دورنا العربي يعود إلينا, يطرق أبوابنا, القاهرة عاصمة الحرية, عاصمة الثورة, ثورتها هي الأكبر والأنظف والأكثر تحضرا. من القاهرة, من ميدان التحرير, انطلقت أم الثورات, غطت علي ماقبلها, وتلهم مابعدها, وترشد الثائرين العرب من المحيط الي الخليج شباب مصر وشعبها وجيشها, وضعوا مصر في موقعها الصحيح, في موقع القيادة دون منافس, ودون منازع. علينا أن نرسم سياستنا العربية إنطلاقا من الثورة, أي من الانحياز الي الحرية, نرفض أي استقرار يضحي بحرية المواطن, نرفض أي صياغة وطنية تهدر كرامة المواطن, سياستنا العربية يجب أن تنطلق من أن ثورتنا عزيرة علينا, إضافة لقوتنا, رصيد لدورنا, ليس في ثورتنا مايدعونا للخجل أو القلق أو الرغبة لدي البعض في أن يطوي صفحتها بسرعة ويغلق وراءها الباب وكأنها ليست إلا أياما عابرة أو جملة اعتراضية نتجاوزها ونعالج آثارها وانتهي الموضوع. ثورتنا هي مستقبلنا, أرجو أن نتعامل معها من هذا المنطلق, هي أضافت ثقلا غير محدود لوزن مصر في محيطها العربي, هي بيضت وجه مصر, ورفعت رأس مصر, وهذا يعني أنها رسمت واقعا جديدا علي الأرض سواء في الواقع المحلي أو الواقع العربي. أي تخطيط لدورنا العربي واستعادته ينبغي أن يبدأ من هنا, من الثورة, لن يبقي نظام عربي واحد بعيدا عن بركات هذه الثورة, الشعوب العربية دون استثناء تريد الحرية أساسا للاستقرار, ولا تريد الاستقرار مذبحة للحرية, هذه هي المعادلة الجديدة, وهي معادلة مدفوعة الثمن من دماء الشهداء في مصر, في تونس, في اليمن, في سوريا, في البحرين, وغدا في السعودية والجزائر والمغرب والامارات وقطر والكويت وعمان. لا يعنينا أن تبقي الأنظمة أو تذهب, الذي يعنينا هو أن تستجيب استجابة حقيقية لاشواق الحرية وألا تقف حجر عثرة في وجه الثورات الصاعدة. الذي يعنينا كمصر هو أن تكون الي جانب الشعوب العربية, فهي الأبقي اليوم وغدا.. مصر الحرة.. هي المؤهلة لقيادة عالم عربي حر..