هل نقول وداعا للنقود... أم نقول وداعا للفقر؟! التاريخ االإنساني... ومنذ فجر التاريخ للإنسان كانت النقود دائما هي أحد الاسباب الرئيسية في ارتفاع وسقوط الحضارات والدول والأفراد.. وأن أي حضارة متفوقة لم تصل إلي القمة الا بعد أن امتلكت عملة متينة ثابتة.. مثلا بالنسبة للحضارة الاغريقية كانت اليونان القديمة ترجع بكثير من مجدها وعظمتها إلي النقود. وكان سقوط الامبراطورية الرومانية قد حدث عقب انخفاض قيمة عملتها.. وكانت القسطنطينية قادرة علي السيطرة علي العالم لقرون طويلة وذلك بسبب أنها تمتلك عملة قوية مسيطرة. وفي أسبانيا في القرن ال16 والقرن17 عرفت عصرها الذهبي.. لأن المكتشفين جاءوا بالذهب والفضة من الدنيا الجديدة التي اكتشفوها وقتها وهي الامريكتان.. إنه باستخدام هذه الثروة.. أصبحت اسبانيا قادرة علي تمويل الحضارة.. وذلك بتمويل الأعمال الثقافية واعمال الفن الذي شجع علي الابداع والتفوق واكتشاف المواهب أيضا. الملفت للنظر أن النقود أصبحت هي الوسيلة الاقتصادية بدلا من تبادل المزروعات والمحاصيل والطعام بدلا من المقايضة التي تبادل السلع بين الطوائف والافراد. إذا نظرنا إلي دولة مثل سويسرا لقد أثبتت أنها تستطيع أن تزدهر برغم افتقارها إلي الموارد الطبيعية.. ولأنها أيضا تفوقت في معرفة أسرار التجارة وأعمال البورصة وفوائد النقود وفنون سرية الحسابات المليارديرية وتحكمت في سوق النقود.. بل أصبحت خزينة العالم كله تحت عنوان الحياد التام مع المال العام وآمان أسرار أصحابه..! إن الفلسفة الإغريقية القديمة وعلي لسان الفيلسوف سقراط: إن النقود لاتضع الفضيلة.. لكن الفضيلة تصنع النقود اقوال العلماء والفنانين كثيرة هي: 1 مقياس سريع لتسجيل ماحققه شخص يملك جنيها أو مليونا وبهذا المقدار هو يحدد مقياس كفاءة الاشخاص والدول وفي هذا قال الشاعر الروماني هوزاس: المال سلطان يمنح القوة 2 الأديب الروسي الشهير تولستوي قال: إن النقود هي شكل جديد من أشكال العبودية ويوجد أيضا في التراث الشعبي البولندي: عندما تكون معي نقود. يسميني كل شخص صديقه! 3 الشاعر ابوالطيب المتنبي قال لنا منذ اكثر من عشرة قرون: فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله ولامال في الدنيا لمن قل مجده أما الشاعر حافظ ابراهيم.. فقد قال: كل شيء إذا ضرب هان.. الا الذهب نحن الآن أمام أزمة عالمية في الإنتاج.. والموقف غير العادل في توزيع الغذاء علي شعوب العالم.. واسموه الازمة المالية العالمية.. وهم احرار في اختيار التعبيرات والشعارات.. لكن الحقيقة اكتشفها العلماء والكتاب والمفكرون مثل مارك بوكانان والذي ساعدني علي قراءته الأستاذ أحمد علي بدوي.. قدما لنا مايسمي الذرة الاجتماعية التي تجعل كل علوم الدنيا من الزراعة إلي الفضاء الواسع... أي الارض والسماء هي التي تصنع الحضارة وسوف تكون السر لكلمة وداعا للفقر. العلم هو الذي أنهي زمن الكهنة والأوثان والخرافات حين أصبح الإنسان علميا... وهنا يقول الفيلسوف...نيتشه لقد كانوا ينظرون إلي العلم في حد ذاته محرم... هو وحده محرم وأن أول خطيئة هي العلم.. يقولون أيضا العلم هو بذرة الخطايا... هو الخطيئة الأولي.. ولهذا فهو يتحدث عن الكهنة والأوثان في عصر الظلمات... الذي نقول نحن فيه وداعا.. للجهل... وداعا للعقول المغلقة. هل مايحدث الآن في العالم تحت أي تسمية.. هل هو ملعوب هيمنة واستعمار.. أم أن هناك حلولا جديدة من أجل حقوق الإنسان, حقوق الإنسان في الطعام, حقوق الإنسان في الحرية, حقوق الإنسان في التطور والمشاركة في إعمال العقل في فنون الحياة, حقوق كل انسان علي وجه الأرض في محاربة الغباء وإعمال العقل بكل طاقاته التي ننتظر منها الكثير في القرن ال21. لقد كان الفيلسوف الإسكتلندي ديفيد هيوم الذي عاش في القرن الذي تلا زمن اسحق نيوتن متحمسا جدا للتقدم العلمي.. وكان هدفه أن يقوم بفهم الانسان كما فهم نيوتن الفيزياء لا بالعقل الخالص... بل بالتجربة والملاحظة في مؤلفه رسالة في الطبيعة الإنسانية.. لهذا عبر هيوم عن أمله في أن يؤدي المنهج التجريبي في التفكير إلي الوصول إلي علم للطبيعة البشرية.. انه علي طول التاريخ نظر الفلاسفة إلي الانسان إما علي أنه عبدلأهوائه وإما علي أنه نصف إله مسيطر علي نفسه.. مستلهم للمنطق والحكمة. * لماذا يستغل الأثرياء قوتهم لكي يعوقوا المنافسة ويبتزوا دخلا ممن أقلهم ثراء؟ في هذا الموضوع هناك دراسة في الاممالمتحدة تقول.. إن التباين الناشيء عن تفاوتات بالغة في الدخل والثراء يظهر في الاداء الاقتصادي الأشد فقرا... يعود إلي زيادة المساواة في بلد ما... ينشأ عنها مزيد من المساواة في نيل التعليم والمنافع.. فإن وجد مجتمع فيه تركيزات عالية للأسر الفقيرة.. كان نيل التعليم المتوسط في العادة أدني بكثير منه في مجتمع فيه اعداد كبيرة من أفراد الطبقة المتوسطة الأكثر تجانسا كما نراه في معظم بلاد أوروبا الغربية. * المعني واضح.. إن المستوي شديد التفاوت يؤدي إلي قدر أقل من رأس المال الجاري في تنمية هذا المجتمع.. وهو الذي يؤثر علي قدرة الاداء الاقتصادي لنشر الرفاهية للجميع. والحل كما يتصورونه للقضاء علي الفقر هو تأسيس علم للعالم الانساني بروح الطبيعة علم الفيزياء الرياضي.. والنظر إلي الانسان ككل.. وأن جسم الانسان ليس قطعا صغيرة متلاصقة.. وأن سر الرفاهية يكمن في زراعة الأرض.. قبل البحث عن الفضاء.. وأعجبتني كلمة من أستاذة جامعة قالت ياريت كل رؤساء الوزارات في كل وزارات العالم أن يكونوا وزراء زراعة.. حتي لايحرم أي انسان من طعامه.