أكد خبراء القانون الدولي والسياسيون أن منظمة العفو الدولية ليست منظمة حكومية أو جهة دولية رسمية مثل الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية وغيرهما, ولكنها منظمة أنشأها مجموعة من الأفراد وتتسم تقاريرها بالازدواجية بين الدول, مؤكدين أن رسالتها التحريضية إلي وزارة الخارجية الإيطالية ضد مصر في قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني هو تدخل في الشأن الداخلي المصري والإيطالي ومخالفة للقانون الدولي. وأكد الدكتور حازم علتم, أستاذ القانون الدولي العام, أن العفو الدولية منظمة غير حكومية تابعة لأشخاص, رغم أن لها أعضاء بعدد كبير من الدول, موضحا أن المنظمات الدولية هي التي قامت بإنشائها حكومات مثل منظمة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية, موضحا أن العفو الدولية منظمة أسسها أفراد وحسب اللائحة الصادرة لها فإن عملها ينحصر في الدفاع عن حقوق الإنسان والكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان. وأكد الدكتور علتم في حديثه لالأهرام المسائي أن منظمة العفو الدولية ليست محايدة لأن الأفراد ليسوا محايدين في تقاريرهم حيث تخضع تقاريرها لأهواء واضعيها, موضحا أن المنظمة تقوم بتكييف وتوصيف لما يحدث في بلد من انتهاكات وتجاهل نفس الأشياءفي بلد آخر, وتعتبرها حرية ومنها الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين. وأشار إلي أن المنظمة تبني تقاريرها علي ازدواجية في المعيار وأهواء سياسيةومثلها منظمة الصليب الأحمر التي لم تتحدث عن انتهاكات أمريكا في حربها ضد العراق, موضحا أنها ممنوع عليها التدخل لدي الحكومات, ولكن هناك خيطا رفيعا يفصل التدخل في الشئون الداخلية واحترام حقوق الإنسان, وهو ما تستغله المنظمة, مؤكدا أنه ليس من حقها التحريض ضد مصر في واقعة ريجيني أو غيرها, معتبرا أن رسالتها لوزير الخارجية الإيطالي في واقعة ريجيني تعتبر تدخلا في الشأنين الداخلي المصري والإيطالي. وأكد جورج إسحاق, عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان, ضرورة أن تقوم وزارة الخارجية بالرد علي تقرير منظمة العفو الدولية بشأن مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني موضحا أن تقارير المنظمة لها انتشار واسع بدول العالم والقضية حساسة جدا, ولابد من الرد والتوضيح لإغلاق الباب أمام أعداء الدولة والمتربصين, وحتي لا نعطي فرصة لها للوقيعة بيننا وبين إيطاليا. وقال جورج إسحاق في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي إن منظمة العفو الدولية تكتب تقارير عن كافة دول العالم, ولابد أن تتحدث عن الانتهاكات في تركيا وغيرها من الدول التي لا تتحدث عنها المنظمة في تقاريرها; رغم تكرار الانتهاكات التي تقع في هذه الدول. وقال نجاد البرعي, الناشط الحقوقي رئيس المجموعة المتحدة محامون ومستشارون قانونيون: إن منظمة العفو الدولية تعتبر من أهم المنظمات الحقوقية; لأن تاريخ نشأتها يعود إلي منتصف العام الماضي; وأكد أنها تعتمد في تقاريرها علي شبكة متطوعين, مؤكدا ضرورة أن تقوم وزارة الخارجية بالرد علي تقرير المنظمة عن قضية ريجيني بشكل مفصل. وكانت منظمة العفو الدولية قد حرضت وزارة الخارجية الإيطالية ضد مصر في قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني حيث أرسلت العفو الدولية حسب تقارير صحفية إيطالية بريدا إلكترونيا إلي وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني, قالت فيه يجب الضغط علي مصر, فليس هناك إحراز تقدم كبير في إثبات الحقائق والمسئوليات لوفاة ريجيني المأساوية, كما أنها اتهمت مصر بأنها لا ترغب في التعاون الجاد مع التحقيقات الإيطالية.