونظرت داخل الشوال.. وكانت المفاجأة.. كان في داخل الشوال هيكل عظمي لإنسان!! صمت.. واندهاش.. ورعب!! وإلي العدد القادم