بعد ثورات الربيع العربي داعبتنا جميعا أمنيات التغيير والوصول إلي حال أفضل وأحسن, بالعلم والعمل والقضاء علي البطالة وتحسين حياة المواطنين وتشغيل الشباب العاطلين والمزيد من البناء والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية التي تتمتع بها مصر خاصة في قطاع البترول,ولكن أثبتت الأيام أن العكس هو ما حدث,وذلك نتيجة التكالب علي السلطة,والتسرع في جني الثمار السياسية حتي بدا وكأننا مستعدون للقتال مدي الحياة من أجل الكرسي,مهما كانت النتائج,وحتي لو وصل الأمر إلي تدمير البلاد وقتل الأطفال والأهل والمواطنين,لإعطاء فرصة لاستعمار جديد ليشعل الفتنة ويدمر الشعوب والأوطان بدون حق وبدون وعي,فهل هذه هي الديمقراطية كما تعيشها المجتمعات المتقدمة سياسيا واجتماعيا؟ إسرائيل هي العدو التاريخي والطبيعي للأمة العربية,وهي,وحلفاؤها في أمريكا وفي قطر وتركيا,صاحبة المصلحة في تدمير الدول العربية التي لم تسمع لصوت العقل فانفجرت فيها الأحداث,واضطرم القتل وسالت الدماء الزكية وهدمت البنية الأساسية وفر المواطنون هاربين,من الموت في الحرب الأهلية إلي الموت في قوارب الهجرة غير الشرعية,أو إلي مخيمات اللاجئين علي حدود الدول الأوروبية,فهل هناك فرصة لحوار وتفاهم وتصالح بين الأطراف المتنازعة؟..هل هناك عقلاء في الوطن العربي يلمون الشمل ويوقفون هذا النزيف؟ لقد أنتج هذا الوضع المأسوي تنظيمات إرهابية,تحلم ببناء دولة إسلامية بالقتل والدمار اليومي وتبديد ثروات الشعوب ونهب مواردها البترولية..فهل يتفق هذا المنهج الدموي مع الإسلام دين الرحمة والإنسانية؟..وهل تبني الدول علي الإرهاب والقتل ونحن في القرن الحادي والعشرين وقد بلغت الإنسانية شأنا عظيما في التحضر والرقي وتعظيم حق الإنسان في تقرير مصيره فضلا عن الحفاظ علي حياته وحقوقه كاملة مكتملة,إن نموذج داعش يسير عكس حركة تاريخ الإنسانية,ويريد أن يعود بها إلي عصور الظلام والجهل والحروب,وهي عصور عانت منها البشرية في كل أرجاء الكوكب,من شرقه إلي غربه,وليست مستعدة لتكرار هذه التجربة المؤلمة والمهينة لحضارتها وعقلها في الوقت نفسه, فداعش في أبسط تجلياته هو إهانة للعقل والفهم ولقيم الإنسانية وخبراتها. ومن العجيب أن تجتمع الدول الكبري علي قتال هذا التنظيم,وربما لا يزيد عدد مقاتليه علي ثلاثين ألف مسلح,ومع ما تملكه هذه الدول من ترسانات أسلحة متطورة وشديدة التدمير,وجيوش علي أحدث النظم العسكرية تدريبا واستعدادا للقتال,ومع ذلك تفشل في القضاء علي شرذمة من المقاتلين تجمعوا من الآفاق,فهل هذا الفشل حقيقة؟..وكيف تشعر هذه الدول أمام هذا الفشل المهين؟..أم أن الأمر في حقيقته خدعة كبيرة,وهذه الدول تستخدم هذا التنظيم في تحقيق أغراضها بتركيع الشعوب العربية وابتزازها واستهلاك مواردها في حرب تبقي مشتعلة فتنشغل الشعوب العربية عن بناء نفسها ومنافسة هذه الدول التي تعاني الشيخوخة السياسية الاجتماعية؟ في الصورة كثير من التفاصيل,وعشرات الأسئلة الكبري حائرة بلا إجابات حاسمة, وإن كانت الصورة في مصر مختلفة بعد ثورة الثلاثين من يونيو,وعملية الإنقاذ الحكيمة التي أوقفت انزلاق مصر إلي هذه الهاوية,مصر بقيادة الرئيس السيسي الحكيمة والوطنية لا يمكن أن تقوم بالإصلاح والبناء بدون تعاون الجميع من جيش وطني عظيم بالتعاون مع رجال الداخلية والمواطنين الشرفاء والشباب الواعد الذي يحب بلاده ويريد لها التقدم نحو الديمقراطية,ولهذا أري من الغريب هذا الصراع علي تورتة لجان برلمان2015, والتي وصلت إلي الفضائيات في مشهد يهدد الحياة النيابية قبل أن تبدأ. يجب نسيان لعبة الكراسي والاهتمام بمشاكل الوطن والمواطنين,وأتمني أن يؤدي النواب عملا جادا وصالحا وعادلا,وأن يكون الاختلاف في الرأي لصالح المواطن المغلوب علي أمره لعشرات السنوات السابقة والذي يريد بعد ثورته في30 يونيو أن يحيا حياة كريمة, وتحيا مصر.