الافارقة في مصر فرز ثان وثالث ورابع.. حقيقة اصبحت واضحة المعالم حاليا مع اقتراب موعد الارتباطات الكروية في القارة السمراء سواء التصفيات الافريقية المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم. أو التصفيات المؤهلة الي نهائيات كأس الأمم الافريقية في جنوب افريقيا, ولم يظهر للافارقة المحترفون في الاندية المصرية, ويملكون عقودا مالية تتجاوز قيمتها في الموسم الواحد حاجز ال20 مليون جنيه. والمثير ان عددا ممن تم استدعاؤهم في المنتخبات الافريقية تصنيف ثان وثالث لايزيد علي لاعبين فقط أحدهما يلعب في الدوري الممتاز والآخر في القسم الثاني. والاول هو محمد كوفي لاعب وسط الفريق الكروي الأول بنادي بتروجت, وهو يلعب منذ أعوام ضمن منتخب بوركينا فاسو. والثاني هو لودجيه مهاجم فريق النصر ومتصدر لائحة هدافي دوري القسم الثاني لهذا الموسم قبل تجميده, وهو أيضا لاعب دولي منذ أعوام في منتخب تشاد. وخلال الأيام الماضية لم يكن للمحترفين الافارقة في مصر سوي اثارة الازمات سواء لتعديل عقودهم أو الانتقال لأندية أخري دون ان يظهر لهم استدعاء دولي واظهار الدوري المصري علي انه مكتشف النجوم, ومن حدث معه الاستدعاء لم يزد الامر علي دعوة لمنتخب غير مصنف. كما تبرز واقعة دومينيك داسيلفا مهاجم الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي مؤخرا مع منتخب موريتانيا ووفقا لتقرير هيئة لاذاعة البريطانية فإن دومينيك داسيلفا 22 عاما تلقي اتصالات من رئيس الاتحاد الموريتاني لكرة القدم للانضمام الي المنتخب واللعب معه في تجربته الودية مع الفراعنة في الامارات.. ورفض دومينيك العرض الدولي الوحيد الذي تلقاه من منتخب غير مصنف في القارة السمراء. ومنذ انتقال دومينيك الي صفوف الأهلي في يناير2011 لم يجر استدعاؤه للعب مع منتخب سواء موريتانيا أو السنغال اللذين يملك لهما جوازي سفر. والطريف ان من بين مبررات دومينيك في عدم تمثيل منتخب موريتانيا احتفاظه بآمال اللعب دوليا مع السنغال.. وهو أمر يعد بالغ الصعوبة في ظل امتلاك المنتخب السنغالي عددا وافرا من المهاجمين اللامعين في أوروبا أمثال بابيس سيسي هداف نيوكاسل يونايتد الانجليزي, وميرام ضيوف هداف هانوفر الألماني والمعار إليه من مانشستر يونايتد الانجليزي حتي نهاية الموسم. ويبقي الأهلي أكبر أندية افريقيا من حيث حصد الالقاب بدون لاعبين دوليين بين محترفيه الافارقة منذ رحيل جيلبرتو سبيستا ظهيره الأيسر الذي خاض منافسات كأس الأمم الافريقية مع انجولا عام2010 بانضمامه وقتها للأهلي.. والطريف انه في صيف العام نفسه جري الاستغناء عنه مجانا. وعندما اقيمت كأس الأمم الافريقية في غينيا الاستوائية والجابون مطلع العام الحالي لم يكن هناك من بين المنتخبات الستة عشر لاعبون من الأهلي لأول مرة منذ فترة طويلة.. حيث كان الفريق الأحمر يقدم خاصة لمنتخب انجولا لاعبيه جيلبرتو سبيستا وفلافيو آمادو. ولدي الفريق الكروي الأول بنادي الزمالك ثلاثي افريقي هو رزاق أوديمونسي من بنين واليكس موندومو من الكاميرون وكريم الحسن من غانا, وهو ثلاثي استقدمه حسن شحاتة المدير الفني خلال الموسم الحالي عقب توليه مهمة تدريب الفريق. والمثير ان من بين هؤلاء من كان لاعبا دوليا وانتهي مشواره في منتخب بلاده قبل أيام من بدء مسيرته في الزمالك وهو رزاق الذي خرج من المنتخب البنيني بسبب أزماته المتكررة ودخوله في صدامات مع اغلب المديرين الفنيين الذين تولوا تدريب منتخب بلاده في الأعوام الستة الأخيرة, والمثير أيضا ان رزاق يعد من أشهر اللاعبين في تاريخ بنين, وله تجارب احترافية ناجحة في الدوري الفرنسي, وأخري بالسويد, ولكن صداماته وعصبيته ابعدته عن حسابات منتخب بنين في الفترة الماضية وعقب ارتداء قميص فريق الزمالك لم يجر استدعاؤه. أما اليكس موندومو فهو لاعب فرز ثالث في الكاميرون, وتعد فرصته في اللعب أساسيا كمحور ارتكاز مستحيلة في ظل وجود اليكسندر سونج نجم أرسنال الانجليزي في نفس مركزه, ولم يحدث ان تم استدعاء موندومو إلي صفوف المنتخب الكاميروني مطلقا منذ انتقاله الي الزمالك في يناير الماضي وافدا من الافريقي التونسي وهو لاعب يعد الوجود في دوريات الشمال الافريقي هو اقصي طموحاته. أما كريم الحسن قلب الدفاع فكل علاقته بمنتخب غانا الانضمام الي التشكيلة المحلية عند غياب المحترفين أمثال جون مانساه وجون بابنستيل, ولايشارك الحسن ضمن تشكيلة الزمالك الاساسية منذ قدومه قبل بداية الموسم ويعد من أسوأ صفقات حسن شحاتة منذ قدومه.. وكان آخر ظهور لمنتخب غانا بدون كريم الحسن هي خوضه منافسات كأس الأمم الافريقية الأخيرة. والزمالك مثل الأهلي كان لديه قبل تجاربه الحالية لاعبون افارقة دوليون تم الاستغناء عن خدماتهم وتحديدا رحيم أيو لاعب الوسط الذي كان ضمن تشكيلة غانا قبل رحيله من الزمالك عند خوض النجوم السوداء لمنافسات كأس الأمم الافريقية في أنجولا عام..2010 ويظهر الاسماعيلي نموذجا صارخا فهو لديه لاعب دولي سابق جاء إلي الدراويش بعد انزواء نجوميته في بلاده وهو نادر الترهوني لاعب وسط منتخب ليبيا السابق وأحد صفقات الدراويش في يناير الماضي خلال فترة الانتقالات الشتوية, والتي لم يستفد منها لتجميد النشاط, وخرج الترهوني من حسابات ماركوس باكيتا المدير الفني السابق لمنتخب ليبيا في أخر ارتباطات الأخير الرسمية, وهي خوض منافسات كأس الأمم الافريقية مطلع العام الحالي, وضم الاسماعيلي في يناير الماضي أيضا مهاجما سنغاليا من الفرز الثالث في بلاده, وهو محمد تراوري صاحب تجارب احترافية سابقة في تونس, وهو لاعب مثل دومينيك داسيلفا لاتوجد له فرص في هجوم أسود التيرانجا المكتظ بالمهاجمين المخضرمين المحترفين في أكبر أندية أوروبا. نفس السيناريو يتكرر مع مهاجم يلعب في الاسماعيلي منذ الموسم الماضي, وهو جودوين أنيدبيسي الذي لعب عدة سنوات في المنطقة العربية خاصة في السودان, ومصر ولم يكن مهاجما أساسيا في منتخب نيجيريا يوما ما, وهو لاعب محترف في القارة السمراء. في بورسعيد الثنائي الياسو المالي قلب الدفاع وعبد الله سيسيه البوركيني رأس الحربة ويلعب كلاهما بالمصري منذ قرابة عامين دون ان يكون لهما وجود حقيقي علي الصعيد الدولي.. فالياسو تم استدعائه لمعسكرات تدريب فقط في منتخب مالي.. أما عبدالله سيسيه فهو خارج حسابات منتخب بوركينا فاسو حتي عندما كان الأخير يعاني نقصا هجوميا في صفوفه عند خوضه لنهائيات كأس الأمم الافريقية الماضية مطلع العام الحالي. والسيناريو نفسه ينطبق علي الافارقة في فريق الاتحاد السكندري الذين ضمهم خلال فترة الانتقالات الصيفية قبل بداية الموسم وهما فرانسيس الكاميروني وصامويل كيرا الغاني,, فهما خارج تشكيلة منتخبي بلادهما سواء الأول أو الثاني الذي يخوض منافسات المحليين من تصفيات وكأس للأمم. وفي المحلة كان الجدل مشتعلا حول مثير الغاني صامويل أوسو رأس الحربة بعدما تفاوض معه الأهلي قبل تجميد النشاط ووصل سعره إلي نصف مليون دولار فهو لايزيد علي لاعب مغمور حضر إلي مصر للانضمام الي فرقها لتأمين مستقبله ببضعة آلاف من الدولارات لا أكثر, ولا توجد له فرص حقيقية في اللعب باسم منتخب غانا وعلي مدي عامين كاملين قضاهما في المحلة لم يجر استدعاؤه دوليا, وهناك فارق رهيب بينه وبين كبار مهاجمي غانا المحترفين يتقدمهم جيان اسامواه ولاتزيد بصمة صامويل أوسو علي هذا الجدل عن تسجيله هدفين في شباك الأهلي والزمالك قبل تجميد النشاط. وفي أندية الشركات يتكرر السيناريو ففريق الكرة الأول بنادي إنبي لديه في قائمته الايفواري دي فونيه رأس الحربة يلعب منذ أكثر من3 أعوام دون ان يتم استدعائه أما زميله الموزمبيقي مانو قلب الدفاع فهو خارج حسابات منتخب بلاده منذ نحو عامين مع تعرضه لاصابة قطع في الرباط الصليبي وتراجع مستواه بصفة لافتة..وفي فريق الكرة الأول بنادي المقاولون العرب يوجد دويتو نيجيري هما شمس الدين تيجاني قلب الدفاع وموسي كبيرو رأس الحربة كمحترفين فرز ثالث بالنسبة لاقرانهم في نيجيريا.. فهما خارج التمثيل الدولي سواء مع المنتخب الأول الذي يضم المحترفين في أوروبا أو منتخب المحليين ممن يلعبون في القارة السمراء. السيناريو نفسه يتكرر في حالة أخري بطلها محترف نيجيري ثالث يلعب في مصر منذ عدة أعوام, وهو بوبا مانسواه مهاجم الجونة وآخر لاعب افريقي توج كهداف لبطولة الدوري.. فهو خارج الحسابات في النسور حتي عندما قرر ستيفن كيشي المدير الفني للمنتخب منح الفرصة إلي اللاعبين المغمورين عند ملاقاته لمنتخب مصر وديا في دبيبالامارات مؤخرا.