أجمع المشاركون في الملتقي الذي نظمته جمعية الشرطة والشعب لمصر مساء أمس علي ضرورة طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة يكون فيها الجميع شركاء في تحقيق أمن الوطن وان تسود بينهما علاقة قائمة علي احترام القانون وقال السفير حسن عيسي نائب رئيس الجمعية إننا جميعا اليوم نتعاون من أجل مصر وان ما قام به شباب52 يناير جعل المصري يتصالح مع نفسه فإذا كنا تصالحنا مع أنفسنا فليس هناك ما يمنع تصالح الجميع, مشيرا إلي أن الجمعية لا تتحدث باسم وزارة الداخلية أو تدافع عنها بل إنها تتحدث باسم الوطن. وقال إن شباب52 يناير جعلونا نتصالح مع أنفسنا, كما أنهم غيروا وجه مصر في الداخل والخارج وجعلوا سمعة مصر تعود من جديد مشيرا إلي أن هناك ثورة مضادة للتفرقة بين الشرطة والشعب, مؤكدا أن الشرطة كانت ضحية لنظام سياسي فاشل مطالبا بمحاكمة قيادات الشرطة السابقة التي تورطت في احداث الاعتداء علي المتظاهرين وحالة الانفلات الأمني. وأضاف أن الشرطة المصرية ليست كلها جهاز أمن الدولة, كما أن منها شهداء وشرفاء, مضيفا أن بناء جهاز الشرطة يجب أن يبدأ من اختيار طلاب كلية الشرطة ثم إعادة النظر في القانون الرادع, مؤكدا أن الشرطة تحمي الشعب والمواطنين وليس النظام. وشدد عيسي علي ضرورة تجديد خطاب الشرطي وأن يكون تعامل الشرطة علي اسس احترافية وفتح تحقيقات مع من اعطوا أوامر باطلاق نار علي المتظاهرين وإعادة النظر في جهاز مباحث أمن الدولة وسن قوانين تجرم التعذيب. وقال اللواء ياسين سعد( لواء سابق) إنه من حق أي ضابط أن يتلقي أمرا علي غير حق ألا ينفذه فالطاعة لا يمكن أن تكون عمياء, مشيرا إلي أن الاعتراف بالاخطاء بداية لفتح صفحة جديدة بين الجميع وان هناك مهام كبيرة ومسئوليات ملقاة علي عاتق الشرطة وان هناك إدارات كبيرة يمكن رفعها من علي كاهل الشرطة علي رأسها المرور والجوازات. وقال إن مسألة التعميم مرفوضة فليس كل أفراد الشرطة فاسدين وطالب بإلغاء منصب وزير الإعلام حتي لا يكون الإعلام موجها وان يكون مستقلا يعبر عن المواطنين ونبض الشارع. وقال الرائد هاني العاصي أحد ضباط الشرطة إننا كرجال شرطة لاننكر أن هناك أخطاء كثيرة أكبرها مقاومة المظاهرات وليس تأمينها معربا عن تحيته وكل زملائه لكل شهداء الثورة من المدنيين والعسكريين وخالص عزائه لأسرهم وكذلك المصابون, مضيفا أن جهاز الشرطة ليس بالسوء الذي يتناقله الإعلام الآن والمواطنون. وأكد أن انسحاب عدد كبير من رجال الشرطة لم يكن بسبب الخوف من المواطنين لكن خوفا عليهم من أن تجري مواجهات تؤدي إلي بحور من الدم, خاصة ان رجال الشرطة كانوا يملكون السلاح ومدربين علي استخدامه, مشددا علي أهمية اختيار القائد وان رجال الشرطة يؤدون رسالة لصالح المجتمع وأنهم مؤمنون بأنهم أصحاب رسالة وأن هناك العديد من الشرفاء داخل الوزارة والعديد من الضباط والقيادات رفضت ترك مواقعها وتعرضت للموت المحقق في كثير من الأماكن. وأضاف النقيب أحمد الخضري أن هناك العديد من ابناء جيله شرفاء يدركون جيدا حجم المسئولية الملقاه عليهم وان مهمتهم مكافحة الجريمة ومهاجمة أوكار الإرهاب وتجار المخدرات, معربا عن عدم رضائه وعدد كبير من رجال الشرطة عندما طلب منهم التصدي للمظاهرة, مؤكدا أن هناك بطولات عديدة داخل جهاز الشرطة منهم اللواء محمد البطران الذي استشهد دفاعا عن السجن. وقال الدكتور عمرو الشوبكي إن الهدف الاسمي الآن هو استعادة الأمن والامان, مؤكدا أننا في العقد جديد بين رجال الشرطة والمواطنين قائم علي أساس أنه ليس هناك سلطة مطلقة ولا وجود للاجتهاد الشخصي وان الحكم والفيصل هو نص قانون. وأضاف الدكتور حسن الحيوان عضو جمعية الشرطة والشعب لمصر اننا بحاجة إلي تغيير سلوكيات المجتمع وفتح صفحة جديدة قائمة علي الاحترام المتبادل وتنفيذ القانون وعدم تحميل الناس سلبيات الماضي. وأضاف معزم سعود أحد قيادات ثورة52 يناير أن رجال الشرطة جزء من الشعب والآن عادوا إلي أحضان الشعب وان من مكتسبات الثورة فتح صفحة جديدة بين رجال الشرطة والشعب ونهاية عصر التعميم. وقال مصطفي النجار أحد قيادات الثورة إن الشعب المصري برغم كل ما حدث يدرك أهمية وجود الشرطة وإن الجميع شركاء في تحقيق أمن وأمان هذا الوطن.