حالة من الإهمال والتخريب يشهدها قصر أنطونيادس التاريخي بالإسكندرية والحدائق الملحقة به والتي لا تقل أهمية عنه, برغم أعمال التطوير والترميم, التي تتم بداخله بميزانية قدرت ب30 مليون جنيه. وكانت أعمال الترميم قد بدأت عام2010 وتوقفت مدة4 سنوات كاملة عقب ثورة25 يناير عام2011 لتعود العام الماضي لتثير جدلا بعدما اتهم مهتمون بالشأن الثقافي القائمين عليها بتغيير معالم القصر وتشويه حدائقه. ويعتبر القصر أحد اهم المباني التراثية بالإسكندرية وتحيط به حدائق علي مساحة تتجاوز ال45 فدانا تعد نسخة مصغرة من حدائق قصر فرساي في باريس إذ صممها الفنان الفرنسي بول ريشار لتضم عددا كبيرا من الأشجار والنباتات النادرة تتوسطها مجموعة من التماثيل الرخامية لشخصيات أسطورية وتاريخية. وشهد القصر العديد من الأحداث التاريخية المهمة في التاريخ المصري حيث أبرمت داخله معاهدة الجلاء عن مصر بين الحكومة المصرية برئاسة حزب الوفد والحكومة الإنجليزية عام1936, كما شهدت إحدي قاعاته الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية,عام.1944 وعلي الرغم من إعلان الحكومة المصرية عن تحويل القصر كمركز ثقافي عالمي تابع لمكتبة الإسكندرية إلا ان مشروع التحويل والترميم متوقف منذ أعوام, بينما كشفت تحقيقات القضية التي حملت رقم150 لسنة2012 عن أن لجنة الجرد السنوي في مكتبة الإسكندرية توصلت إلي ضياع28 قطعة أثرية خاصة بالقصر ذات قيمة فنية وتاريخية عالية. واتهم عدد من المهتمين بالشأن الثقافي القائمين علي عمليات التطوير بتشويه القصر وتغيير معالمه, حيث قال محمد حسن عضو مبادرة انقذوا الإسكندرية- وهي احدي المبادرات التي تدعو للحفاظ علي المباني التراثية بالمدينة-ان هناك تغييرا كبيرا نتجت عنه أعمال الترميم في واجهة القصر والمباني الملحقة به وكذلك الحدائق. من جانبه أعلن النائب حسني حافظ عضو مجلس النواب عن دائرة سيدي جابر وباب شرق بالإسكندرية, عن أنه سيتقدم بطلب إحاطة عاجل إلي الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بشأن ضرورة تطوير حدائق انطونيادس التاريخية التي تعتبر المتنفس والمتنزه للأهالي بالمدينة. وأكد في تصريحات خاصة معه ضرورة تطوير الحدائق التاريخية التي تحتوي علي اندر انواع النباتات وضرورة استخدامها كمشاريع استثمارية تساهم إلي حد كبير في تنمية الدخل القومي.