في الوقت الذي توهم فيه الغرب أن العلاقة بين مصر والسعودية توترت وبات شق الصف حتميا بينهما الأمر الذي بلا شك يخدم أطماعه الاستعمارية في المنطقة.. جاء لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بالملك سلمان في قاهرة المعز مخيبا لكل التوقعات الغربية.. صادما لكل الدول المتآمرة علي مصر والمنطقة.. هازما لأحلامهم الاستعمارية التوسعية.. ضاربا بكل مخططاتهم عرض البحر الأحمر الذي سيشهد إنشاء جسر بري ليربط بين مصر والسعودية وهو جسر الملك سلمان.. مما قض مضجع الكيان الصهيوني إلي الحد الذي جعل نتنياهو يدلي بتصريحات غاضبة رافضا إقامة هذا الجسر.. فتحرك تباعا وعلي الفور بعض الإعلاميين المأجورين لإثارة الرأي العام المصري ضد هذا المشروع مدعين زورا وبهتانا أن الرئيس السيسي يبيع الأراضي المصرية إلي السعودية في مقابل إنشاء هذا الجسر لمحاولة توجيه الرأي العام إلي رفض هذا المشروع العملاق الذي لن يعمل علي إنعاش الاقتصاد المصري فحسب وإنما أيضا حماية الأمن القومي لها.. متجاهلين أن الجزيرتين في الأصل كما هو مثبت تاريخيا كانتا تتبعان السعودية ولأسباب تتعلق بالأمن القومي تم نسبهما إلي مصر في فترة ما ومتغافلين عن أن السيسي والجيش المصري من المستحيل أن يفرطوا في حبة رمل أو قطرة ماء مصرية.. وإلا ما كانت الحرب الدائرة في سيناء.. هذه الحرب التي يدفع جنود الجيش المصري حياتهم ثمنا لها كل يوم.. وكيف لمن يفتدي الأرض بحياته ويصون العرض بدمه أن يفرط في شبر من الأراضي المصرية.. إن استمرار محاولات التشويه التي يمارسها الإعلاميون المأجورون للنيل من الوطن لصالح المؤامرة الصهيونية إنما تؤكد أن القيادة السياسية المصرية تسير بخطي ثابتة نحو دحر تلك المؤامرة.. إن هذا الجسر المزمع إقامته لن يخدم فقط المصالح التجارية ولن يعزز فقط الاقتصاد المصري بل سيحمي الأمن القومي المصري من أية تهديدات محتملة.. فالتنمية في سيناء تعني القضاء نهائيا علي الإرهاب والقضاء أيضا علي الحلم الصهيوني بإقامة دولتهم المزعومة من النيل للفرات.. وكون هذا الجسر مشروعا مشتركا بين مصر والسعودية ليربط بينهما فهذا يعني أن أي اعتداء من الكيان الصهيوني علي مصر سيكون اعتداء أيضا علي السعودية كونها شريكا في هذا المشروع.. وأي اعتداء علي السعودية يعني تباعا اعتداء علي دول مجلس التعاون الخليجي كافة لما يربط هذه الدول من اتفاقية دفاع مشترك.. وهذا يعني أن جسر الملك سلمان سيمثل قوة عربية سياسية موحدة بإمكانها التصدي لأية اعتداءات محتملة من الكيان الصهيوني الذي أحرقت مصر له الكثير من أوراق اللعبة في مخططه عليها فبات علي وشك هزيمة محققة.. ولا يخفي علي أي مصري أن الدول الغربية تحاول فرض حصار اقتصادي علي مصر من خلال ضرب السياحة المصرية كلما بدأت في الانتعاش من جديد لأن مصر كانت تعتمد في اقتصادها اعتمادا كبيرا أو كليا علي السياحة الخارجية وهو السلاح الذي استخدمته الدول المتآمرة لتدمير الاقتصاد المصري.. فجاءت قرارات القيادة السياسية لمصر المتمثلة في المشروعات التنموية العملاقة بمثابة صفعة جديدة لتلك الدول.. لأن هذا يعني أن مصر ستخرج من دائرة اعتماد اقتصادها علي السياحة إلي دعم اقتصادها بالصناعة والتجارة وهو ما لا تستطيع الدول المتآمرة منعه أو منحه.. إن مصر تتقدم بخطي ثابتة وواثقة نحو مستقبل واعد ليس للدول الغربية هيمنة عليه.. وما جسر الملك سلمان إلا انتصار جديد تحققه القيادة السياسية المصرية علي العدو الصهيوني وهدية من رئيس مصر لسيناء في عيد تحريرها.