بعد غلق التسجيل اليوم.. متى تعلن نتيجة تنسيق المرحلة الثانية 2025؟    «التعليم العالي»: اليوم الفرصة الأخيرة لتنسيق المرحلة الثانية    قروض السلع المعمرة بفائدة 26%.. البنوك تتدخل لتخفيف أعباء الصيف    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية خلال يوليو    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن في عطلة الصاغة الأسبوعية الأحد 10 أغسطس 2025    «بيت التمويل الكويتى- مصر» يطلق المدفوعات اللحظية عبر الإنترنت والموبايل البنكي    تعرف على أعلى شهادة ادخار في البنوك المصرية    الضرائب: 12 أغسطس آخر موعد لانتهاء التسهيلات الضريبية    حقائق جديدة حول اتفاقية الغاز بين مصر وإسرائيل يكشفها وزير البترول الأسبق    إعلام فلسطيني: قصف إسرائيلي يستهدف خان يونس وشرق غزة ومخيم النصيرات    صواريخ مصرية- إيرانية متبادلة في جامعة القاهرة! (الحلقة الأخيرة)    إن بي سي نيوز: البيت الأبيض يبحث دعوة زيلينسكي لزيارة "ألاسكا"    مصادر مطلعة: مصر تبحث «صفقة شاملة» لوقف النار في غزة    البحرين ترحب بتوقيع اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا برعاية أمريكية    موعد مباراة الأهلي المقبلة في الدوري بعد التعادل أمام مودرن سبورت    ريبيرو: كنا الأفضل في الشوط الثاني.. والتعادل أمام مودرن سبورت نتيجة طبيعية    " مركز معايا ".. تفاصيل مشاهدة زيزو وحكم مباراة الأهلي ومودرن سبورت (فيديو)    أمير هشام: الأهلي ظهر بشكل عشوائي أمام مودرن.. وأخطاء ريبيرو وراء التعادل    20 صفقة تدعم كهرباء الإسماعيلية قبل بداية مشواره في الدوري الممتاز    موعد مباراة الهلال ضد آراو الودية.. القنوات الناقلة والمعلق    ننشر أسماء المصابين في حريق محلات شبرا الخيمة    طقس مصر اليوم.. ارتفاع جديد في درجات الحرارة اليوم الأحد.. والقاهرة تسجل 38 درجة    بحضور جماهيري كامل العدد.. حفلا غنائيًا ل "حمزة نمرة" بمكتبة الإسكندرية    لهذا السبب.... هشام جمال يتصدر تريند جوجل    التفاصيل الكاملة ل لقاء اشرف زكي مع شعبة الإخراج بنقابة المهن التمثيلية    لا تبخل على صحتك.. حظك اليوم برج الدلو 10 أغسطس    محمود العزازي يرد على تامر عبدالمنعم: «وعهد الله ما حصل» (تفاصيل)    شيخ الأزهر يلتقي الطلاب الوافدين الدارسين بمدرسة «الإمام الطيب»    دعاء صلاة الفجر.. أفضل ما يقال في هذا الوقت المبارك    من غير جراحة.. 5 خطوات فعالة للعلاج من سلس البول    يعاني ولا يستطيع التعبير.. كيف يمكن لك حماية حيوانك الأليف خلال ارتفاع درجات الحرارة؟    الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 470 مناصرا لحركة "فلسطين أكشن" (صور)    دعاء الفجر يجلب التوفيق والبركة في الرزق والعمر والعمل    مصدر طبي بالمنيا ينفي الشائعات حول إصابة سيدة دلجا بفيروس غامض    مصرع وإصابة طفلين سقطت عليهما بلكونة منزل بكفر الدوار بالبحيرة    مراد مكرم: تربيت على أن مناداة المرأة باسمها في مكان عام عيب.. والهجوم عليَ كان مقصودا    وزير العمل: غرامة تصل إلى 200 ألف جنيه للأجنبي الذي يعمل بدون تصريح بدءا من سبتمبر    خالد الجندي: أعدت شقة إيجار قديم ب3 جنيهات ونصف لصاحبها تطبيقا للقرآن الكريم    مصادر طبية بغزة: استشهاد أكثر من 50 فلسطينيًا 40 منهم من منتظري المساعدات    طلاب مدرسة الإمام الطيب: لقاء شيخ الأزهر خير دافع لنا لمواصلة التفوق.. ونصائحه ستظل نبراسا يضيء لنا الطريق    حكيمي: أستحق حصد الكرة الذهبية.. وتحقيق الإحصائيات كمدافع أصعب كثيرا    القبض على بلوجر في دمياط بتهمة التعدي على قيم المجتمع    جنايات مستأنف إرهاب تنظر مرافعة «الخلية الإعلامية».. اليوم    هل هناك مد لتسجيل الرغبات لطلاب المرحلة الثانية؟.. مكتب التنسيق يجيب    أندريه زكي يفتتح مبنى الكنيسة الإنجيلية بنزلة أسمنت في المنيا    سهام فودة تكتب: أسواق النميمة الرقمية.. فراغ يحرق الأرواح    ترامب يعين «تامي بروس» نائبة لممثل أمريكا في الأمم المتحدة    أمين الجامعات الخاصة: عملية القبول في الجامعات الأهلية والخاصة تتم بتنسيق مركزي    "حب من طرف واحد ".. زوجة النني الثانية توجه له رسالة لهذا السبب    منها محل كشري شهير.. تفاصيل حريق بمحيط المؤسسة فى شبرا الخيمة -صور    يسري جبر: "الباء" ليس القدرة المالية والبدنية فقط للزواج    نرمين الفقي بفستان أنيق وكارولين عزمي على البحر.. لقطات نجوم الفن خلال 24 ساعة    توقف مترو الأنفاق وإصابة 4 أشخاص.. تفاصيل حريق محلات شبرا الخيمة -آخر تحديث    ما تأثير ممارسة النشاط البدني على مرضى باركنسون؟    أفضل وصفات لعلاج حرقان المعدة بعد الأكل    أفضل طرق لتخزين البطاطس وضمان بقائها طازجة لفترة أطول    الدكتور محمد ضياء زين العابدين يكتب: معرض «أخبار اليوم للتعليم العالي».. منصة حيوية تربط الطلاب بالجماعات الرائدة    رئيس الوزراء يوجه بالاهتمام بشكاوى تداعيات ارتفاع الحرارة في بعض الفترات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. مزهر الدورى : الطائفية والمحاصصة العراقية مخطط كان يستهدف مصر
نشر في أكتوبر يوم 09 - 02 - 2014

أولاً: من هو د. مزهر الدورى ضيف هذا الحوار؟ بحسب الوظيفة هو دبلوماسى عراقى سابق تم حسابه على صدام حسين الشخص والنظام فاعتقلته قوات الغزو والاحتلال الأمريكي على أثر اجتياحها للعراق عام 2003، وقبع فى سجون النظام الذى جاء به الاحتلال لمدة تزيد على 9 سنوات (من 2003 إلى 2012) فى معتقل أبو غريب ثم سجن «بوكا» الرهيب فى البصرة.
وبحسب الواقع فهو مفكر وكاتب عربى قومى شأنه شأن كثير من المفكرين والكُتّاب العرب مازال يحاول الاحتفاظ بعقله فى زمن الغباء العربى، وبنسبة أقل يحاول كمواطن عراقى أن يحتفظ بحياته فى وقت تتم فيه التصفية الجسدية العراقية - العراقية على الهوية وتحت شعارات المواطنة والديمقراطية والحرية التى يكذبها الواقع الطائفى التآمرى الذى تعيشه العراق ويمارس فعله فى تمزيق جسدها.
ثانيًا: فى إجابات د. مزهر التى يدور معظمها حول وطنه العراق سوف تلاحظ ظل مصر دائمًا فى الخلفية، مصر التى نجت حتى الآن من مخططات الربيع الغربى الكارثية التى انطلق وحشها فى العراق قبل ما يزيد على 10 سنوات قبل أن يطوف على باقى الأقطار العربية المنكوبة.
د. مزهر آخر سفراء العراق فى روسيا إبان وقوع الغزو الأمريكى عليها فى 2003، ولعل هذا الموقع الأخير الذى شغله د. مزهر فى عمله الدبلوماسى وبسبب الدور الروسى المؤثر فى أحداث العراق وسوريا والمنطقة تحديدًا التقينا الرجل لعلنا نفهم منه بعضا مما يحدث..
* ما هو وجه الشبه بين ما يحدث فى مصر والعراق الآن؟
** القضايا والهموم الموجودة فى العراق هى نفسها الموجودة فى مصر..وإذا كانت مصر هى القلب، فهى تشكل مع العراق وسوريا المثلث المقاوم، وللأسف ما يخطط لمصر الآن خطير وكبير، والتآمر ليس وليد اليوم، ففى الخمسينيات والستينيات كانت النهضة القومية وكان هذا الخط فى تصاعد حتى بدأ التآمر عليه واشتركت فيه على مراحل أطراف كثيرة بدءًا من الولايات المتحدة وإسرائيل وحتى إيران التى جاء النظام بها بتخطيط من الأمريكان، بعد أن بهرت الثورة الإيرانية فى البداية كثير من العرب وكثير من الثوريين الذين انخدعوا فيها فلا يمكن بين ليلة وضحاها أن يحل الخومينى محل الشاه، والأول كان فى العراق لمدة 15 عامًا، وخرج من العراق إلى فرنسا التى استقبل فيها استقبال الفاتحين وكان الاتفاق معه ألا يكون له أى دخل بالسياسة ومن فرنسا وبعد شهرين نقل إلى إيران وهناك أعطى لنفسه حقوقًا كنائب إمام ثم إمام ومنح نفسه سلطة الأنبياء ما يقوله مقدسًا لا يمكن أن يرد ودخلت إيران على الخط الذى نعرفه جميعًا.
ماذا يحدث
* مَن مِن قيادات البعث يقود الآن العمليات ضد النظام؟.. ومن منهم فى السجن؟.
** عزت الدورى هو الذى يقود الجهاد الآن فى العراق، ومازال عدد كبير من القيادات العراقية معتقلة فى سجون العراق وقد صدرت فى حقها أحكام وصلت فى بعضها للإعدام، وبناء على طلب من السلطات العراقية حولت للسجن مع رموز النظام فى معتقل خاص بالرئيس صدام ،ونائب رئيس الجمهورية وطارق عزيز، وضباط الجيش ،كنا حوالى 100معتقل أطلق سراح البعض وتبقى منهم 65 تم تسليمنا إلى السلطات العراقية حيث لم يكن هناك تهم ضدنا ،كان ذلك فى عام 2010 فأبقى علينا النظام سنتين آخرين وقيل لنا من سلطات الاحتلال أنهم كانوا يعتقلوننا بناء على طلب النظام العراقى بعد الاحتلال وإنهم ليس لديهم شىء تجاهنا، فى معتقل الكاظمية المعروف بسجن الحماية العظمى هو سجن ذا بأس حقيقى.
* ما هى أسرار خيانات الساعات الأخيرة فى الغزو الأمريكى للعراق؟
** ليس هناك أسرار وقصص الخيانات معظمها ملفق .. وهذه القصص كلها تطلق من باب الإساءة للنظام، ومن القصص المعروفة مقاومة قصة أم القصر (ميناء) ظلت قوات الغزو تضربها بأسلحتها لمدة أسبوعين قبل أن يستطيعوا اقتحامها والاستيلاء عليها.
* وماذا حدث فى معركة المطار الأخيرة؟
** استخدموا فى معركة المطار أسلوب الصدمة والصدع وهذا يعنى توجيه أقوى القنابل والأسلحة ،ومنها ما هو محرم دوليًا، لكم أن تعرفوا أن بغداد كانت تضرب بقنابل زنتها 10 أطنان.
وكل شىء يتحرك على الأرض كانت تتم إبادته والصور بثتها وكالات الإعلام الأجنبية، الى جانب ان النظام لم يكن لديه وسائل إعلام، لذا وجدنا عوائل بالكامل مذبوحة فى سياراتها ،والتى تحاول أن تهرب من تقدم القوات الأمريكية.
* لماذا لم تتحرك أنت ومن بقى من الدبلوماسيين وغيرهم وتوثقوا جرائم الحرب تلك وتتقدموا بها للأمم المتحدة والمحافل الدولية، وتظهروا حقيقة أمريكا التى تطنطن بالإنسانية؟
** ما يجرى الآن فى العالم العربى ليس غريبًا عما جرى فى العراق.. ما يجرى عبارة عن فعل أمريكى، وما حدث فى مؤتمر جنيف 2 هو مهزلة وإطالة وقت.. فروسيا مثلا تقاتل على سوريا ليس من أجل عيون سوريا ولكن من أجل مصالحها، ثانيًا قلت لهم أيضا أنتم تدعمون النظام السورى، والأمريكان يعرفون أنكم ليس لديكم تأثير على الجيش الحر ولا ائتلاف المعارضة ولا جيش النصرة الذى يشمل الميليشيات الإسلامية ولا على ما يسمى «داعش»، لكم علاقة فقط بالنظام وتراهنون فقط على إنجازكم فى نزع فتيل الضربة العسكرية الأمريكية لروسيا، وتم نزعها بعد موافقة سوريا على التخلى عن الأسلحة الكيماوية ،لأنها تمثل خطرًا على إسرائيل وليس على الداخل السورى وبالتالى أخذت أمريكا تعهدا بأن يسلم السوريون سلاحهم الكيماوى.
جنيف 2
* وماذا كان مأمولا من مؤتمر جنيف وما أنجز عن جنيف؟
** لا أعتقد ولا يعتقد أى عاقل أن الطرفين (النظام والمعارضة) يمكن أن يصلا إلى حل سياسى.. نعم نحن نعرف جميعًا ذلك وبشار لن يتنازل عن السلطة، والمسألة أن يستمر الذبح للشعب السورى وأنت تعرف أن هناك 6 ملايين سورى مشردون الآن، وكيرى يقول إن أكبر دولة لها مصالح فى المنطقة العربية هى أمريكا، وهم غير مستعدين للتنازل عن هذه المصالح المتمثلة فى النفط وتأمين إسرائيل بشكل أساسى، وأمّنوا النفط وأمّنوا إسرائيل من خلال أكبر انتصار وهو تخريب سوريا والعراق وتكبيل مصر من خلال معاهدات وخرجت ليبيا واليمن والآن مصير العرب معلق بين الدولة العظمى قطر.. خسئت.
وحتى كذبة الديمقراطية فمتى جرى استخدام السلاح فى أى دولة لنشر الديمقراطية؟! كلها حجج سقطت وانكشفت كل أكاذيبهم وإذا قرأت مذكرات رئيس المخابرات الأسبق «تينت» فسوف تتأكد من كذبهم وهناك البريطانى الذى كان مسئولا عن ملف الأسلحة العراقية وانتحر بسبب جرائم الحرب والبرادعى وهو ليس فقط كاذبًا لكنه أجبر على الكذب وهو ثعلب مراوغ وأنتم عرفتم ذلك فى مصر وعندما تتم إزالة نظام ويسرّح جيشه وينشئ بدلا عنه ميليشيات مدربة فى إيران وأوروبا وليس لهم فى حب الوطن شىء ويطلق على هؤلاء جيش.
* لكنهم عراقيون؟
** يحملون جنسيات الدول التى أقاموا بها واكتسبوها.
* كيف أرجو أن توضح؟
** الذين أقاموا فى أوروبا وحملوا جنسيات دولها وفى إيران أتوا بهم واعتمدوا عليهم بشكل أساسى فى التجنيد وطلبوا منهم أن يدلوا على من يعرفونه ،فصرنا نرى ضباطا يحملون رتبة مقدم وعقيد ولا يعرفون القراءة والكتابة وإذا سألت عن هؤلاء ..يجيبون إنها عملية الدمج، دمج الميليشيات ليشكلوا الجيش الجديد، بعد أن أصدر بريمر الحاكم الأمريكى للعراق بعد الغزو قرارا بتسريح الجيش وإلغاء قانون التجنيد الإجبارى الذى يفرض خدمة العلم على كل العراقيين بغض النظر عن هويتهم الطائفية وديانتهم والآن يختارون أفراد الجيش حسب مواصفاتهم هم.
وعندما أعادوا تشكيل الدولة الجديدة (بعد الغزو) خلال السنوات العشر الماضية بعد أن ضيعوا كل الخبرات القديمة فى الدولة العراقية وكل التكنوقراط، وتم قتل 350 عالم من حملة الدكتوراه فى العامين الأولين بعد الغزو وبدأوا بعلماء الفيزياء والكيمياء ودخلوا على بيوتهم واختطفوهم، واعترفت إسرائيل وإيران بذلك، ووصل عدد الأطباء والمهندسين الذين قتلوا أكثر من 1500 شخص وكثيرون هربوا خارج العراق.. المرحلة الأولى كانت حوالى 4.5 مليون عراقى ذهبوا إلى سوريا والأردن واليمن وتركيا ولاجئين فى أوروبا.. والاختصاصات الأخرى مثل الدبلوماسيين وهى تخصصات تحتاج إلى تدرجات للخبرة والوظيفة فى العمل الدبلوماسى مثلًا يبدأ هذا التدرج من ملحق إلى سكرتير ثالث ثم ثان ثم أول ثم مستشار وزير ثم سفير، هذه درجات مثل الرتب العسكرية وكذلك الدرجات العلمية، وفى دولة ما بعد الاحتلال تمت التعيينات بشكل غريب، مثلا منظمة الطاقة الدولية تحتاج إلى اختصاص فى الطاقة من الأكاديميين ويمكن أن يكون هذا الأكاديمى يعمل بالسياسة.. لكن لا يتم تعيينه على هذا الأساس ولكن على أساس المحاصصة..ويكون السؤال الأول عن المنصب الوزارى أو هذه الوزارة حصة من؟! وكذلك باقى الموظفين.
* وما نصيب أبرز التيارات أو الأحزاب فى هذه الحصص؟
** توزعت الحصص عندما جاء الأمريكان فالأحزاب الشيعية التى تسمى الائتلاف الوطنى لها حصة باعتبارها الأكبر، والأكراد لهم حصة فى منطقة الحكم الذاتى وهى شبه دولة مستقلة بما فيها الحكم الذاتى، ويسألون الآن من الذى أعطى فرصة للإرهاب وأنت من البداية تحكم بعقلية الانتقام فإلى أين سوف تصل.. وجنوب أفريقيا كانت تعانى من نفس المأساة مثل ما يجرى فى العراق ولبنان ودفعت الثمن، وإذا كان هناك من هو يتسبب فى هذا فى العراق فليحاكم، وبالفعل حاكموا ناس لكن لا ينفذ الحكم ولا غنى عن المصالحة، وهم يتحدثون عن المصالحة لكن ليس هناك مصالحة، والسُنّة الذين يعملون معهم لا يمثلون حصة مكون من مكونات الشعب العراقى بقدر ما يمثلون أنفسهم ولا يمكن أن يصل وطن للسلام فى وجود مثل هذا التوزيع الطائفى، وإلا كان قد نجح فى لبنان.
* أريد أن أسأل هنا، هل كان هناك مثل هذا الأمر (الطائفية) أيام صدام؟
** أبدًا.. أبدًا، أعطى لك مثالا الجيش كان تجنيد المواطن العراقى بغض النظر عن هويته أو طائفته، وعندما تولى الشيعة الحكم صار التجنيد على الهوية الطائفية على مستوى الجنود والضباط وليس على المواطنة العراقية وأعلنوها الأمريكان سابقًا ولعلكم تتذكرون مناطق الحماية التى حددوها وحرموا فوقها الطيران واعتبروها مناطق محرمة فوق الأكراد والشيعة وعندما أسسوا أول مجلس حكم جعلوا فيه الشيعة تمثل نسبة 75% وهذا خطأ يأتى بعدهم فى النسبة الأكراد ثم العرب السُنّة، وهذا لم يحدث منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921.
ونعود إلى الوضع الراهن - فى بغداد ومحافظات الأنبار وصلاح الدين وديالا، ونينوى وكركوك هذه المحافظات فيها نسبة كبيرة من السُنّة، وفى البصرة كان هناك أيضًا نسبة كبيرة لكن عمليات التهجير أخلت بها، وعندما يحرم أبناء هذه المحافظات من حقوقهم ماذا يحدث؟! لابد أن يثوروا، ويتحركوا، هل جاءت التنظيمات التى يطلق عليها إرهابية وحركتهم.. نعم كان هذا فى فترة من الفترات لكن على الإجمال هم يشعرون أنهم مهمشون ولا يوجد بيت من بيوت السُنّة لم يعتقل أحد أفراده أو يغير.
ثورة سنبة
* هل تقصد أن القادم ثورة سنية ؟
** تصاعدت الأحداث التى بدأت قبل عام باعتصامات سلمية تطالب بالحقوق الآن وصل عدد السجناء باعتراف رسمى 65 إلى 70 ألف كلهم سنة وقسم كبير منهم نساء معتقلات وتم الاعتداء عليهن، وهناك منظمات أجنبية كثيرة تعلن عن هذه الانتهاكات.
* ولماذا لا نعرف شيئًا كثيرًا عن هذا؟
** لأن أجهزة الإعلام الرسمية لا تسمح بذلك، أعطى لك مثالا، بثت قنوات فضائية خلال الأسبوع المنقضى عن شخص تم القبض عليه وقيل إنه من الإرهابيين وتم تنفيذ عملية إعدامه أمام أهله.. ثم قام جنود النظام بحرقه والرقص على جثه.. هم يفعلون مثلما صنع الإيرانيون بالأسرى العراقيين إبان الحرب العراقية الإيرانية فيربطون الأسير بين سيارتين فى اتجاهين مختلفين يسيران فيمزقا جسده.
وشعارات الساحات الستة للثورة تطالب بالحقوق لكل العراقيين وتحسين الخدمات وحتى اللحظة الأنبار رفعت شعارات وطنية وليست طائفية..
وبدأ رئيس الوزراء يطالب بفض ساحات الاعتصام بتهمة أنها تأوى القاعدة وداعش ودعوى أن بها أجانب وتهدد السلام والأمن، وقبل شهرين دخل منطقة قضاء الحويجة التابعة لكركوك، وتم اجتياحها وحرق الخيم واستخدموا القوة رغم أن المعتصمين دعوهم للتفتيش عن الأسلحة قبل ذلك وكانت النتيجة أكثر من 110 قتيلى و350 جريحا وتم التمثيل بالجثث رافعين شعارات طائفية وفعلوا ذلك فى الأنبار.. والذين خرجوا فى تظاهرات يحاكون الربيع العربى فى تونس ومصر قابلوهم بقوة مفرطة.. ويحدث هذا للأسف بدعم من الجامعة العربية التى تؤيد ما تسميه الحرب على الإرهاب وهى تهمة سهلة يمكن أن يتم توجيهها لأى شخص فى زمن انعدام الضمير.
* الفضائيات العراقية التى تبث الآن مثل العراقية وبغداد والرافدين تتبع من؟
** هى قنوات مستقلة تتبع بعض التيارات بغداد تتبع الإخوان المسلمين أما العراقية فهى رسمية وبعضها يبث على قمر نايل سات المصرى باتفاقيات وعقود.
* وماذا عن الإخوان وعلاقتهم بما يحدث فى العراق؟
** الإخوان لديهم تنظيم دولى هو الذى يقرر السياسات وفى العراق الإخوان أسسوا ما يسمى بالحزب الإسلامى بقيادة طارق الهاشمى، ويقوده الآن محسن عبدالحميد وهو أكاديمى، ورحب الإخوان بمجىء الأمريكان إبان الغزو فسقط احترام الناس لهم وهم من خلال حزبهم متعاونون مع السلطة الآن لكن نسبتهم قليلة جدًا وبالتالى تأثيرهم ضعيف.
داعش
* ما هى حقيقة داعش؟
** أنا مثلك أتسأل فداعش ليس لها قيادة وغير معروف على وجه الدقة من ورائها، جبهة النصرة فى سوريا معروفة ولها علاقة بداعش لكن لماذا تقاتل داعش الجيش الحر ولا تقاتل النظام السورى؟! كلها علامات استفهام.. ووزير العدل العراقى بنفسه أعلن قبل 6 أشهر أنه أطلق عددا كبيرا من سجناء أبو غريب وهم من عتاة تنظيم القاعدة بعد عملية تمرد كبير داخل السجن لتهريبهم.. والقيادة الحقيقية والكبيرة للقاعدة موجودة فى إيران.
* هل هناك صفقة تتم الآن بين روسيا وأمريكا يتفق فيها الطرفان على رأس النظام السورى؟
** لا روسيا ولا غيرها سوف يحارب من أجل العرب هذه الدول تحارب من أجل مصالحها من قبل روسيا دخلت مع أمريكا فى صفقة الشيشان مقابل العراق فلا تنتظر منهم شيئًا.
* ائتلاف المعارضة السورى الذى يفاوض النظام فى جنيف هل يمثل السوريين أم يشبه أحمد الجلبى العراقى وغيره ممن تعاونوا مع الاحتلال الأمريكى للعراق قبل حتى الغزو؟
** هؤلاء تجمعهم المخابرات الأمريكية وتدفع بهم للمؤتمرات وقبل احتلال العراق كانت ال (CIA) قد جمعتهم فى مؤتمر فى أتاوا الكندية فتشاجروا وضربوا بعضهم واليوم يتكرر نفس الشىء وتشتبك القيادات العراقية والأحزاب ويصل الأمر إلى القتال والذبح بين ميليشيات المالكى والصدر.
* هل من أمل للخروج بالعراق من النفق المظلم؟
** غير منظور وأمريكا لا تريد إلا التقسيم والتفتيت، والعمل جار فى الكويت والبحرين أيضًا فى مخطط التفتيت والتقسيم حتى فى اليمن الزيدية وهى أقرب المذاهب للشيعة إلا أن إيران تدعم بقوة الحوثيين الشيعة وأخذت منهم كثيرون نحو المذهب الصفوى.. لماذا كل هذا لأن الحرب القادمة يجب أن تكون حرب دينية والقتال يدور على هذا الأساس والطائرات بدون طيار فى اليمن تضرب الجميع ماعدا الحوثيين.
* هل ترغب فى إضافة؟
** أهم شىء أن نؤمن مصر ونحافظ على وحدتها ووحدة أبنائها بعد أن تقسمت بعض بلدان العرب واختفت روابط القومية بعد استبدالها بالهويات الحزبية والدينية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.