الأهرام المسائي تفتح الملف الصعب:

باسم مرسي هداف كبير أم شحاتة أبوكف جديد!

هل انتهت أسطورة باسم مرسي أم كبوة مؤقتة؟ كلاهما سؤال ومصير فرض نفسه بقوة علي الشارع الكروي المصري في الساعات الأخيرة بعدما فشل مهاجم الزمالك في تسجيل هدف كالعادة في الفترة الأخيرة خلال لقاء مصر وتشاد في ذهاب الدور الثاني للتصفيات المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم والتي خسرها الفراعنة بهدف مقابل لاشيء ولم يشارك في اللقاء الثاني الذي انتهي بفوز مصر بأربعة أهداف بلا رد.
باسم مرسي هو المهاجم الأول في مصر منذ الموسم الماضي.. وكان ظهوره علي الساحة قنبلة موقوتة انفجرت وسببت السعادة لملايين الجماهير سواء الزملكاوية التي شاهدت باسم وهو يسجل20 هدفا قاد بها الفريق للفوز ببطولتي الدوري الممتاز وكأس مصر اختتمها بالثنائية الشهيرة في مرمي الأهلي في نهائي كأس مصر20 سبتمبر الماضي أو لأهدافه الأربعة مع المنتخب الوطني في مرمي تنزانيا وتشاد في التصفيات المؤهلة إلي نهائيات كأس الأمم الإفريقية لكن فجأة تغيرت النبرة وأصبحت الجماهير تخشي أن يكون باسم مرسي هو شحاته أبوكف الجديد خاصة أنه ينتسب إلي الزمالك النادي الذي احتضن شحاتة أبوكف أو الراحل نور الشريف في فيلمه الشهير غريب في بيتي الذي رصد المؤامرات في كرة القدم وكيف يمكن للموهبة أن تذبح نفسها وتلقي الأهرام المسائي الضوء في التقارير التالية عن الإجابة التي ترصد كافة أخطاء باسم مرسي التي لعبت دور البطولة المطلقة في تحوله إلي شحاتة أبوكف الجديد في كرة القدم المصرية وكيفية تدارك الموقف في الفترة المقبلة.
1- اللعب بالأمر بداية السقوط
اللعب مضمون.. أحد أهم أسباب حالة الانهيار الفني التي يعاني منها باسم مرسي في الفترة الأخيرة وسببها الأساسي حالة الاستقرار الداخلي التي يعيشها اللاعب بسبب التدليل الذي كان يجده من جانب جويسالدو فيريرا المدير الفني السابق للفريق الكروي الأول بنادي الزمالك وهيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الوطني وكلاهما لم يفكر لحظة في معاقبته فنيا بوضعه علي دكة البدلاء إلا في حالات إصابة مهما كان مستواه.
وتسبب فيريرا في سوء حالة اللاعب محليا بعدما رفض انتقادات رئيس النادي لمستوي باسم مرسي وقرر الإبقاء عليه في التشكيلة الأساسية طوال4 مباريات بالدوري الممتاز رغم صيامه عن التهديف وتراجع مستواه بشكل لافت وغياب خطورته علي المرمي.
نفس السيناريو سار عليه هيكتور كوبر الذي ضم باسم مرسي إلي معسكره في الإمارات وأشعل أزمة عندما رفض تجميد اللاعب علي الدكة في ودية زامبيا بسبب خلافات باسم مع إدارة ناديه وصدور قرار بإيقافه في ذلك الوقت, وعاد وضمه إلي المنتخب مرة أخري في معسكره الأخير قبل ملاقاة تشاد وأشركه أساسيا رغم أنه لم يكن المهاجم الأبرز في مصر خلال بدايات الدوري الممتاز.
2- الشو الإعلامي والفيلا المثيرة
الشو الإعلامي.. من أهم عناصر سوء حالة باسم مرسي في الفترة الأخيرة وهو أمر انتبه له مسئولو ناديه وكان سببا في إثارة أزمة كبيرة له خاصة أن اللاعب لم يتخل عنه فيما بعد.
من يراقب باسم مرسي يجد أن له تصرفات مثيرة للجدل في الفترة الأخيرة كلها تسير في اتجاه الحصول علي شو إعلامي وإيجاد شعبية وصناعة جدل حوله.
فهو قبل لقاء تشاد مباشرة فاجأ الجميع بنشر صور لفيلته الجديدة التي انتهت أعمال ديكوراتها علي مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وظل يستقبل التهاني عنها وسعيد للغاية بردود الأفعال والجدل المثار حول ذوقه في اختيار الديكورات وكذلك ردود الأفعال السلبية خاصة من الشباب الفقراء ممن هم في سنه ولايزالون عاطلين عن العمل.
ما فعله باسم مرسي كان كفيلا بخروجه عن التركيز وتناسي اللاعب أنه متواجد في مهمة وطنية برفقة المنتخب الوطني وكان من الأفضل التركيز فقط في كيفية استعادة مستواه المعهود خاصة في ظل تراجعه مؤخرا خاصة أن واقعة إثارة الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر ليست هي الأولي من نوعها, والفيلا هي حلقة جديدة من حلقات التراجع.
3- البيزنس أولا وأخيرا
التركيز علي البيزنس.. عنصر آخر ساهم في سوء حالة باسم مرسي بشكل لافت في الفترة الأخيرة التي كشف فيها اللاعب النقاب عن دخوله عصر البيزنس وشراكة زميله أحمد دويدار في مشروع جديد يراه مهما لتأمين مستقبله, فمن يتابع اللاعب يجد أنه في الوقت الذي بدأ مستواه يتراجع لم يركز في كيفية مناقشة الأسباب وراء حالة الصيام عن التهديف وذهب ليكمل مشروع البيزنس بل إن الفترات التي كان فيها اللاعب في دائرة مشكلات كبيرة مثل رحلة الإمارات سواء مع المنتخب ثم الزمالك قبل ملاقاة الأهلي في كأس السوبر خصص فيها وقتا طويلا لمتابعة آخر تطورات مشروعه والأرباح المالية المرتقبة من ورائه, وكذلك ترتيبات حفل افتتاحه التي تزامنت مع مشاعر سلبية في قلوب جماهير الزمالك بعدما أعلن باسم مرسي عن مشروعه رسميا عقب عودته من الإمارات وخسارته مع زملائه لقاء الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدفين في كأس السوبر المصري.
4 - أزمات بالجملة في شهرين
أزمة بدون لازمة.. عنوان آخر ارتبط بمشكلات أثارها باسم مرسي في آخر شهرين كانت غير مبررة علي الإطلاق وتسببت في وضعه تحت دائرة الجدل وهددت مستقبله الكروي بشكل كبير.
أهم أزمات باسم مرسي غير المبررة تحالفه مع رابطة الوايت نايتس رغم وجود قرار من إدارة النادي يمنع اللاعبين من التواصل معهم وهو ما ترتب عليه غياب التركيز وإثارة غضب المسئولين في ناديه وأعقبها خسارة الزمالك بخمسة أهداف لهدف امام النجم الساحلي التونسي.
ودخل باسم مرسي في أزمة غير مبررة مع رئيس ناديه عندما خرق الحظر الإعلامي وظهر في مداخلات هاتفية ليرد علي اتهامات أطلقها رئيس النادي ضد لاعبين بدون تسميتهم فرد رئيس الزمالك بقوة وقرر إيقاف اللاعب وهدده بتجميده طوال فترة تعاقده وانتهت الأزمة بعدها بصعوبة.
ودخل اللاعب في مشكلة ثالثة مع زميل له في الفريق هو مصطفي فتحي حول القميص رقم10 الذي خلا في الزمالك برحيل أحمد عيد عبدالملك وانقسمت المشاعر بين اللاعبين وقرر الجهاز الفني حجب الرقم عن الثنائي عقابا لهما علي المشادة الكلامية التي جمعت بينهما.
5- الهروب إلي أوروبا النهاية
من الأسباب الأساسية وراء تراجع مستواه غياب الطموح في ميت عقبة وتأثره سلبيا بأزمته مع رئيس الزمالك التي دفعته للتفكير في كيفية الرحيل في يناير المقبل عند فتح باب الانتقالات الشتوية.
ومن الأسرار التي لازمت تحركات باسم مرسي وساهمت في تراجع أدائه فتحه باب الحديث مع أكثر من ناد أوروبي وخليجي بحثا عن الرحيل في يناير, وكان باسم مرسي نفسه من يقف وراء تسريب الشرط الجزائي المنصوص عليه في عقده مع النادي ويتيح له الرحيل مقابل سداد2 مليون يورو أي18 مليون جنيه يحصل عليها الزمالك نظير رحيله وهو رقم مالي لم يكن متاحا بالنسبة لأندية سويسرية وأوكرانية وروسية سداده أو التفاوض بشأنه مع الإدارة لشراء اللاعب لينتقل تفكيره إلي الخليج بشكل كبير في الفترة الماضية, والمثير في الأمر أن باسم مرسي لم يخرج ليتحدث عن تسريبات أهلاوية أثارت جدلا في أكتوبر الماضي حول وجود مفاوضات كانت تجمعه للانتقال إلي الأهلي ولكنها تعثرت بسبب علاء عبدالصادق مدير قطاع الكرة وهو ما أدي إلي اهتزاز شعبية اللاعب بين جماهيره خاصة أنه لم ينف مطلقا وجود رغبات داخلية باللعب للأهلي وتركه الباب مفتوحا حول إمكانية ارتداء القميص الأحمر في المستقبل.
و المؤكد أن أزمات باسم ربما تزداد أكثر بعد رحيل فيريرا الذي كان يعتبره الأب الروحي له و هو من منحه الفرصة كاملة و صنع نجوميته.
عدم الالتزام
عدم الالتزام كلمة السر في استبعاده من قائمة الفريق الأول لكرة القدم بنادي بتروجت ومديرها الفني مختار مختار في صيف عام2013, وهو قرار اعتبره الكثيرون وقتها مغامرة بسبب تألق باسم مرسي برفقة الفريق البترولي في أكثر من مباراة موسم2012/.2013
حكاية الصيام في9 مباريات
9 مباريات بالتمام والكمال صام فيها باسم مرسي عن التسجيل وهز الشباك منذ التهديف في مرمي الأهلي في نهائي كأس مصر وكانت البداية بالصيام في مباراتي الذهاب والإياب للزمالك مع النجم الساحلي التونسي في الدور قبل النهائي لكأس الكونفيدرالية الإفريقية.
أعقبها الصيام في لقاء المنتخب المصري مع نظيره الزامبي الودي في الإمارات الذي انتهي بفوز الفراعنة وقتها بثلاثة أهداف مقابل لاشيء, ثم صام عن التسجيل في لقاء رابع مع الزمالك هذه المرة أمام الأهلي في الإمارات أيضا في كأس السوبر المصري.
وبعد العودة من الإمارات, شارك باسم مرسي أساسيا وقاد هجوم الزمالك في4 مباريات متتاليية أمام الإنتاج الحربي والمقاولون العرب وأسوان ووادي دجلة في الدوري الممتاز بدون تسجيل.
ثم استكمل مسلسل الصيام خلال لقاء مصر وتشاد في تصفيات كأس العالم التي خسرها المنتخب بهدف مقابل لاشيء وظهر فيها المهاجم مستسلما بشكل كبير للرقابة التشادية ولم ينجح في تهديد مرمي المنافس بشكل لافت وغاب التعاون بينه وبين زميله في الهجوم أحمد حسن كوكا.
أول الأهداف في جامايكا
أول أهداف باسم مرسي الدولية كان في يونيو2014 عندما استدعاه شوقي غريب المدير الفني للمنتخب الوطني وقتها للسفر إلي إنجلترا لملاقاة منتخب جامايكا وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق وسجل باسم مرسي هدف مصر الثاني في الشباك الجامايكية.
آخر أهدافه
آخر أهداف باسم مرسي في كرة القدم المصرية جاءت في20 سبتمبر الماضي عندما قاد الزمالك للفوز علي الأهلي بهدفين مقابل لاشيء في نهائي كأس مصر ووقتها سجل باسم مرسي الهدفين ولعب دور البطولة في حسم اللقب لصالح الفريق.
بطولتان و20 هدفا
الموسم الكروي2015/2014 هو الأهم في مسيرة باسم مرسي حيث سجل خلاله20 هدفا بواقع18 هدفا للزمالك في بطولة الدوري الممتاز وهدفين في بطولة كأس مصر وكانت أهدافه ال20 المحلية هي كلمة السر في حصول فريق الكرة علي الثنائية المحلية لأول مرة منذ سنوات طويلة.