لم نعرف له إسما آخر, من الكتابات العربية, فكل من تعلم القراءة باللغة العربية, أو تمكن من سماع نشرات الأخبار, في سنوات السبعينات, لم يكن للخليج اسم غير أنه العربي ولم يكن أحد يسأل نفسه لماذا هو عربي, كما لا يسأل لماذا يسمي المحيط الهندي بهذا الاسم بل أن السؤال كان سيبدو مخالفا للواقع, فبعيدا عن الأصول التاريخية للأسماء, كانت المسألة منطقية تماما, فهناك سبع دول عربية تطل علي شاطيء الخليج, أو تقع أراضيها وسط مياهه, ولا يرغب أي منها في أن يذكر أبناء وطنه طوال الوقت, بأن هذا الخليج ينتمي ثقافيا لدولة واحدة توجد علي الشاطيء الآخر, فالمياة لا تتكلم اللغة الفارسية. لم تثر أسماءالبحار في الإقليم مشكلات تذكر فالبحر الذي يفصل بين أوروبا وشمال إفريقيا, لم يسم الأوروبي أو الإفريقي, وإنما المتوسط, وسأسأل لاحقا لماذا سمي الأبيض, أما الأخدود الإفريقي العظيم الذي يفصل بين القارة السوداء والقارة التي تسمي أحيانا صفراء, فإنه سمي البحر الأحمر, وأنا أعرف السبب هذه المرة, وهناك بحار صغيرة لم تثر مسمياتها المنسوبة لمدينة أو دولة مشكلة, كخليج عمان أو خليج عدن أو خليج السويس, ولم يقل أحد أن خليج العقبة يشكل قضية. الخليج البترولي الكبير هو الذي يتسبب في حساسيات, فقد كان يسمي قديما الخليج الفارسي بالفعل, وهناك أغنية عربية قومية شهيرة, تتحدث عن الأمة العربية الواقعة بين المحيط الأطلسي والخليج الفارسي, كما أن الاسم المعتمد له في اللغة الإنجليزية والخرائط الدولية هو الخليج الفارسي, وعندما قامت دول الخليج بتشكيل مجلسها, لم تشأ استثارة أحد فأسمته مجلس التعاون لدول الخليج العربية, وليس دول الخليج العربي, فهناك أسس مؤكدة لما تقوله إيران الآن, لكن الجغرافيا تغيرت, ويمكن أن تتغير معها المسميات القديمة. لكنني لا أفهم لماذا تتخذ المسألة كلها هذا المنحي, فربما تتصور إيران أن تسمية الخليج سوف تمثل صك ملكية له علي سبيل المثال, أو أنها ستقوم بطرد الأساطيل الأجنبية منه [email protected]