ساد هدوء نسبي في مدينة حلب السورية المنكوبة أمس عقب اتفاق أمريكي روسي علي تهدئة بينما أكد الرئيس السوري بشار الأسد السعي لتحقيق انتصار نهائي علي مقاتلي المعارضة في المدينة. ونقلت وسائل إعلام سورية حكومية عن بيان للجيش قوله إنه ملتزم بنظام التهدئة في حلب لمدة48 ساعة بدءا من الواحدة من صباح أمس ساد إثره هدوء نسبي في المدينة بعد أسبوعين من القتل والدمار. وقد اتهم الجيش متشددين إسلاميين بخرق الاتفاق الليلة قبل الماضية من خلال ما وصفه بقصف عشوائي لأحياء سكنية خاضعة لسيطرة الحكومة في المدينة المقسمة, بينما قال السكان إن أعمال العنف تراجعت بحلول الصباح مما سمح للمزيد من المتاجر بأن تفتح أبوابها. واستمرت المعارك في مناطق أخري من سوريا حيث سيطر تنظيم داعش الإرهابي علي حقل الشاعر للغاز في شرق سوريا أمس في أول نصر ميداني له في بادية تدمر منذ خسارته المدينة الأثرية في مارس وفقا لمصدر من المقاتلين والمرصد السوري لحقوق الإنسان. ونقلت وسائل إعلام سورية عن الرئيس بشار الأسد قوله أمس إن بلاده لن تقبل بأقل من الانتصار النهائي علي مقاتلي المعارضة في مدينة حلب الشمالية وفي جميع أنحاء البلاد. ويجلس عشرة جنود روس بزيهم العسكري الرملي بجوار هواتف وشاشات كمبيوتر في قاعدة حميميم الجوية السورية قرب اللاذقية لتسجيل أي انتهاك لوقف إطلاق النار الذي فرضته موسكو باتفاق مع واشنطن. ويشير رئيس المركز الروسي لمراقبة الهدنة سيرجي كور النكو إلي أحد الهواتف في غرفة المراقبة, قائلا: هذا خط الهاتف المباشر مع عمان. ومن ثم ينظر إلي هاتفين آخرين مضيفا: هذان الهاتفان مخصصان لاتصالات سكان سوريا ومن جميع العالم أيضا. وتتولي القوات الروسية في سوريا انطلاقا من قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية الساحلية, مسئولية مراقبة الهدنة الهشة التي تنتهك يوميا بعدما دخلت حيز التنفيذ في27 فبراير. وتقوم روسيا بهذا العمل بالتنسيق مع مركز أمريكي يتولي المسئولية نفسها ومقره عمان. ورغم الضغوط الدبلوماسية لتثبيت اتفاق وقف الأعمال القتالية, فإنه انهار في مدينة حلب منذ نحو أسبوعين مع تصعيد عسكري أسفر عن مقتل أكثر من285 شخص بينهم57 طفلا.