لاشك أن الأحداث الإرهابية التي شهدتها الولاياتالمتحدةالأمريكية مطلع الأسبوع الحالي ليست الأولي ولن تكون الأخيرة بسبب السياسات الأمريكية الخاطئة تجاه الشرق الأوسط والعديد من دول العالم خاصة في أماكن الصراع والنزاعات وهذا لا يعني انني لا أدين تلك الحوادث بل انني دائما ما أقول إن الإرهاب يدمر كل شيء ولا وطن له ولا جنس ولا دين ولابد من تكاتف العالم كله لمواجهته. ولكن الممارسات الأمريكية وسياستها غير المدروسة تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط علي وجه التحديد أدت دون شك إلي دعم وتعزيز الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي علي الرغم من أن واشنطن تؤكد تبنيها تحالفا دوليا وهميا ضد داعش دون أن يحقق هذا التحالف أي نتائج ملموسة علي الأرض خلال الفترة الماضية بقدر ما أثار عشرات التساؤلات حول جدية هذا التحالف في مواجهة تنظيم إرهابي لا يملك سوي ما تمده به بعض دول المنطقة من معلومات وأسلحة وتشتري منه النفط علي مرأي ومسمع من الجميع. ويجب ألا نغفل السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية والدعم الأمريكي المستمر للسياسات الإسرائيلية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وما تقوم به قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني بالاضافة إلي تعنت حكومة نيتانياهو تجاه مبادرات السلام واخرها الجهود الفرنسية التي رفضتها إسرائيل استنادا إلي دعم حليفتها الاستراتيجية واشنطن وهو الدعم الذي عزز لدي الشعب الفلسطيني بل والشعوب العربية في الوقت نفسه كراهية كبيرة للسياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية والتي أدت إلي تجميد الأوضاع في الأراضي المحتلة منذ سنوات مع استمرار اسرائيل في تعنتها وتحديها للمجتمع الدولي. ولم تتوقف السياسات الأمريكية عند هذا الحد بل أن الموقف الأمريكي مما يحدث في ليبيا غير واضح فهناك من يدعم ما يحدث في طرابلس ضد الشرعية الليبية وأيضا هناك أصوات داخل إدارة الرئيس أوباما مازالت تساند تنظيم الأخوان الارهابي وتلتقي قياداته رغم التفجيرات وأحداث العنف التي تشهدها مصر حتي الآن وإدعاء واشنطن انها ضد الإرهاب في العالم. والمؤكد أن الادارة الأمريكية عليها أن تعيد النظر في سياستها تجاه الشرق الأوسط علي وجه التحديد بما يتيح للشعوب أن تدرك وجود نيات أمريكية حقيقية لمواجهة الإرهاب والتصدي له في العالم كله وأن تتخلي واشنطن عن سياسة المعايير المزدوجة التي تستخدمها دائما خاصة في سياساتها تجاه الشرق الأوسط وما يشهده من أحداث. ورغم القول بان واشنطن تنفق مليارات الدولارات للحفاظ علي أمنها وأمن العالم فإنني أقول إنها تنفق مليارات أخري لإثارة عشرات الأزمات في العالم سواء في الشرق الأوسط أو في منطقة جنوب شرق أسيا خاصة مع الصين حيث تدعم واشنطن موقف اليابان في قضية الجزر المتنازع عليها منذ سنوات بل انها تدعم جماعات انفصالية في تايوان ضد الحكومة الصينية المركزية وبالتالي فإنها تسعي إلي إثارة المشاكل والأزمات في مختلف دول العالم دون النظر إلي نتائج ذلك علي أمنها وأمن العالم أيضا. والمؤكد أن وجود تعريف محدد للإرهاب يتفق عليه العالم ولا تعترض عليه واشنطن سيكون المدخل الرئيسي لوضع استراتيجية دولية لمواجهة الإرهاب الذي أصبح كالفيروس القاتل يدمر كل ما يصل إليه دون رحمة أو وجود علاج حقيقي لمواجهته.