إذا قررت أن تدعم السياحة والعاملين فيها,وتوجهت إلي مدينة مرسي علم بمحافظة البحر الأحمر الجميلة النائمة في حضن البحر الأحمر,لايفوتك زيارة صمداي التي أعترف أني كنت أجهلها مثل كثير من المصريين حتي زرتها يوم19 سبتمبر ضمن وفد من جمعية كتاب البيئة,صمداي التي تبعد2 كيلومتر جنوب مرسي علم,وطن للدرافيل المقيمة, واستراحة للدرافيل العابرة وقد تم رصد500 درفيل ما بين مقيم وعابر..في قاع البحر بصمداي تستقر أجمل وأندر الشعب المرجانية,صمداي التي يجهلها أغلب المصريين تعلم الدرافيل أدق تفاصيلها,هنا ستشاهد الدرافيل الدوارة في عرض حر تتحرك في مجموعات ترفع برأسها تدور بجسدها حركة حلزونية سريعة ثم تغطس برأسها في لمح البصر لابد أن تكون يقظا ومتابعا دقيقا لها لترصد حركتها السريعة. هنا الدرافيل تنعم بحريتها تخرج بإرادتها,لا تحركها سمكة يلوح بها مدرب افتقد الرحمة جوعها ساعات ليثيرها بطعم,وهي في أشد لحظات الجوع,ما أجمل أن تري الدرافيل حرة لا تذلها لقمة العيش حتي ولو كانت مغموسة بالكاليماري الذي تعشقه الدرافيل,وأنت في صمداي تكتمل المتعة عندما تستمع لشرح من باحث متخصص..في زيارتنا لصمداي استمعنا لأحمد فؤاد جمعية حماية بيئة البحر الأحمرهيبكا- قال لنا ان صمداي بها8 أنواع من الدرافيل ولكنها تشتهر بالدرفيل الدوار,ومنطقة صمداي مقسمة ل3 مناطق أ لراحة الدرافيل وغير مسموح لغير الباحثين بالتواجد فيها,ب مسموح بالسباحة والغوص بضوابط أمان,ج مسموح لانتظار اللنشات والسفن. في الوقت الذي يتواجد بشر بلا بطاقة هوية أو أوراق رسمية تسجلهم في دفاتر الحياة,هنا في صمداي استطاع الباحثون عمل أي دي بطاقة هوية للدرافيل حيث يمكن التميز بين الدرفيل المقيم والدرفيل الذي يمر بصمداي ناشدا الراحة,ويمكن التميز بين الدرفيل الذكر والأنثي,الدرفيل هنا له بصمة زعنفة تميزه كل ذلك تم من خلال التصوير والتسجيل الصوتي,لم تتوقف جهود الباحثين علي رصد الدرافيل وإصدار بطاقات هوية وإنما شملت دراسة سلوكهم,كما شرح لنا أحمد فؤاد, يتغذي الدرفيل علي الكاليماري ويلتهم من60-80 كيلو يوميا,سلوك الدرفيل الأم يقترب من سلوك البشر فعندما تخرج لإحضار الطعام لصغارها تتركهم في رعاية درفيل أم أخري لحين عودتها,وتترك الثانية صغارها لديها لحين إحضار الطعام أيضا,في تعاون وتبادل للأدوار أحيانا يصعب علي البشر تنفيذه,لاتملك إلا أن تقول سبحان الخالق. في صمداي ستشعر بجهد قطاع المحميات بوزارة البيئة للحفاظ علي المكان,وستري ما يقدمه المجتمع المدني الجاد ممثل في جمعية حماية بيئة البحر الأحمر التي تضم باحثين لديهم ليس فقط مهارات التحدث باللغات الأجنبية ولكن أيضا مهارات التواصل والقدرة علي امتصاص القلق والاضطراب الذي يصيب البعض ممن يركبون البحر للمرة الأولي لزيارة صمداي. بفضل جهود قطاع المحميات بوزارة البيئة وجمعية هيبكا استحقت صمداي المرتبة الأولي في الحفاظ علي الدرافيل من الانقراض. وحتي تستمتع بمشاهدة الدرافيل عليك أن تحترمهم وتحترم مواعيد راحتهم,لابد أن تحافظ علي مسافة لا تقل عن30 مترا بين القارب والدرافيل,إذا اقتربت احترس ولتكن حركتك في خط مواز لحركة سباحتهم,عندما تشاهد الدرفيل هدئ السرعة ولا تغير الاتجاه بشكل مفاجئ,لا تزعج الدرافيل في أماكن راحتها مثل منطقة شعب العرق,لا تصدر أصواتا عالية كالصفير أو الصراخ,لا تحاول لمس الدرافيل ولا تلقي إليها بطعام,انتبه لما يصدره الدرفيل من إشارات فإذا ضرب بالزعنفة الخلفية علي سطح الماء اعلم أنك زائر غير مرغوب فيه واترك المكان فورا,ألم أقل لكم أن صمداي وطن الدرافيل الحرة..وللحديث بقية عن مرسي علم المنسية.