قبل وصوله بلحظات.. كانت أسئلتي تجيش بصدري.. يتبعها من الأجوبة المتوقعة ما تبع.. وحين استقبلته ببهو الأهرام المسائي تلاشت كل فكرة كان من شأنها أن تختال فتضعني بمهارة أنشدها أنا كمحاور له.. رجل لا تملك إلا أن تتورط بحبه.. وتشغف بسبره.. في عمق نظراته تري خارطة حياة.. وفي قلمه إبحار أعمق.. إن تحدث ستغرق بموج يأتيك به صوته.. وأعدك ألا يستهويك شاطئ إن أبحرت به ومعه حتي وإن عبئت بالأسئلة. ستجدك روضت شيطنة استفهاماتك.. ذاك الذي تأتيه الأسماع صاغرة.. فما بين الريف الأوروبي.. وأضواء الشانزليزيه.. مرورا بمعبد شيد بالشرق لبوذا.. وقفزات يحرضنا عليها برج بيزا القديم.. مددت بساطا لأجلس بالقرب منه فإذا بنبراته ترحل بي إلي الزعيم ناصر وعهده.. وتلقيني محترقا شغفا في آتون صراع تمخض عنه إبعاده عن مصر إجبارا لم يلبث أن صار له فيما بعد اختيار.. بين هذا وذاك.. هنالك رحلة أتيتها أنا.. وأنتم تقرأون.. وما انفكت أمواج حكيه الأشهي تتهادي إلي فتخطفني مني وأنا أدون هذه السطور. كنت مع سيد أدب الرحلات.. رجل بحجم حلم.. وتاريخ بقدر عنفوان القاهرة.. في حي السيدة زينب الذي احتضن خطواته الأولي.. كانت لحظة الخطف الأولي التي وجدتني بها أسيرا له.. هو الأكبر من ذهول والأكثر من تعجب.. فكل الدهشات مهما تعملقت أمامه صغيرة.. وأنت معه عليك أن تخرق مركبا أنت بها ولن يخيفك الغرق.. فالغرق بحديثه منجاة لكل ذي شغف. حسين قدري82 عاما حرف مضيء وسط ظلمة كلماتنا.. تختلس إضاءات من حكيه ولو لدقائق فتتكشف مصر وتاريخها أمام ناظريك علي شريط سينمائي مفعم بدقة التفاصيل وشغف الأحداث وتسمع ماتيسر من صوت عبد الناصر وتشم رائحة غليون السادات وتطأ قدماك خطوط النار في صراع السلطة بين الضباط الأحرار عقب الثورة فهو دون ذنب جناه كان أحد ضحايا هذا الصراع مع أنه لم يجلس يوما علي طاولتهم لكن بمجرد أن أجلس أحد قادتهم علي أوراقه كان مصيره كموسي.. ألقوه في اليم الغربة لكن من دون خوف عليه فتعلم سباحة الحرف وأغرقنا في بحور إبداعه. هو والذين كانوا معه.. كتابه عن عبد الناصر كان فوهة المدفع التي صوبها إلي رأسه دون أن يدري والصراط الفاصل بين جنة الوطن ونار الغربة وإن كانت هذه النار صارت كما يصفها- فيما بعد- هي الفردوس الأعلي وأنهار العسل المصفي التي نهل منها وسبح فيها حتي خرج لنا ب30 مؤلفا جعلته دون منازع درة تاج وعراب أدب الرحلات علي امتداد خارطة الإبداع من المحيط للخليج. مثل كل المتحمسين لثورة1952 والمؤمنين بها دفع هذا الحب المهندس حديث التخرج حسين قدري- تخرج في كلية الهندسة عام54- لأن يؤلف كتابا هو الثاني له في مسيرة إبداعاته رصد فيه مظاهر الفتوة والزعامة في جمال عبد الناصر منذ كان ضابطا صغيرا في الجيش قبل أن يصبح فيما بعد الثورة الاسم الذي تهفو إليه القلوب علي امتداد خارطة العرب فقد كان هذا الكتاب هو اليد التي أبعدته قسرا عن مصر عام76 أي بعد6 سنوات من رحيل ناصر فبمجرد أن دانت الأمور عقب أكتوبر73 أراد السادات المنتشي بالنصر أن يصنع دولة جديدة لا مشجب فيه لعباءة عبد الناصر أو أحلام الناصريين التي لطالما قضت مضجعه في بداية حكمه وحين تناهت كلمات الكتاب إلي مسامع القائمين علي السلطة وقتها قامت الدنيا ولم تقعد فالسادات كما يقول حسين قدري كان يريد أن يمحو حقبة عبد الناصر بأكبر ممحاه في التاريخ ووقتها لأنه كان صحفيا يتحسس خطاه في مجلة الإذاعة فلم يكن يحتاج سوي إلي جهد لمحوه من أرض الوطن فاستدعاه الصحفي اللامع عبد المنعم الصاوي نقيب الصحفيين حينذاك والذي يقول إنه كان بحق الأب الروحي لجميع الصحفيين قبل أن يتبوأ فيما بعد منصب وزير الثقافة ثم الإعلام.. ويتمتع بدفء وخفة ظل فريدة.. وقال له: ياقدري أنت بلا ظهر وأريد أن أقف بجانبك في وجه ريح عاتية لن تقوي علي مجابهتها.. اختر مكانا تبعد فيه عن مصر وكخطوة علي طريق تنفيذ المهمة تم نقل قدري من العمل الصحفي بمجلة الإذاعة والتليفزيون ليقف عبر الأثير مذيعا بالإذاعة المصرية ووقتها خاطب الصاوي السيدة صفية المهندس رئيس الإذاعة قائلا: أخيرا يا هانم وجدت طلبك وعثرت علي المذيع الذي ترغبين بإيفاده ليكون مراسل الإذاعة في واشنطن هو الشاب حسين قدري الذي يروي أن السيدة صفية المهندس حين استقبلته ضحكت بعمق لأنها لم تطلب من الأساس مراسلا في واشنطن وقالت له بدهشة هو أنا عندي مراسل في قليوب لما أبعت مراسل لأمريكا.. شكلهم كده عاوزين يدلعوك.. وأدركت بحسها العالي أن هناك أمرا وراء طلب الصاوي لها وبالفعل سافر ابن حي السيدة زينب إلي أمريكا لتكون نقطة الانطلاق نحو عالم مليء بالحكي والدهشة والمفارقات. وبحفاوة كبيرة والكلام لقدري: استقبلني لحظة وصولي هناك سفيرنا في واشنطن أشرف غبريال وقال لي: ابسط ياسيدي أنت جاي منفي علي حساب الإذاعة هيص واستمتع وتنزه علي الآخر قبل أن يرضوا عنك ويعيدوك لمصر من جديد.. أمامك فرصة ذهبية فلا تفرط فيها.. وتسلمت عملي كمدير لمكتب الإذاعة بواشنطن وبوصفي الشخص الوحيد بالمكتب فكنت أمارس دور الساعي والقهوجي والمدير في ذات الوقت.. وبعد11 شهرا من غربتي قررت منحي راحة من الراحة الطويلة ورفعت ورقة إجازة مزيلة بتوقيعي إلي لنفسي ووافقت علي منحي شهرا إجازة وعدت إلي مصر.. وتوجهت إلي عبد المنعم الصاوي مرة أخري وقلت له أنا مش مبسوط في أمريكا وأريد العودة نهائيا أو إيفادي إلي لندن.. وقبل تاريخ هذا اللقاء بفترة كبيرة كان قد صدر لي كتابي الأول عام74 عن أدب الرحلات أثناء وجودي بالقاهرة تحت عنوان مذكرات شاب مصري يغسل الأطباق في لندن وهو يلخص تجربة ذاتية.. وحظي هذا المؤلف بنجاح هائل وطبعت منه16 طبعة باللغة العربية بخلاف طبعتين باللغة الإنجليزية ومازال حتي اللحظة يدرس لطلبة الجامعة الأمريكيةبالقاهرة. المهم.. وافق الصاوي علي نقل منفاي من واشنطن إلي لندن وبنفس دعابته وخفة ظله عاود الاتصال بالسيدة صفية المهندس وقال لها أنت مش قلتي لي إنك تفضلي نقل حسين قدري من أمريكا إلي لندن عموما هو معي وهينزلك حالا المكتب تعرفيه إيه المطلوب منه بالضبط واستقبلته السيدة صفية بتكشيرة وحنق مرعبين وقالت له وهي تنظر بحسرة إلي قيمة الفواتير باهظة الثمن الواردة كنفقات إيفاده إلي أمريكا إنت عاوز تخرب بيت الإذاعة ماليا علشان حضرتك تتفسح وتهيص فلم يكن خلال وجوده بواشنطن يفعل شيئا سوي الإقامة في أفخم الفنادق والتنزه كما يقول الكتاب.. وقالت له: لو هتسافر لندن لازم تعمل لي برنامج حقيقي مش تتفسح وخلاص أنت فاهم فأومأت بالموافقة وبالفعل أعددت برنامجا لطالما راودتني فكرته قبلا حظي بما يليق بجهده ومازال يذاع حتي اللحظة وعنوانه حسين قدري يحييكم من لندن وأحدث البرنامج شهرة تخطت الآفاق وجعل له مستمعين يفوقون بمئات المرات عدد قراء كتبه التي وصلت الآن إلي30 مؤلفا كلها إلا واحدا عن أدب الرحلات.. ويضحك قدري.. يبدو أنهم نسوني بفعل التقادم فكلما أردت العودة يقولون لي انتظر لما نبعت حد تدربه ليتولي المهمة بدلا منك.. ويضحك ملء شدقيه وهو يقول مازحا المسئولون في مصر لا ينتبهون إلي أنني مازلت مراسل الإذاعة في لندن حتي اللحظة. وبعد تكشيرة السيدة صفية والموافقة علي شروطها حزمت حقائبي إلي لندن وفي بداية اندماجي بالمجتمع هناك تعرفت بصديقة إنجليزية طاغية الجمال كانت وقتها معيدة في كلية الفنون الجميلة وبعد20 عاما صارت عميدة الكلية وذات يوم قريب ليس ببعيد سألتني وقد رقيت لمنصب عميد الكلية هو احنا اتجوزنا يا حسين.. فقلت لها لأ.. إذا كنت ناسية أحنا اتجوزنا ولا لأ.. أخاف أتجوزك دلوقتي وتنسي أني جوزك عموما أنا مصري وأحب بنات بلدي فقط.. ودخلت القفص بمحض إرادتي3 مرات مع مصريات.. لأن الزوج في إنجلترا يأتي في المرتبة الرابعة بعد الكلب والخادم والبوي فرند!!. وفي الفترة هذه بدأ شلال الإبداع ينهمر وتوالي صدور كتبي عن أدب الرحلات منها6 عن إنجلترا وحدها آخرها كتاب ليست لندن وحدها فقد اكتشفت بعد14 عاما من وجودي هناك أنني لم أر سوي لندن فبدأت علي الفور جولة في كل مدن إنجلترا الكبيرة منها والصغيرة وأهمها ستراتفورد أبون آفون بلد الروائي العالمي شكسبير التي كتب عنها دراسة من أروع ما يكون.. ومنذ فترة وجيزة صدر لي كتاب بعنوان مذكرات مهاجر مصري في لندن يرصد الطبقات الكادحة بالمجتمع وقد تفرغت له واندمجت وسط هذه الطبقات حيث اشتغلت لمدة عامين تقريبا في وظيفة أقرب للساعي وهي ضابط أمن علي منشأة وسهل لي ذلك الاحتكاك بطبقة المهاجرين البسيطة منها والمعدمة, واطلعت علي تفاصيل جسد هذه الفئة حتي من دون وجود ورقة توت تستر عورتها وألفت كتابا عن هذه التجربة من700 صفحة حظي بإشادة تليق من القراء والنقاد. وعلي بساطه يعود بنا قدري مرة أخري لشاطئ الذكريات وللوطن ويبدي سعادة بالغة بكتابين يري أنهما مصدر اعتزاز كبير له الأول الذي كان عن عبد الناصر وقاده للشقاء والنعيم معا والثاني رواية عن الخيال العلمي بعنوان هروب إلي الفضاء كتبها خصيصا لابنته نهلة12 عاما وقتها ويصف كيف حضرت إليه غاضبة وقالت له أصحابي بيقولوا إن باباكي مش كاتب ولا شيء.. أين هو من إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وهؤلاء الكتاب الحالمين المحلقين في عوالم الحب والجمال.. فسألتها مندهشا ومين أين لكم بكتب إحسان والسباعي فقالت له ببراءة أنا أستعير هذه الروايات من مكتبتك وأقرأها وأعيرها لكل صديقاتي بالمدرسة وحين ننتهي منها جميعا أعيدها كما كانت في موضعها.. وعموما راجع المكتبة فلن تجد شيئا ناقصا أو في غير مكانه.. وأحسست بفرحة كبيرة لأن هذا الجيل الصغير شغوف بالقراءة إلي هذا الحد وقررت أن أؤلف لها رواية هروب إلي الفضاء وهي عن صحفي يسافر في رحلة للفضاء تحوي أحداثها الكثير من لمسات الحب والرومانسية وقد أعجبت ابنتي وصديقاتها فصنفوني كاتبا. وإلي محطة لندن يأخذنا الحديث مجددا فقد كانت منطلقة إلي جولة شملت بلاد الدنيا فسافر إلي إسبانيا وجاب أنحاء أوروبا والشرق الأدني والأوسط وأمريكا اللاتينية وألف عددا كبيرا من الكتب منها رحلة إلي جزر الكناريا وحكايات أوروبية, حكايات لندنية, حكايات من الشرق والغرب, وراكبان من السفينة.. رحلة إلي المحيط الأطلنطي وغيرها حتي وصلت مؤلفاته إلي.30 علي خلاف الكثيرين يري عراب أدب الرحلات أن الجوائز هي آخر ما يشغل المبدعين فقد رفض جائزة الدولة التشجيعية حين جاءته وعمره75 عاما أي قبل7 سنوات قائلا بسخرية رأيت أنها أصغر مني بكثير.. الظاهر أنهم افتكروني وعرفوا أني لسه شباب فقرروا يشجعوني!!.. ويستطرد جوائز الدولة باتت عنوانا للإهانة والكوميديا ويكفي دليلا علي ذلك حصول سمير رجب علي جائزة الدولة التقديرية في الأدب ومن هم علي خطاه.. وبسحر حكيه ينقلنا كاتبنا الكبير إلي الماضي البعيد حين عرض عليه الانتقال من مجلة الإذاعة والتليفزيون إلي بالأهرام ووقتها خشي من الجلوس بجوار العمالقة بالمؤسسة.. وداهمته ابتسامة كبيرة وهو يتذكر أيام تخرجه في كلية الهندسة وكيف أن والدته كانت وراء اختيار هذه الكلية رغم كرهه لمناهجها فقد كانت تريد أن تراه مهندسا مثل أخيه الكبير المهندس الزراعي.. وزامل بالكلية كلا من الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والمهندس حسب الله الكفراوي.. ورغم أنه اشتغل مهندسا لمدة4 سنوات فقد كان يري في نفسه أفشل مهندس في مصر لذا بعد4 سنوات وبالتحديد في عام58 قرر خلع عباءة الهندسة ودخول بلاط صاحبة الجلالة وكانت بدايته في مجلة نداء الوطن المرخصة باسم جمال عبد الناصر وهناك عمل مع سامية حمام التي أصبحت زوجته وكان قبل هذا التاريخ قد قرر برفقة صديقه نبيل الحديدي الذي أصبح فيما بعد عميدا لكلية العلوم تنظيم رحلتين سيرا علي الأقدام الأولي من القاهرة إلي رأس البر والثانية من القاهرة للإسكندرية وكانت الرحلتان بوابته لهذا العالم من الأدب.. ويتذكر رفقاء الدرب حسين قدري وكرم مطاوع وحسن يوسف ونبيل الحديدي شلة السيدة زينب.. وكيف بعد ذلك قرر بالاتفاق مع زوجته سامية عمل جولة أطلق عليها رحلة ال117 يوما إلي سيناء حيث تفقدها شبرا شبرا ثم انتقل للصحراء الشرقية وحلايب والشلاتين ثم الصحراء الغربية بمختلف واحاتها وصولا لأسوان والنوبة وسجل كل هذه الرحلة علي صفحات مجلة نداء الوطن.. وخلالها تعرض إلي حادث مازالت ذاكرته تحمل أدق تفاصيله المرعبة ويشم رائحة الموت كلما تذكره فأثناء الرحلة في دير سانت كاترين قاده شغفه لدخول غرفة الموتي وضل طريق الخروج وظل الرفقاء يبحثون عنه لمدة24 ساعة كاملة وبعد أن يئسوا قرروا العودة للقاهرة وبينما يتأهبون لذلك تذكرت زوجته سامية أنهم لم يبحثوا عنه في غرفة الموتي وحين وصلوا إلي هناك وجدوه في حالة انهيار ورعب كاملين ما زلت فرائصه ترتعد كلما تذكر قسوة ورائحة هذه الساعات الثقيلة وكان ذلك عام.64 ويري أن الحركة الثقافية في مصر تسير بشكل جيد كأمواج متلاحقة كلما لامست الشاطئ ألقت لنا بمبدعين رائعين لكن تبقي العقبة الكئود من وجهة نظره في إشكالية النشر فالناشرون يطلبون أموالا تفوق طاقة الشباب بمن فيهم دار الهلال فقد بات يسير علي نفس النهج فيما دار المعارف تشترط وضع شعارها علي الكتاب ونتيجة لذلك أصبحت أسعار الكتب باهظة ما أدي لانحسار حركة القراءة ويتحسر وهو يتذكر أيام الدكتور عبد القادر حاتم وزير الثقافة والإعلام في الستينيات وكيف أنشأ وقتها ما يسمي بالمكتبة الثقافية وكان المتاب يباع بقشين فقط وتصدر كل يوم5 عناوين جديدة لنخبة من أروع المبدعين وأصحاب الفكر في الداخل والخارج. كما يري أن أدب الرحلات تحديدا محال أن يواصل مده ما لم تتوافر فرص سفر للمبدعين وهو أمر يحتاج إلي رعاية من الدولة من ناحية وتخفيض أسعار الطيران والرحلات السياحية لهم من ناحية أخري فبدون سفر وترحال لن يكون هناك أدب رحلات. ويبتسم وهو يتذكر: كيف كانت عندنا في الستينيات حصص مخصصة للقراءة في مدارسنا ووقتها كان الشعب يلتهم الكتب ويتباري لاقتنائها سط حركة ثرية ومجتمع ناهض.. ومازالت مكتبته التي تضم قرابة7 آلاف عنوان تحمل أرففها كتبا ليوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وعشرات المبدعين اشتري أفخمها بعشرة قروش.. وينهض عراب أدب الرحلات من فوق مقعده بصالة اجتماعات الأهرام المسائي لكن يبقي الحنين لصوته وخفة ظله وابتسامته الخاطفة في انتظار لقاء جديد.