بصعوبة بالغة تحدثت والدة الشهيد منال صابر علي ربة منزل مش مصدقه ان معتش هاشوفه تاني و لا هاعمله الاكل اللي بيحبه كان بينزل اجازته ييجي عليا قبل ما يطلع علي شقته و يبوس ايدي و يقولي وحشتيني يا ماما كان كل امله انه يعوضني اللي شفته بعد وفاة ابوه و هو طالب في ثانيه شرطة...ااااااه يا محمد هو انت بجد سبتنا وروحت.... يارب ميتعزش علي جلالك بس انا قلبي موجوع ده كلمني قبل ما يحصل اللي حصل بساعات و قالي ياماما انا طالع مامورية ادعي لي و تسترسل الام في نوبة من البكاء الحار. هكذا كان حال منال صابر علي و الدة الشهيد محمد جودة السواح الذي استشهد اثناء مأمورية تم تكليفه به, حيث انفجرت سيارة ملغمه بجوار مدرعته. اما زوجة الشهيد اماني محمد اسماعيل ليسانس حقوق فتقول انه كلمها الساعة السادسة قبل خروجه في مأمورية وطلب منها الدعاء له, وقال لها انا بحبك قوي خلي بالك من بتول ومن اللي في بطنك وهو كان كثير الحديث عن الرغبة في الشهادة وقد نالها... انا و محمد كنا نعرف بعض عن طريق العائلة فوالده رحمة الله عليه كان صديق والدي و كنت اري فيه الشجاعة و البطولة... محمد اطييب و احن راجل علي الارض و كان بيتمني يشوف طفلنا اللي جاي لكن الخونة و الغدارين قضوا علي فرحتي حسبي الله و نعم الوكيل. اما عم الشهيد عزوز السواح الموظف بمستشفي الطوارئ بالمنصورة فقد وقف ليتلقي عزاء القيادات الامنية ومندوبي محافظ الدقهلية ليسترسل في كلمات حزينة قائلا:( لقبه رؤساؤه بانه وحش سيناء وكانت فرحتنا كبيرة عندما تخرج في كلية الشرطة التي فضلها علي اي كلية اخري لانه ببساطة كان بيحب مصر و شايف انه ده هو دوره( محاربة الارهاب) كانت حياته كلها سلسلة من المخاطر فقد رفض منذ تخرجه عمله بأي جهة سوي سيناء و تحديدا رفح و علي الرغم من ان والده متوفي و هو في عمر47 سنة الا ان محمد كان يري والده القدوة في وطنيته. آخر مرة كلمته كانت الساعة9 مساء الخميس اللي فات قلتله انت بطلنا يا محمد و خلي بالك من نفسك و هو وصاني علي كل حبايبه و كان دائما بيقولي يا عمي انا باتمني الشهاده و شايف نفسي شهيد لان صاحبه كان استشهد قبله و كان بيلبس القميص بتاع صاحبه محمد حجازي كل ما يطلع مأمورية عشان لو مات يموت و هو لابسه.. انا لو يقبلوني هاروح اشيل السلاح حالا و احارب الخونة. اما عفاف شقيقة الشهيد ليسانس اداب فقالت بكلمات ممزوجه بدموع الفراق انا سميت ابني علي اسم محمد اخويا و عشان بابا توفي بدري كنت باعتبر محمد الكبير مع انه اصغر مني... لكن سابني و راح لان الحاجات الحلوة عمرها قصير.. كنت دائما باطمن عليه و باكلمه و لما اروح لماما لازم اطلع شقتة اقعد معاه هو و مراته و بنتهم بتول... انامش عاوزة بس غير ان ربنا يلهمنا الصبر. أما عمار بالصف السادس الابتدائي فقد كان قويا و ثابتا و غاضبا وفي كلمات ثائره وقال ان محمد اخويا حبيبي و هو كان بابا هو اللي مربيني لان بابا مات هو حبيبي, و لازم اخد بتاره لما اكبر, وابقي زيه واطهر مصر من الارهابيين والخونة دول, مع السلامة يا خويا يا حببيبي هتوحشني اوي. ويؤكد حسام السواح و احمد السواح عما الشهيد أنه كان من أفضل الناس خلقا وتواضعا ويتمتع بحب الناس جميعا ويقدم كل أسباب التعاون لمن يحتاجه واستشهاده يعتبر خسارة كبيرة فمحمد ليس مثله احد في اخلاقه و كان متزوجا في بيت أبيه عشان ياخد باله من امه و اخوه الصغير و كمان كان يباشر ارض والده علي الرغم من مهام عمله و كان رؤساؤه يوكلون له المهام الصعبه لانه كان علي قدر المسئولية و علي صفحة وزارة الداخلية كان لقبه الدائم و سيظل اسد سيناء الجسور وكانت الشهادة علي لسانه دائما ونطالب محافظ الدقهلية باطلاق اسمه علي مدرسة برق العز الابتدائية تكريما له كما نطالب بالقصاص من الارهابيين. وكانت جنازة الشهيد النقيب محمد جودة السواح25 سنة خرجت في موكب شعبي ورسمي مهيب بحضور مدير الأمن اللواء عاصم حمزة ووفد عن محافظ الدقهلية و هو من ضباط قطاع الأمن المركزي برفح الذي استشهد في انفجار عبوة بالطريق الدولي بالعريش صباح الجمعة. وانطلقت الجنازة العسكرية من مسجد النصر في المنصورة ولف جثمانه بعلم مصر قبل أن يتوجه للدفن بمقابر العائلة بقرية برق العز التابعة لمركز المنصورة.