لا أحد يختلف علي النجم عزت العلايلي.. فنان متميز مثقف مهموم بقضايا الوطن ومهتم بالسياسة, وقد انعكس ذلك في أعماله السينمائية والتليفزيونية, فقدم أعمالا هادفة تهم المجتمع منها: زائر الفجر علي من نطلق الرصاص, الطريق إلي إيلات, موعد مع الوحوش, وكان آخر ما قدمه مسلسل الجماعة. في هذا الحوار يتحدث عن السينما والتليفزيون بعد ثورة الشباب في25 يناير وكيف يمكن أن تنعكس إيجابيا علي الفن في مصر. * ما هو رد فعلك حول أحداث الثورة؟ ** هذه الثورة أثبتت أن مصر لها وضع وقيمة كبيرة في العالم أجمع, لذلك يجب علينا أن نضع ذلك في نصب أعيننا في الفترة المقبلة حتي نعيد لمصر جوهرها ورونقها الذي فقدناه ونعيد لها المنظومة الحضارية التي تتمثل في الموارد الاقتصادية والنظم السياسية والتقاليد الاجتماعية, بالإضافة إلي الفنون والآداب, فالفترة الماضية أثبتت أن مصر مثل وقيمة كبيرة,ويجب أن نتحمل الفترة المقبلة وننطلق لنعوض ما فاتنا. كما أتمني أن تظل أخلاق مجتمعنا المصري راقية وجميلة, ولولا هذه الأخلاق لما تحققت هذه الثورة العظيمة, ويجب أن نعيش هذه الروح في مصرنا القادمة, وأعتقد أن مصر بعد أحداث25 يناير ستكون دولة عظمي متقدمة في مختلف نواحي الحياة, خاصة في مجالات التعليم والطب والهندسة والإعمار. وأعتقد أن القادم صعب, ولكن ليس مستحيلا من هنا واجب كل واحد أن يعمل حتي نستطيع أن نبني مصر من أول وجديد, وأعتقد أنه ليس هناك شك في حدوث تحول ديمقراطي ستظهر آثاره في الفترة المقبلة. من هنا فإننا لابد أن نتكاتف لإعادة ترتيب البيت من جديد بعد التخريب المتعمد سياسيا وأخلاقيا, ووضع نظام سياسي جديد واحتماعي ويحقق العدالة الاجتماعية. * ألست خائفا علي مصر في الفترة المقبلة؟ ** لا لست خائفا, ولكن من دون أن يشعر أحدنا بالإحباط يجب أن ندرك أنه بعد هذه الانتفاضة الكبيرة, ولكن لفترة محدودة تسترد البلاد بعدها عافيتها وتبدأ في الانطلاق ولكن يجب ألا نتعجل النتائج. * ما هي رسالتك إلي الشعب المصري؟ ** أقول له كنت عظيما بل أعظم بكثير مما كنا نتوقع جميعا, وقدمت للعرب وللإنسانية مثالا للتحضر, وأنا لا يمكن أن أنسي أن الرئيس أوباما رئيس أكبر دولة في العالم قال الشعب المصري الملهم الذي ألهم البشرية نموذجا للثورات القائمة علي التغيير دون إراقة دماءفكل التحية إلي الشعب المصري العظيم, وكل التحية إلي الشعوب العربية, وكل الشرفاء في العالم, وكل التحية والإكبار إلي دماء شهداء25 يناير. * الفنانون انقسموا إلي3 فرق في هذه الثورة.. فريق مع الثورة كنت أحدهم, وفريق مع النظام وقف ضد الثورة, وفريق التزم الصمت.. فما رأيك في الفريقين الأخيرين؟ وهل هناك عتاب عليهم؟ ** هم بالفعل كانوا3 فرق وإن كنت أنظر إلي الموضوع بشكل مختلف, ولكني أقول دائما إن المهم في لحظات الانتصار الكبري لابد من وقفة تسامح كبري, فالشعوب المتحضرة تساوي بين الانتصار والتسامح, فليس كل من وقف ضد هذه الثورة يجب أن نحاكمه ونعاقبه لأن العقاب في مثل هذه الأمور يدخل الثورة وأهدافها النبيلة في نفق مظلم من الكراهية ومن البغضاء, وأنا لا أرتضي لهذه الثورة العظيمة أن تدخل في هذه المهاترات. * متي ستعود الحياة السينمائية إلي طبيعتها؟ ** ستأخذ فترة انتقالية حالها حال البلد, وخلال السنة أو السنتين المقبلتين ستشهد بعض الأفلام الهبلة التي ستقدم عن الثورة.. ليس جميعها بالطبع ولكن90% منها ستكون أفلاما ساذجة وستتبني الموضوع بشكل سطحي, ولكن بالتأكيد خلال5 سنوات ستحدث نهضة فنية لم نشهد لها مثيلا سابقا, وأحسن ما تنتجه مصر ستراه خلال هذه النهضة وستكون أهم من فترة ازدهار الآداب والفنون في الستينيات. * وماذا عن السينما؟ ** السينما قبل الثورة حاجة تكسف114 سنة في مصر ليست هناك سينما حقيقية تناقش موضوعات تهم الرأي العام وتهتم بشئون الناس, وأثناء مقابلة الرئيس حسني مبارك تكلمنا في ذلك ولكن دون جدوي, وأتمني من القائمين علي صناعة هذه السينما بكيفية الاختيار لأن الاختيار في هذه الأيام سيكون صعبا جدا, كما أتمني مشاركة الدولة في الإنتاج السينمائي والمسرحي, لأن هذه الأعمال تمثل مصر, ويكون هناك مردود أدبي وهو الأهم من المردود المادي, وأن عظماء المخرجين في العالم لم تكن لأفلامهم جماهيرية, ولكن نهضوا ببلادهم في عالم الفنون وأصبحت تشارك في مهرجانات كبري وتحصد الجوائز, ولكن مصر في الفترة الأخيرة تدخل المهرجان بفيلم علي الأكثر ولم تحصد أي جوائز لأنه ليس هناك إبداع, الأهم عند المنتجين هو العائد المادي, لذا لابد من تدخل الدولة في عملية الإنتاج, وأيضا النجوم لنهضة السينما في مصر والمشاركة العالمية. * لماذا اعتذرت عن سمارة وهل هناك أعمال أخري؟ ** في الحقيقة أن الرؤية إلي الآن لم تتضح سواء في السينما أو التليفزيون, وإن هناك أعمالا كثيرة سيتم وقفها لعدم قدرة الإنتاج علي تسويقها. أما عن سمارة فإنني لم أجد نفسي في دور تاجر المخدرات سلطان بعد قراءة الحلقات الأولي في السيناريو, خاصة أنني قدمت العام الماضي ثلاثة أعمال أعتز بها للغاية وهي: سنوات الحب والملح و الجماعة و موعد مع الوحوش ولن أستطيع التنازل عن هذا النجاح.