كل الطرق تؤدي إلي انهيار تام في دولة الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك خلال الفترة القليلة المقبلة.. وتصدع رهيب في مشروع مرتضي منصور رئيس النادي الذي بناه في الموسم الماضي بتشكيلة مميزة أحرز معه الثنائية المحلية. كلمة السر هنا هي الخوف من غضب رئيس النادي في حالة المعارضة الصريحة لقرارات له ولهذا تساهم مجموعة مقربة منه في اتخاذ قرارات معينة.. الأمر الذي جعل الزمالك لا يعيش له مدرب وبات يطلق عليه الجميع مملكة الخوف أو مقبرة المدربين مهما كان اسمهم ومهما كانت إنجازاتهم. وفي نادي الزمالك لجأت شخصيات إلي التآمر بشكل صريح علي الأسكتلندي أليكس ماكليش المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم والذي تعاقد معه النادي بترشيح من أحمد مرتضي عضو المجلس ونجل رئيس النادي وشقيقه أمير مرتضي وكلاهما غادر القاهرة لاستقدامه, وشككوا في قدراته الفنية أمام مرتضي منصور رئيس النادي واستغلوا أنه لايزال في أسابيعه الأولي وجاء في وقت عصيب, ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل تآمروا أيضا من أجل غلق باب التعاقد مع أي من المدربين أصحاب الشخصية الفنية التي تصلح لتولي المنصب, ويمتلكون قدرات تمكنهم من فرض النظام علي اللاعبين.. كما أغلقوا الباب أمام آخرين غيرهم في المجال الفني والإداري حتي يتم تأمين السبوبة. وجاءت قرارات مرتضي منصور رئيس النادي الأخيرة نتيجة ضغوط المحيطين به ممن أفسدوا صفقة أحمد وأمير سعيا وراء تسلم تركة فريق الكرة وإدارتها بشكل منفرد رافضين منح ماكليش الفرصة خوفا من ظهور فيريرا جديد وهو المدرب البرتغالي الذي تعاقد معه أحمد وأمير في الموسم الماضي وحقق نتائج رائعة وقدم عروضا جميلة وكان رجلا صاحب شخصية. وقد يفوز الزمالك في مباراة ولكنه سيخسر المعركة في النهاية وبدون شك أصبح نادي الزمالك في وضع عصيب جدا ومهدد بإنهاء الموسم في وصافة الدوري إن حاز عليها بفارق كبير من النقاط يسخر منه الأهلاوية ويطالبون به حاليا وهو الأهلي+18 في إشارة إلي الكبار فقط. 5 معلمين في جهاز واحد! وبالنظر إلي تشكيلة الجهاز الحالية وإحياء زمن المعلمين في الأجهزة الفنية نجد أنفسنا أمام5 شخصيات كل منهم لا يستحق منصبا في الوقت الحالي داخل الزمالك وجاء تعيينه خطأ كبيرا في ظل الاعتماد فقط علي عبارة كابتن النادي. نحن أمام جهاز فني يضم5 من كبار الأسماء في الزمالك ولكنهم بالورقة والقلم لا يصلح أي منهم للعمل في الوقت العصيب الحالي الذي يحتاج أما منح ماكليش فرصة كاملة أو استقدام مدير فني قوي الشخصية يغلق الباب علي لاعبيه ويحصل علي كل الصلاحيات شريطة أن يكون صاحب نتائج مميزة في السنوات الأخيرة وليس من أصحاب التعثر. لماذا هو جهاز فني مثير للجدل.. ؟ إجابة نرصدها في التقارير التالية. 1- إسماعيل يوسف.. تيجانا.. وكل العصور أصبح إسماعيل يوسف52 عاما رئيس قطاع الكرة في الزمالك بمثابة رجل كل العصور في الأشهر الأخيرة, يظهر مرة مديرا للكرة ثم يعود للعمل مديرا للقطاع أو رئيسا لقطاع الناشئين أو رئيسا لجهاز الكرة ثم يعود مديرا للكرة. البعض يظن أن إسماعيل يوسف تيجانا الكرة المصرية لا يريد العمل الفني أو قرر الابتعاد عن فريق الكرة بعدما رفض فكرة العمل مديرا فنيا مؤقتا ولكن الحقيقة أنه يسعي إلي حرق كل الأسماء الزملكاوية البارزة لحين انتهاء الموسم والعودة مديرا للكرة ومدربا عاما برفقة حسن شحاتة المدير الفني الكبير والذي حاول تيجانا ترشيحه ليكون خليفة ماكليش في الأيام الماضية وتصدت له الجماهير برفضها في مفاجأة من العيار الثقيل. لا خلاف علي أن إسماعيل يوسف نجح كمدير كرة في الموسم الماضي عندما عمل بجوار مدرب كبير هو جيسفالدو فيريرا ولكنه خسر الكثير في الموسم الجاري وأقاله رئيس النادي من منصبه مؤخرا لفقدانه السيطرة علي اللاعبين. مشكلة إسماعيل يوسف أنه أصبح يري في البقاء بالزمالك تحت أي منصب رفاهية بعيدا عن البهدلة في مجال التدريب بأندية أخري خاصة أن آخر تجربة تدريبية له شهدت فشلا كبيرا عندما هبط بالإنتاج الحربي إلي دوري القسم الثاني في موسم2014/2013 والأخير له في مجال التدريب. وكان لإسماعيل يوسف دور بارز في انقلاب مرتضي منصور رئيس النادي علي أحمد حسام ميدو المدير الفني السابق وكذلك علي الأسكتلندي أليكس ماكليش المدير الفني الحالي عقب استبعادهما له من الانضمام إلي الجهاز الفني. 2 -جمال عبد الحميد.. في السكة فشل كبير جمال عبدالحميد59 عاما.. هو كابتن منتخب مصر الذي خاض منافسات كأس العالم, أحد أفضل10 مهاجمين ظهروا في تاريخ الكرة المصرية والنجم الأبرز للزمالك في النصف الثاني من الثمانينيات. يعمل جمال عبدالحميد حاليا في منصب مدير الكرة وهو منصب جديد عليه بكل المقاييس, وقد يكون مناسبا بوصفه اسما كرويا كبيرا في النادي. ولكن المثير أن جمال عبد الحميد يطلب صلاحيات فنية ويقول إنه حاز عليها وهنا يطرح السؤال نفسه, هل جمال عبدالحميد قادر علي إنقاذ الزمالك فنيا؟ الإجابة تعود بنا إلي مسيرته التدريبية التي تشهد انهيارا كبيرا, فهو في آخر4 سنوات له في مجال التدريب يعمل مديرا فنيا للفريق الأول لكرة القدم بنادي السكة الحديد وفشل في قيادته للوصول إلي الدوري الممتاز وكذلك كان الموسم الماضي شبه كارثي حيث كاد أن يلعب معه الفريق القاهري مباراة فاصلة من أجل حسم بقاءه في القسم الثاني. ولجمال عبدالحميد تجربة غير موفقة في الزمالك لا تنسي عندما عمل مساعدا لفاروق جعفر في موسم2006/2005 وتركا المنصب معا بعد فشل الزمالك في الوصول إلي نهائي دوري أبطال إفريقيا مع تراجع النتائج محليا في الدوري. وبالتالي لا يمكن أن يمنح جمال عبدالحميد صلاحيات فنية مطلقا إذا ماكان هناك من يفكر بالفعل في صالح نادي الزمالك. 3- حلمي.. رجل الوقت غير المناسب محمد حلمي.. واحد من أبرز لاعبي الوسط في الثمانينيات واسم زملكاوي كبير و محترم يظهر في منصب المدرب العام وصاحب صلاحيات المدير الفني في إعادة لتجربته الشهيرة مع رود كرول في النصف الثاني لموسم2008/2007 عندما ترك بصمة إيجابية كمدرب عام بصلاحيات كبيرة وقاد الفريق للفوز ببطولة كأس مصر. وتعيين محمد حلمي في منصب المدرب العام يعد أمرا يستحق الوقوف عنده كثيرا خاصة أنه ابتعد عن مجال التدريب منذ عدة سنوات بسبب انشغاله بعمله في شركة طيران كبري وفشله في الحصول علي إجازات تتيح له مواصلة التدريب وعودة محمد حلمي تعد إضافة فقط معنوية ولكنه لن يستمر طويلا وهو أمر مؤكد في ظل سماته الشخصية المعروفة عنه ومنها الشخصية التصادمية وصاحب الضبط والربط والإصرار علي القرار وهي سمات رائعة ولكنها لا تتناسب مع الزمالك في ظل وجود كل هذا العدد من المعلمين في الجهاز الفني. 4- صلاح.. مستشار الباطن فقط أغرب شخصية زملكاوية في السنوات الأخيرة هو محمد صلاح المدرب العام الحالي والذي نال فرصة العمل كرجل أول مرتين كمدير فني مؤقت وحقق نتائج جيدة ولم يحاول الدفاع عن حقه في الحصول علي فرصته كاملة. يحسب علي محمد صلاح تأديته دور المستشار علي حساب تاريخه التدريبي رغم أنه في عمر لا يتيح له الاستمرار أكثر من5 سنوات في حيوية, ويحتاج إلي كتابة تاريخ حقيقي له في الزمالك بعد سنوات طويلة قضاها كرجل أول ومدير فني في أندية عديدة حقق معها نتائج جيدة مثل الصعود بجولدي وتليفونات بني سويف من القسم الثاني إلي الدوري الممتاز في الماضي. محمد صلاح لا يريد سوي الجلوس في هدوء والحصول علي راتبه الشهري وتأدية دور المستشار الكروي لرئيس النادي, في ثوب المدرب العام. فهو لا يثير مشكلات عندما يجري تحجيمه مطلقا سواء في عهد باتشيكو الموسم الماضي أو مع أليكس ماكليش مؤخرا في الموسم الجاري, وقبله الأصغر منه سنة ميدو الذي سبق له تدريبه فغذا به يعمل معه مساعدا.. ولكنه يساهم في الانقلاب علي المدرب الأجنبي في أي وقت. ماهو دور محمد صلاح؟ سؤال ستنطلق إجابته مع أي خطأ يرتكبه محمد حلمي في المباريات المقبلة وسيجد وقتها نصائح صلاح تنهال علي الإدارة ليجري عزل حلمي سريعا وإبعاده عن منصبه. 5 -عبدالحليم.. كارت محروق هو كارت محروق آخر داخل الجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم وبقاؤه يقلل منه قبل أن يضيف له وهو عبدالحليم علي42 عاما المدرب المساعد حاليا والذي كان قبل أيام قليلة مديرا للكرة ونال صلاحيات المدرب العام أي الرجل الثاني. وبقاء عبدالحليم علي في الطاقم الفني الجاري يعد نقطة سلبية له وللإدارة, فهو تراجع من الرجل الثاني إلي الرجل السادس في الجهاز الفني بعد إسماعيل يوسف ومحمد حلمي وجمال عبدالحميد ومحمد صلاح وبالقطع ماكليش. في نفس الوقت, لا يعرف عبدالحليم علي ماذا يريد في مشواره, فهو مشروع مدير كرة ناجح وله تجربة جيدة مع ميدو المدير الفني عندما حققا معا لقب بطل كأس مصر عام2014 سيطر فيها علي مجموعة اللاعبين الجدد والشباب. وكانت له بصمة قوية كمدير كرة عندما عاقب باسم مرسي بالاستبعاد من رحلة الجزائر عقب خلافهما ووقع عليه غرامة مالية وأظهر عين حمراء. في موسم واحد حرق حازم وميدو وطارق والشيشيني.. والبقية تأتي لماذا السياسة الحالية في الزمالك فاشلة؟ سؤال يطرح نفسه بعد التشكيلة المثيرة للجدل للجهاز الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك الأخيرة, والإجابة لا تحتاج إلا لاستعراض ما تم في الموسم الجاري فقط من حرق عدد كبير جدا من نجوم الكرة السابقين من بينهم من كان يملك فرصة النجاح ومنهم من ذهب ضحية لمطامع مستشار السوء ورجل كل العصور في ميت عقبة. أبرز تجربة علي الإطلاق هي تجربة حرق ميدو وحازم إمام التي انتهت في زمن قياسي بعد أن تم تعيين أحمد حسام ميدو مديرا فنيا وحازم إمام رئيسا لجهاز الكرة, وكلاهما له شعبية جماهيرية هي الأكبر بين نجوم كل الأجيال خاصة حازم إمام أفضل لاعب كرة في تاريخ النادي.. وفي الجهاز الفني المعاون للبرازيلي ماركوس باكيتا, تم حرق اسمين كبيرين في كرة القدم الزملكاوية أيضا هما طارق مصطفي45 عاما الذي يملك تجربة ناجحة كمدير فني في الدفاع الحسني الجديدي المغربي, وسامي الشيشيني44 عاما وكلاهما كان يعمل مدربا عاما للزمالك بجوار الخواجة البرازيلي ولكن بمرور الوقت تم إحداث الوقيعة بين الشيشيني وباكيتا وترك الأول منصبه ثم استقال طارق مصطفي بعد أن جري تسريب معلومات عنه منها محاربته لكبار النجوم في الفريق ليتقدم باستقالته ثم رحل بعده باكيتا نفسه.