عقب وفاة زوجها شعرت نعمة بالوحدة وازداد شعورها مع انشغال أخيها السيد بأسرته واولاده وعدم زيارتها الا علي فترات متباعدة كانت خلالها تلح عليه كثيرا للحصول علي ميراثها خاصة وانها ادركت بأن المال سندها الحقيقي في الحياة التي تعيشها وحيدة بينما انشغل اخيها بحياته وعمله وكان يتجنب زيارتها خوفا من مطالبتها المستمرة له بميراثها. كان السيد في كل مرة يقوم بها بزيارة نعمة يتحجج لها بظروف عمله فهو يعمل كهربائي يتنقل بين المنازل ليلا ونهارا لتصليح الأجهزة وليست له مواعيد عمل ثابتة مما جعله مقصرا في تلبية احتياجاتها ويطلب منها أن تلتمس له العذر فهو يعول ابناء في مراحل التعليم المختلفة ودخله من مهنة الكهرباء لا يكفيه لتلبية احتياجات اسرته وانه يقوم بالبحث عن مشتري لميراث ابيهما بسعر مناسب. فكانت تكتم غيظها الشديد من اخيها الذي لا يكتفي بالمماطلة في اعطائها حقها بل يطلب منها ان تلتمس له العذر, كانت الحجج جعلها تشعر بطمعه في الاستيلاء علي ميراثها وحرمانها من حقها الذي شرعه الله لها. وفي أحد الأيام اتصلت نعمة بأخيها وطلبت منه الحضور الي منزلها لامر مهم للغاية ولا يحتمل التأخير وعندما حضر الي المنزل لمعرفة الامر المهم الذي جعلها تلح في طلبه وجدها تطالبه بحقها بانفعال شديد وتتهمه بأنه يطمع في الاستيلاء علي ميراثها فانتابته حالة من الغضب وأخذ يعاتبها علي القلق الذي انتابه فور اتصالها به مما جعله يترك عمله ويسرع في الحضور إليها ليجدها تناقشه في امر تم حسمه من قبل حيث اخبرها مرارا وتكرارا أنه سيعطيها حقها في حالة ايجاد مشتر للميراث وخرج مسرعا من شقتها ليلحق بعمله فخرجت تهرول خلفه لمنعه من مغادرة المنزل قبل ان يتفقا علي إجراءات محددة لتقسيم الميراث فحاول ازاحتها من طريقه بيده وهو لا يدرك انها تقف علي حافة السلم ليفاجأ بسقوطها علي درجات السلم. حاول السيد افاقتها ظنا منه فاقدها للوعي ولكنه اكتشف انها فارقت الحياة اصابت السيد حالة من الارتباك شلت تفكيره لدرجة انه عجز عن التصرف وهو يري شقيقته جثة هامدة فأسرع هاربا من المنزل لابعاد التهمة عنه خاصة وانه لم يقصد قتلها بل اراد ابعادها عن طريقه لتجنب ثورة الغضب التي انتابتها تم نقل الجثة للمستشفي واخطرت النيابة وباشرت التحقيق. كان اللواء أحمد ابو الفتوح مساعد الوزير لأمن سوهاج قد تلقي إخطارا من العميد خالد الشاذلي مدير ادارة البحث يفيد بالعثور علي جثة نعيمة350 سنة داخل مسكنها بقريه بيت الخريبي بمركز جرجا. وتوصلت التحريات أن وراء إرتكاب الجريمة السيد42 سنة كهربائي شقيق المجني عليها بسبب الخلاف علي الميراث تم تقنين الاجراءات ومراقبة تحركات المتهم تمكن النقيب احمد عبد الرؤف معاون مباحث مركز جرجا من القبض عليه. وبمواجهته اعترف بجريمتة تم اخطار النيابة فقررت حبس المتهم4 ايام علي ذمة التحقيقات وصرحت بدفن الجثة وباشرت التحقيق باشراف المستشار محمد رمضان المحامي العام لنيابات جنوب.