أكد عدد كبير من رؤساء تحرير الصحف المصرية القومية والخاصة والحزبية, أن للاعلام دورا كبيرا في مواجهة ومعالجة قضايا احتقان الرأي العام كحادث الاسكندرية, وأنه يجب التعامل معها بحرص حفاظا علي وحدة الأمة. جاء ذلك خلال مناقشاتهم أمس في اجتماع لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشعب, برئاسة الدكتور أمين مبارك رئيس اللجنة, حيث تم فتح ملف دور الصحافة في هذه القضايا ومدي الالتزام بالمسئوليات الاجتماعية وميثاق الشرف الصحفي. وقررت اللجنة الاستمرار في عقد هذه الاجتماعات, ودعوة المسئولين عن الفضائيات للاستماع إلي آرائهم من أجل التوصل إلي توصيات تكفل قيام الإعلام بدور إيجابي. وأكد د. أمين مبارك, رئيس اللجنة, أن مصر مستهدفة, وهناك قوي تؤجج الفتن ولا تريد الاستقرار لمصر, وأنه لابد من التصدي لمثل هذه الأمور. وأكد الكاتب الصحفي طارق حسن رئيس تحرير الأهرام المسائي أنه ويحظ أي حادث بهذا القدر الكبير من الخلط مثلما حدث مع حادث الإسكندرية. وقال إننا عرفنا الإرهاب من قبل, ومع كل عملية إرهابية كنا نجد تحليلات اجتماعية واقتصادية تبحث في سبب ذلك العمل الإرهابي, ولكن مع هذا الحادث تركنا فهم أسباب الإرهاب, وأخذ بعضنا يناقش بميزان مقلوب أوضاع الضحية, وكأن الإرهاب استهدف مجموعة من المصريين لأنهم مضطهون, بينما الحقيقة أننا أمام إرهاب استهدف صنع الفتنة, وليس فتنة أنتجت إرهاربا. مؤكدا أن هذا انعكس سلبا علي الإعلام ويجب الاعتراف بذلك. وأوضح حسن أن المصطلحات المستخدمة إعلاميا هذه الأيام مثلي الوحدة الوطنية, وهذا مسيحي.. و هذا مسلم ذات أثر سلبي يفرق بين أبناء الشعب والوطن الواحد, ولابد من التوقف عن استخدامها في الإعلام, لأننا شعب مصري واحد. وأكد أن ما نراه اليوم هو تداعيات صاحبت العمل الإرهابي إنما هي تراكم لأشياء حدثت في السابق, مطالبا بموقف ضد كل من يثير اي فتنة, وتساءل ما المصلحة في الترويج والنشر لمثيري الفتنة ؟ مشددا علي ضرورة العمل علي إعلاء قيم المواطنة والمدنية في الإعلام. وتساءل رئيس تحرير الأهرام المسائي في مداخلة ثانية عن سبب استهداف الإرهاب للكنيسة, وهل السبب في ذلك أن المصريين الاقباط مضطهون؟ ورد عليه الأعضاء بالنفي, فقال السؤال إذن ماهو موقف الإعلام من الإرهاب وكيف تعامل الإعلام معه؟ موضحا أن هناك من الإعلام من تعامل مع الإرهاب كإرهاب, في حين تعامل مع البعض كفتنة طائفية. مؤكدا أن هذا الخلط يعطي مبررا للإرهاب ويحقق أهدافه. ونوه بأنها ليست صدفة أن يخرج بعض المسئولين ورؤساء أوروبا ليتحدثوا عن الحادث ويستغلونه في محالولة الانقضاض علي الدولة المصرية, بينما يجب التأكيد علي أنها صاحبة الولاية الوحيدة علي مواطنيها. والاعلام يجب أن يعمل علي تأكيد قيم هذه الدولة. فيما أكدت الكاتبة الصحفية فريدة النقاش رئية تحرير الأهالي أنها تختلف مع رئيس اللجنة في تحميل الإعلام المسئولية في حادث كنيسة القديسين, مشيرة إلي أن الصحفيين لايجدون المعلومات, وأنه لابد من إصدار قانون تداول المعلومات. وقالت إن تصريحات الأمن متضاربة مؤكدة أن الصحفيين يعملون في الظلام, ولو أخطأ الصحفي يقع تحت طائلة القانون, موضحة أن أي صحفي لا يريد أن يبث للرأي العام سوي الحقيقة. وأوضح د. أمين مبارك أنه لم يقصد تحميل الصحافة مسئولية الحادث, ولكنه يقصد مسئوليتها عن زيادة حدة الخلاف. وقال الكاتب الصحفي خالد امام رئيس تحرير جريدة المساء إن واجب الصحفي نقل ما يدور من أحداث للرأي العام, مشيرا إلي أن الإعلام ليس السبب بصفة مباشرة فيما حدث ولكن هناك تمييز في المجتمع حتي بين المسلمة والمسلم, والقبطية والقبطي مثلما يتم إعطاء مخالفة لسيارة وعدم إعطاء مخالفة لسيارة أخري فارهة ولذلك لابد من وقفة من الاعلام فيما يحدث لمواجهة هذا التمييز. وقال خالد إمام إن هناك من تجاوزوا في النشر حول قضية الأقباط, وبما يؤدي إلي الفتنة, مشيرا إلي أن ناقل الكفر ليس بكافر, ولكن في مثل هذه الأمور ناقل الكفر هو كافر. وفي مداخلته أكد الكاتب الصحفي أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام أن هذا الموضوع يحتاج إلي مناقشات طويلة, وحادث الاسكندرية مهم ولابد من الاستفادة منه, مؤكدا أن هذا الحادث أثبت أن مصر قوية وعلي قلب رجل واحد. وقال إن الاعلام بجميع وسائله كان علي قدر المسئولية,, ولابد من العمل الايجابي ويجب الا يوجه للإعلام الاتهام لانه ليس صاحب فتنة. مشيرا إلي وجود احتقان لدي المجتمع يسبق هذا الحادث يمكن أن تكون أحداث العمرانية أو أحداث نجع حمادي متسببة فيه. وقال إنني قمت بالرقابة علي مقالات د.زغلول النجار, وطلبت إزالة أي كلمات فيها احتقان. فيما قال الكاتب الصحفي خالد صلاح, رئيس تحرير اليوم السابع, إن هناك أخطاء في الصحافة, ولا مانع من مناقشتها, مشيرا إلي أنه لايمكن أن نكتب ونوجه إهانة للبعض. كما أن هناك خللا لابد من علاجه. أوضح الكاتب الصحفي مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة اكتوبر أن الصحافة بجميع أنواعها قومية, مشيرا إلي أن الإعلام لعب دورا مهما في مكافحة الإرهاب. وأكد أن الشعب المصري نجح في إجهاض الفتنة ويجب أن تتصدي للقتلة الذين يريد إشعال الفتنة, وهناك دور للمجلس الأعلي للصحافة ونقابة الصحفيين, وكان يجب أن يمثلوا في هذا الاجتماع, وقال نحن نرفع شعار الدولة المدنية الحديثة يتساوي فيها جميع المواطنين. وقال إن الاعلام قام بدوره تجاه هذا الحادث وإن كانت هناك بعض التجاوزات, معلنا اتفاقة مع الكاتب الصحفي طارق حسن في ضرورة الابتعاد عن المصطلحات مثل مسلم ومسيحي والوحدة الوطنية وغيرها. فيما أكد الكاتب الصحفي وائل الابراشي رئيس تحرير صوت الأمة أن الصحافة هي التي عالجت معظم أحداث الفتنة الطائفية, ولايجب أن تكون هي الشماعة التي نعلق عليها الأخطاء مؤكدا أن الحل هو المكاشفة والوضوح, ومعلنا اتفاقه مع الكاتب الصحفي طارق حسن بضرورة عدم وجود تصنيف طائفي. وقال لابد من وقف التجاوزات والأخطاء في الصحافة خاصة مناقشة العقائد والتصنيف الطائفي, وبعض الفتاوي المتطرفة والمتشددة. وعقب الدكتور أمين مبارك قائلا: نحن لا نريد إثارة من الصحافة, ولا مانع من مناقشة أي قضية وقال لا داعي لتكبير حجم الأمور, ونقول هذا مسلم وهذا مسيحي.