هل تخيلت يوما مكتبة مثالية لا تتقطع صفحات كتبها ولا تكسر قاعدة كتاب فيها, ويمكنك تفقدها من منزلك, انها مكتبة الكتب الإلكترونية تلك الكتب التي يبدو انها ستحل محل الكتب الورقية خلال وقت ليس بالبعيد حيث تجري الآن محاولات لتقنين استعمالها ويتصاعد جدل حول طرق تقنينها وتداولها بشكل يحفظ للناشر حقوقه ولا يخل بحق القارئ, فالقيمة السحرية لهذه المكتبة الالكترونية هي موضوع خصب لنقاشات غاضبة في اوساط عالم النشر الآن. في الماضي كانت المكتبات العادية تبني مكتبة الكترونية خاصة بها من خلال اتفاقات مع الناشرين وما ان تشتري مكتبة حق كتاب حتي يكون لها مطلق الحرية في أن تعيره لأي من مرتاديها لعدد غير محدود من المرات ولكن هذه الاتفاقية تم الانقلاب عليها في الاسابيع الأخيرة من جانب دار نشر هاربر كولينز والتي بدأت في فرض قيود جديد علي كتبها حيث طلبت ان لا تزيد عدد مرات الإعارة لكتاب علي26 مرة تبلغ مدة المرة الواحدة فيهم حوال اسبوعين. هذه القيود الجديدة التي يعتبرها البعض مجرد تغيير طفيف اثارت غضب الكثير من المكتبات التي تعهدت بمقاطعة دار نشر هربر كولينز ناشرة اعمال دوريس ليسنج وسارة بالين وجويس كارول, فالناس شعروا بأنهم قد خدعوا كما تقول آن سيلفرز رئيس قطاع إدارة المواد بمكتبة فيلادلفيا العامة والتي توقفت عن شراء كتب هاربر كولينز. بعض أمناء المكتبات يرون أن هذا التغيير قد أشعل الجدل حول الكتب الإلكترونية فبينما تدفع المكتبات باتجاه امتلاك كتب الكترونية أكثر, يبقي الناشرون عيونهم مفتوحة علي القيمة التي يجب ان يحصلوا عليها مقابل الكتب. أسباب غضب الناس مقنعة للغاية هكذا قالت روبيرتا ستيفينز مديرة هيئة المكتبات الامريكية فميزانيات المكتبات ثابتة بينما الطلب يتزايد علي الكتب الإلكترونية, وهناك اسباب أخري للقلق فكل الناشرين سيحذون حذو هاربر كولينز. ومن ناحية أخري تدافع هاربر كولينز عن نفسها بالإشارة إلي أن سياستها في التعامل مع الكتب الالكترونية ليست جديدة بل تمتد إلي عشر سنوات مضت حتي قبل ان تصبح الكتب الإلكترونية منتشرة بهذا القدر, وهي تقول انه إذا بقيت هذه السياسة ثابتة كما هي فالشركة تخشي خطرا علي صناعة الكتب الإلكترونية جراء تراجع ايراداتها وعجز دور النشر عن الوفاء بالتزاماتها وهو ما سيمثل ضغطا اضافيا علي الكتب الورقية وسيسبب تراجعا في ما يحصل عليه المؤلفون من نسب. وبالنسبة للعديد من المكتبات فالكتب الإلكترونية تحقق لهم عائدا كبيرا فالطلب علي الكتب الالكترونية يتزايد بسرعة الصاروخ ففي مكتبة نيويورك العامة ازدادت نسبة الطلب علي الكتاب الالكتروني بنسبة36% عن العام الماضي بسبب أجهزة القراءة الالكترونية ويقول كريستوفر بلات أحد مسئولي مكتبة نيويورك ان جمهور القراء يتجه إلي الانترنت وكذلك استثمارنا وكتبنا ايضا يجب ان تتجه نحو الانترنت. والآن تجري مفاوضات بين الهيئة الامريكية للمكتبات وبين هاربر كولينز ويتوقع البعض ان يصل الجانبان لتسوية يراها البعض قريبة فهم يأملون في أن يفكر الناشرون في تأثير خطط اسعارهم الجديدة علي المكتبات العامة قبل ان يطبقوها.