في كل عام وقبل أن ينشق الزمن وأقوم برحلتي لألتقي بالتاريخ من خلال اللحظة الحرة التي تحدث وقت انشقاق الزمن بين عام يمضي وعام يأتي تكون لي رحلة لقاء مع الفراشة صديقتي وأنا أجلس علي شاطيء النيل الذي اعتدت أن التقي بالفراشة وأنا أجلس بين أشجار البوص في هذا المكان الهاديء البعيد عن أي مكان آخر فهو مكان قمت باختياره لبعده عن أي ضوضاء وعن أي أشخاص تعرفه ويحدث لقائي بالصديقة فراشتي وهذه المرة كان لقائي كل عام مع كليوباترا في موقع تواجدها في حمام سباحة كليوباترا في منطقة الحمام الموجودة في مياه البحر بمرسي مطروح ويتكون حمام كليوباترا من خلال صخور متفرقة ترسم شكلا جميلا لمساحة حمام كليوباترا بعيدا عن الناس ويبهر وجدان أي شخص يراه ويجلس أمامه وهو في انتظار ظهور الملكة كليوباترا تمارس سباحتها في مياه حمامها الشهير. وتكون الملكة في حمامها وحيدة بدون أي حراسة أو مساعدة فهي في حمام خاص بها!! وجلست أمام حمام الملكة فترة طويلة مليئة بالخيال وفي انتظار ظهور المملكة!! وتذكرت كل النجوم والأصدقاء في عالم الفن السينمائي الذين رحلوا إلي العالم الآخر كل باسمه وصداقتهم في الحياة وكان عدد الراحلون كثيرا في هذا العام والعام الماضي منهم السينارست ممدوح الليثي زيزي البدراوي فايزة كمال محمد أبوالحسن مريم فخرالدين معالي زايد المخرج سعيد مرزوق المخرج حسين كمال والمخرج نادر جلال عمر الشريف ونور الشريف سامي العدل وسعيد طرابيك وغيرهم من نجوم السينما وصناعها وصحفيوها ونقادها والنجمة فاتن حمامة!! والنجمة صباح. وفجأة تحركت مياه حمام كليوباترا وعكس ضوء القمر ضوءا رائعا ومع حركة الأمواج البطيئة ظهرت كليوباترا بردائها الأبيض الجميل وأخذت تتقدم حيث أجلس مذهولا ورددت بصوت هاديء له صدي في المكان واستطعت أن أتكلم إليها سائلا بصوت أهدأ من صوتها الجميل أنت كليوباترا الملكة العظيمة واقتربت أكثر وهي تسير فوق الماء وحول أقدامها كثير من الأسماك التي ينعكس ضوء القمر عليها وعلي الأسماك التي حولها بشكل مذهل واقتربت كليوباترا من حيث أجلس وهي تقول لا ياصديقي أنا فراشتك الصديقة وبحثت عنك في مكان مجلسك علي شاطيء النيل ولم أجدك فحضرت إلي هنا لأني أعرف أنك هنا وتأتي كثيرا في كل عام خصوصا عندما يزداد هروبك من الألم يا أعز صديق وحضرت إليك لأني أعرف وشاهدت كل الأحداث التي حدثت وتحدث الآن وجعلتك تجلس مع نفسك وحملك كان ثقيلا أيها الصديق وأعرف المعاناة التي تعيش فيها والتي يعيشها شعب مصر العظيم, وأعرف أن المصري ابن بلده يحبها وياما ضحي من أجلها من التضحيات الإنسانية حتي الشهادة التي يرحب بها حبا في وطنه ومصريته وكل حبة رمل علي أرض مصر أم الدنياالتي تحب أن تناديها بهذا الاسم دائما!! وأعرف أنك وزملاءك رجالا وشبابا ونساء وفتيات وأطفالا تقفون مع رئيسكم عبدالفتاح السيسيومع جيشكم والشرطة وأجهزة الدولة وأجهزة الدولة التي تعيش حركتها الفعالة في كل الاتجاهات المحلية والدولية التي زارها الرئيس يحمل معه كل الآمال لتحقيق مشروعات مصر متعاونا مع هذه الدول وتحقيق الأمن والأمان لدول العالم كلهاواستمرت فراشتي الصديقة في كلامها الرائع بصدقها المخلص لمصر ولصداقتي الدائمة معها وقالت أنظر حولك يا صديق العمر لتشاهد وتشارك بالعمل الذي يؤدي إلي نهضة مصر الجديدة التي تبهر بها العالم وأنظر إلي الدول كيف تتعامل مع مصر الآن وأنظر إلي رئيس جمهورية مصر الجديدة والمشاريع الرائعة التي تحتاج إلي المشاركة العملية في مسيرة الوطن وأنظر إلي أهل مصر وهم يضحون بكل رخيص وغال من الأمهات والآباء تشارك في نهضة الوطن والتغلب علي طيور الظلام الذي تحاول تشويه حركتكم المدوية والتي تقدرها كل دول العالم لمواجهتكم هذه الأيادي المليئة بالدماء وأنظر إلي شهدائكم من الجيش خير أجناد الأرض وهم اخواتكم والشرطة هم درعكم.. وجنودها من كل أسركم وتذكر يا صديقي أن كل بيت في مصر شارك عبر تاريخ مصر بقلوبهم ودمائهم وشهادتهم من أجل كل حبة رمل من هذا الوطن!! ومع بداية العام الجديد أنتم لديكم كل عناصر النجاح فتغلبوا وتخلصوا من هذه الدوامة واخرجوا من حصارها واجمعوا عناصر قدراتكم والحل في ايديكم وانظروا حولكم فكل عناصر النجاح تناديكموحدوا كلمتكم واستغلواعناصر نجاحكم في مكانها الصحيح!! قلت لها يا فراشتي العزيزة اتعرفين كل هذا وتبتسمين ؟! قالت أمازلت تستغرب ابتسامتي واشراقي وأملي؟! لهذا جئت للقائك يا صديق عمري وأعز من يعرف ويستحق عمق الصداقة!! ووقفت علي قدميها.. وأخذت في بداية رحيلها تسير علي أمواج مياه حمام كليوباترا وسألتها إلي أين؟! قالت أنا معكم أنا فراشة عام2015 ولقاء جديد مع العام الجديد2016 واتجهت إلي أمواج حمام كليوباترا الهادئة وهي تسير علي مياهها بحب وأمان تحملها إلي حيث تعيش.