يتردد كثيرا هذه الأيام مصطلح الهجرة غير المشروعة تعبيرا عن محاولات التسلل عبر الحدود والسفر بلا هوية, أو اتباع الإجراءات القانونية اللازمة بالسفر إلي أي دولة, وإذا كان في ذلك نوع من تجاوز القوانين وإجراءاتها فهذا لا يعني أنها غير مشروعه, ولكن تدقيقا للمصطلح ليست إلا مخالفة للقانون ونعود لمصطلح الهجرة الشرعية والذي نعيش هذه الأيام ذكري إرهاصتها الأولي عندما خرج الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم وصحبه دون دينه. ومنذ هذه اللحظة التاريخية والتشريع الإسلامي يجعل من الهجرة شيئا واجبا في حالات معينة منها من يخشي علي دينه فليخرج إلي أرض الله الواسعة يعبده فيها.. وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا.. ومنها أيضا من يخشي علي نفسه ما نصطلح عليه في أيامنا هذه اللجوء السياسي.. ويأتي سبب شرعي آخر وهو الأكثر انتشارا بين الدول يتمثل في الهجرة بحثا عن الرزق, ولكن المعضلة الحقيقية في هذه القضية أن هؤلاء الشباب الذين دفعوا حياتهم قبل بضعة أيام ثمنا بخسا لحلم الهجرة لبلاد العم سام لم يكن ترفا منهم أو جريا وراء أوهام الثراء كما قد يردد البعض انتقادا لهم, ولكنهم فقدوا الأمل فطفقوا يبحثون عنه في مكان آخر لعجزهم عن حلم العيش الكريم وعاجزين أيضا عن توفير المال الذي يتبعون به إجراءات السفر القانونية فخرجوا للسفر بلاد الله لخلق الله يواجهون الموت بين أمواج الأمل الأخير يريدون الوصول إلي شاطيء آخر للحياة تشرق فيه الشمس من جديد.. ولكنهم يصلون إلي شاطيء آخر تتحطم علي صخوره كل الأحلام وتزهق الأرواح وتتناثر أشلاء الأجساد البالية علي جوانبه لتتشكل ملامح المشهد الأخير في سيناريو الصراع الأبدي من أجل لقمة العيش. رحم الله الضحايا شهداء لقمة العيش وعلينا أن نتحمل المسئولية كاملة في إزهاق أرواحهم. عندما لم تهتم الدولة بمن في مثل ظروفهم ولم توفر لهم أملا حقيقيا في العيش الكريم خرجوا للبحث عن أمل آخر ولو في أحضان الموت!! خ. ح. ا