مطار شارل ديجول الذي يحمل اسم مؤسس الجمهورية الخامسة الفرنسية ويقع في الشمال الشرقي لمدينة باريس, يعتبر سادس أكبر مطار بالعالم وثاني أكبر مطار بأوروبا. المطار الذي أقلعت منه الطائرة المصرية المنكوبة ثارت بشأنه المزيد من علامات الاستفهام حول إجراءات الأمن والسلامة. لكن يبدو أنه ليس مطار شارل ديجول وحده وإنما باقي مطارات أوروبا. هناك حديث متزايد عن احتمال تمرير قنبلة في مطار باريس.. يؤكد الخبراء أن أنظمة أمن المطارات ليست مضمونة, فأي شخص يمكن أن يجلب قنبلة علي متن أي طائرة في المطار حسب ما قاله خبير الطيران جيرار أرنو, لصحيفة ليبراسيون الفرنسية في نوفمبر الماضي. كما ألمح أرنو إلي احتمال وجود عمل منظم بتواطؤ من ضباط أمن المطار, وفسر ذلك قائلا تتم مراقبة الموظفين دائما, لكن حين لا تكون المطارات محصنة ومراقبة بمعدات مناسبة مثل الكاميرات, يمكن لأي شخص أن يعبر أي سياج أو عائق. ويذهب, سيباستيان كارون, الرئيس التنفيذي لشركة استشارات أمن الطيران الدوليةASCT إلي الرأي ذاته, وقال لصحيفة لوريون لوجور انه في معظم الحالات سواء كانت هجمات أو مجرد محاولات, نحن نتعامل مع تواطؤ يحدث مع موظفي المطار, فحامل الحقائب يمكنه بسهولة بعد فحص جميع الأمتعة أن يضيف حقيبة مفخخة بين حقائب المسافرين. في هذا السياق يضع المحللون حادث الطائرة المصرية في إطار سلسلة الهجمات التي ضربت فرنسا في عام2015 وساهمت في وجود أفراد أمن جدد في المطارات وتعزيز الاحتياطات الأمنية. صحيفة لوفيجارو الفرنسية تتحدث أيضا نقلا عن متخصصين أمريكيين يشيرون إلي إمكانية إدخال نوع جديد من المتفجرات إلي الطائرات, خاصة أن المتفجرات غير المعدنية يمكنها اجتياز البوابات الأمنية بكل سهولة, مثل المتفجرات السائلة. كان تنظيم داعش الإرهابي قد تبني تفجير طائرة الشركة الروسية مترو جيت وهي من طراز إيرباصA321 وكانت متوجهة من شرم الشيخ في مصر إلي روسيا وعلي متنها224 شخصا لقوا مصرعهم جميعا. ونشر التنظيم صورة لعلبة مياه غازية وضعوا بها المادة المتفجرة, وتم تثبيتها أسفل أحد المقاعد الخلفية في الطائرة. ويري الخبير الأمريكي في مجال أمن الطيران, جيف برايس, أن كميات صغيرة فقط تكفي لجعل الانفجار كبيرا, بسبب الضغط داخل الطائرة. ويرصد المراقبون العديد من الحوادث والاختراقات الأمنية في المطار منذ عام2000 بداية من كشف أسلحة ومتفجرات بحوزة موظفين عام2002 ومرورا بحادث صعود فرنسي علي متن إحدي الطائرات بدون أوراق في محاولة منه لكشف ثغرات الأمن عام2014, ووصولا إلي حادث الطائرة المصرية وإخلاء جزئي للمطار قبل ساعات بسبب اشتباه بوجود قنبلة. وقد لجأت سلطات المطار إلي فصل عشرات الموظفين في حملة تطهير واسعة للاشتباه في علاقتهم بتنظيمات إرهابية. لذلك, يحاول المحققون الفرنسيون تحديد ما إذا كان حامل الحقائب أو طاقم الموظفين قد زرع قنبلة علي متن طائرة مصر للطيران في مطار شارل ديجول; الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات حول قدرة الشرطة الفرنسية والأوروبية عموما علي تأمين المطارات من الخطر المتنامي للإرهاب والخلايا النائمة في أوروبا. ما يجعل المواطن الأوروبي يشعر بالقلق إزاء أمنه الخاص وقدرة حكومته علي تأمين الحماية لبلاده.