تمثل رأس السنة الهجرية وموع التقويم الهجري مناط بحث وفرصة للتأمل في المعاني السامية للهجرة النبوية، مثل الصبر والتضحية والثبات على المبدأ مهما كانت العقبات، كما أنها دعوة للمسلمين لتجديد نواياهم والبدء بسنة جديدة ملؤها العمل الصالح، متخذين من سيرة النبي الكريم مثالًا يُحتذى به في مواجهة التحديات بعزيمة وأمل. تبدأ رأس السنة الهجرية 1447 هذا العام مع غروب شمس يوم السبت الموافق 6 يوليو 2025، على أن يكون يوم الأحد 7 يوليو هو أول أيام شهر محرم، وهو أول شهور السنة الهجرية، وتعتبر هذه المناسبة من أهم المحطات في التاريخ الإسلامي، إذ تمثل ذكرى هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكةالمكرمة إلى المدينةالمنورة، والتي شكّلت نقطة تحول في مسيرة الدعوة الإسلامية، ونقلة نوعية نحو بناء الدولة الإسلامية الأولى. لماذا سميت رأس السنة الهجرية بهذا الاسم؟ سُمِّيت "رأس السنة الهجرية" بهذا الاسم نسبةً إلى الهجرة النبوية الشريفة، والتي أمر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد اشتداد الأذى على المسلمين في مكة، ورغم أن الهجرة وقعت فعليًا في شهر ربيع الأول، إلا أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قرر أن تكون بداية التقويم الإسلامي من شهر محرم لأنه أول الأشهر الحرم ولأن المسلمين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة في هذا الشهر. ما هو التقويم الهجري؟ التقويم الهجري هو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر حول الأرض، ويتكون العام الهجري من 12 شهرًا، وهي محرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر وجمادى الأولى وجمادى الآخرة ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة، ويتراوح عدد أيام الشهور بين 29 و30 يومًا، بناءً على الرؤية الشرعية للهلال. ويُستخدم هذا التقويم أساسًا في تحديد مواعيد العبادات الإسلامية مثل رمضان والحج وعيد الفطر وعيد الأضحى، ويعتمد عليه كثير من الدول الإسلامية في المناسبات الدينية. متى تم اعتماد التقويم الهجري؟ تم اعتماد التقويم الهجري رسميًا في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، في السنة السابعة عشرة للهجرة، أي بعد نحو سبع سنوات من وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء هذا القرار نتيجة الحاجة إلى توثيق المراسلات الرسمية والتعاملات بين المسلمين، فاستشار عمر الصحابة في اختيار نقطة بداية للتقويم، فاختاروا حدث الهجرة النبوية باعتباره أعظم وأهم مفصل في تاريخ الأمة الإسلامية.