ما هي طبيعة الصراع أو التنافس علي استغلال حقول الغاز البحرية في شرق البحر المتوسط بين كل من مصر وإسرائيل وتركيا واليونان وقبرص؟..هل تم حل كل المشكلات العالقة؟..ولماذا تمتلك مصر مفاتيح استغلال الغاز في شرق المتوسط؟ لقد كتب سيمون تاجليابيترا وجورج زاكمان مقالا في العدد الأخير من مجلة فوربس الأمريكية يقولان فيه إن اكتشاف مصر من خلال شركة إيني الايطالية لحقل غاز زهر في سواحل مصر أدي إلي تغيير المعادلة تماما فيما يتعلق باستغلال غاز شرق المتوسط..اكتشاف حقل زهر سوف يخدم السوق المحلية المصرية وسوف تتمكن مصر من استئناف صادراتها من الغاز المسال التي تناقصت تدريجيا منذ عام2005 حتي توقفت في2014.. حقول غاز إسرائيل وقبرص في المتوسط لا تضاهي الحقل المصري فمنذ اكتشاف حقل غاز تامار وليفاثيان أمام اسرائيل وحقل غاز أفروديت أمام سواحل قبرص وامكانية استغلالهما ضعيفة والسبب أن كلا منهما لا يمتلكان معامل لتسييل الغاز بحيث يمكن تصديره..المفاجأة في أن مصر هي الوحيدة في المنطقة التي تمتلك معامل تسييل الغاز في ادكو ودمياط ووجود هذه المعامل يسهل علي مصر تصدير الغاز إلي الخارج..وبالنسبة لقبرص واسرائيل فان تعاونهما مع اللاعب الرئيسي في غاز شرق المتوسط الا وهو مصر ضروري لكي يتمكنا من تصدير الغاز والسبب أن بناء معامل للتكرير لديهما بدون التأكد من وجود احتياطي ضخم يبرر تشييد هذه المعامل سوف يعد مجازفة كبري وسوف يعد بناء هذه المعامل اهدارا كبيرا للاستثمارات حيث يقدر انشاء معامل تسييل الغاز بحوالي6 مليارات دولار بالنسبة لقبرص. ووفقا لكاتبي فوربس فان التعاون من أجل تصدير الغاز يتوقف علي الرأي العام في مصر واسرائيل..كيف يمكن للرأي العام المصري أن يتقبل فكرة التعاون مع اسرائيل في هذا الصدد وهي ترفع قضايا علي مصر بشأن توقف تصدير الغاز المصري اليها. رجل الأعمال المصري الذي يتعاون مع اسرائيل في عدد من المشروعات قال لاحدي الصحف التي تصدر باللغة الانجليزية في مصر إن ضلوع شركته في التعاون مع اسرائيل في هذا المجال كان محاطا بالسرية ومن المعروف أنه هو أحد الشركاء الرئيسيين في الشركة القابضةDelphinus ولذا أشار الي انه تقرر وقف المفاوضات مع اسرائيل بعد صدور حكم تغريم مصر1.7 مليار دولار. موقعDebkafile قال إن رئيس وزراء اليونان تيسبراس اقترح انشاء كونسورتيوم لاستغلال غاز شرق المتوسط وأن المناقشات تدور حول3 قضايا:أولا..نقل الغاز إلي اليونان ومنها إلي أوروبا وأن رئيس وزراء اليونان قدم هذا الاقتراح إلي رئيس وزراء اسرائيل نيتانياهو خلال زيارته للقدس في26 نوفمبر الماضي..ثانيا..مد خط أنابيب من إسرائيل الي مصر لتسييل الغاز..ثالثا..نقل غاز الدول الثلاثة إلي تركيا ومنها إلي أوروبا. السياسة لا تعرف الا المصالح وتحمل دائما المفاجأت..هناك توترات مع اسرائيل بشأن قضايا التحكيم التجاري وتجاه رفض تطبيق السلام الدائم والعادل مع الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وقضايا الحدود والعودة..هناك أيضا حالة من التوتر مع تركيا بسبب اجراءاتها العدوانية تجاه الشعب المصري..هناك توتر تاريخي بين تركيا واليونان..هناك وضع متوتر بسبب الأزمة في سوريا..وهناك وضع متوتر بسبب اللاجئين السوريين إلي أوروبا. في القلب من كل هذا تأتي قضية غاز شرق المتوسط لتطرح بدائل تشمل أما دخول إسرائيل في اللعبة..وأما استبعاد تركيا تأكيد علي التعاون مع اليونان بسبب علاقتها الممتازة مع مصر. وإلي أن يطرح وزير البترول إجابات علي الأسئلة التي تمس المصالح المصرية العليا وبالتالي تهم الشعب المصري كله سوف نضرب أخماسا بأسداس.