كتبت سالي وفائي : الهجرة غير الشرعية هي الانتحار.. لأنك اذا لم تنجح في الوصول الي الشاطيء الآخر من الأرض سوف تغرق لا محالة في عرض البحر المظلم وهو الاحتمال الأكبر.. السؤال ما هو الأسوأ من الموت ليفضل الشباب الموت عليه ؟ البطالة هي الاجابة, فهي السر وراء الدفع بهؤلاء الشباب للبحث عن أمل, عن منافذ للعمل خارج الحدود في وقت تضاءلت فيه فرص العمل داخل الوطن وتقلصت فيه امكانات الهجرة القانونية بدرجة كبيرة حيث أغلقت الدول الأوروبية هذا الباب بشكل كبير وفرضت قيودا صعبة بعد تصاعد موجات الارهاب في العالم, الأمر الذي دفع كثير من الشباب الي خوض تجربة الهجرة غير الشرعية ومواجهة مخاطرها, فلايزال هناك حلم أخير يظل يحلق في الأفق يحمل بصيص أمل في امكانية العيش مثل باقي خلق الله, وفي بعض الأحيان يتطور هذا الحلم الي الثراء وكل ما يحمله من اغراءات الربح السريع. وهم للأسف لا يعرفون حقا أن وراء عمليات الهجرة غير الشرعية مخاطر جسيمة وعصابات ومافيا,فعلي الرغم من أن مصر ظلت لفترة طويلة بعيدة عن نشاط عصابات الاتجار بالبشر وبائعو الوهم الا انه في السنوات الأخيرة امتد هذا النشاط ونجحت هذه العصابات في جذب أعداد متزايدة من المصريين الذين يقعون ضحايا عمليات بيع الوهم بعد أن أصبحت الرغبة في السفر الي الخارج تحتل مرتبة متقدمة في أولويات التفضيل لدي قطاعات عريضة من الشباب المصري. أعلم أن اليأس قاسي وصعب جدا خاصة حين يأتي في مقتبل الحياة حيث القوة والعزيمة والبأس والعنفوان,وعلي الرغم من ذلك أحذر كل شاب مصري من مخاطر الهجرة غير الشرعية وأناشده ألا يعرض نفسه وروحه للمخاطرة التي يدفع مقابلها اتاوات يستدين قيمتها ويبحر الي عالم مجهول لا يعرف ماذا سيفعل به ومتي سيعود منه, بالاضافة الي التحديات الصعبة التي سيواجهها في بلد الغربة اذا نجح في الوصول اليه حيث تفرض عليه مرتبات هزيلة سيقبلها تحت ظروف الحاجة ويمارس أعمال بسيطة ومتواضعة,ويعيش بعيدا لا أحد يسأل عنه أو عن أخباره أو يتابع ما يجري له ابتداءا من المرتبات وانتهاءا بالمطاردات الأمنية. ولا يمر يوما حتي نقرأ أو نسمع فيه عن أخبار مسلسل المصريين المرحلين من عدة دول أو اللذين تم القبض عليهم وينتظرون المحاكمة أو الذين عثر علي جثثهم تطفو علي أحد الشواطيء.