جسر الحلم العربي الرابط بين مصر والسعودية.. تعثرت خطواته الأولى في إنشائه عام 1988، عندما رفض الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك المشروع لأسباب غير معلومة، ولقي الأمر اهتماما من جانب دول أخرى تسعى لإفشال إنشاء المشروع لأهداف ومصالح خاصة. واعتبر خبراء واستشاريو «طرق وكباري»، ل«الوفد»، أن هذا المشروع لابد له من دراسة هندسية عالمية حتي لا تتأثر الملاحة والشعاب المرجانية من الإنشاء، خاصة أن المشروع يعد ربطاً للوطن العربي. قال الدكتور مجدي صلاح، رئيس قسم الإنشاءات والطرق بهندسة القاهرة، إن مشروع إنشاء الجسر البرى بين مصر والسعودية كات متوقف علي أمر سياسي، ويعود الشأن في تضارب القرارات إلى رفض السعودية المشروع ثم عرضها على مصر المشروع في عصر الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك وبعدها الرفض لأسباب غير معلومة، ثم توقف الحال على ما هو عليه حتي إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، الاتفاق على تشييد جسر يربط بين السعودية ومصر، فيما اقترح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تسمية الجسر باسم الملك سلمان بن عبدالعزيز. وأضاف «صلاح» أن المشروع يعد نقلة تاريخية بين البلدين في ربط الكيان السعودي المصري في حين أن المشروع يحتاج إلى رقابة عالية جدًا لتجنب استخدام الجسر في أعمال خارجة عن القانون والتهريب، والتمكين في جميع الجوانب الأمنية، والتحكم الجيد على المنافذ الخارجة والداخلة للجسر، خاصة أن الجسر يمر فوق البحر الأحمر. وأشار «صلاح» إلى أن المشروع يحمل فوائد كثيرة لمصر حيث تشمل الحركة التجارية بين مصر والسعودية، وزيادة الدخل الاقتصادي من خلال عبور النفط الذي من المقرر أنه يمر خلال الجسر ويقدر قرابة ال3 مليارات دولار سنويًا، والحفاظ علي العمالة المصرية في السعودية من خلال الجسر ، فضلا عن فوائد كثيرة تعود للدولة. وتابع صلاح أنه لابد من اتفاق الأردن والسعودية ومصر على الإنشاء؛ لأنه عندما طرح المشروع حاز اعتراض تاما من الأردن، لأن الاقتصاد والسياحة الأردنية بمدينة العقبة المطلة علي ساحل البحر الأحمر من الجنوب . فيما، قال الدكتور أحمد صبري، أستاذ الطرق والكباري بجامعة الأزهر، إن مشروع إنشاء الجسر البرى بين مصر والسعودية يعتمد على إرادة سياسية واتفاق بين مصر والسعودية والأردن والوصول لحل سلمي يتوافق عليه جميع الأطراف، مشيرًا إلى أن التمويل عامل أساسي ويساعد على تقصير المدة الزمنية التي يستغرقها بناء الجسر البري. وطالب «صبري» بعمل دراسة لعملية الإنشاء من خلال الأساليب التي من المحتمل أن تؤثر على الموارد المائية، فيما تتم دراسة شاملة لعملية الإنشاء في استخدام طرق وأجهزة حفر حديثة كما استخدمت في مشروع قناة السويس الجديدة خاصة أن البحر الأحمر يربط بين الدولتين . وأشار «صبري» إلى أن المشروع يعد تاريخيًا وحلما للشعب السعودي والمصري لكونه المشروع الأول لربط قارتي آسيا وأفريقيا، فضلاً عن الوقت الذي يستغرق خلال الرحلة وعبور الجسر خلال 20 دقيقة تصل منطقة تبوك شمال السعودية مروراً بجزيرة تيران. ومن جانبه، أكد الدكتور سامح العلايلي، عميد كلية التخطيط العمراني السابق بجامعة القاهرة، أن مشروع إنشاء الجسر البرى بين مصر والسعودية يعتبر مشروعا عملاقا وحلما طال انتظاره، مشيرًا إلى أن المشكلة التي تقع علي المشروع هو موقعه التي أقروا عليها التصميم وهو منتجع شرم الشيخ حيث أن المنتجع سياحي ويتطلب الدراسة من جانب إنشائه في هذ المكان حتي لا تتضر السياحة علي هامش الجسر . وأوضح «العلايلي» أن المشروع يطور من وسائل الاتصال بين الدولتين خلال الجسر البري، لافتا إلى اختيار الشركات المنفذة للمشروع لأنها عامل مهم جدا في إنشاء المشروع حتي لا يتأثر المشروع سلباً. أما الدكتور خالد عباس، عميد معهد النقل القومي، فأكد أن مشروع إنشاء الجسر البرى بين مصر والسعودية، يعد مشروعا متميزًا وعائدا اقتصاديا ينحصر في الحركة التجارية ونقل البضائع برياً وتسهيل عملية النقل، ولا تقتصر فقط علي الحركة التجارية حيث تزويد بالعمالة المصرية.