إشتد الألم وكثر الابتلاء وأهالي بني سويف صامدون أمام الإرهاب الذي يقطف زهورها وأصبحت لا تخلو قرية أو مدينة بالمحافظة إلا وتجدها قدمت شهيد أو أكثر جادوا بدمائهم لتحيا مصر ويعيش أهلها في مأمن وسلام ولا يزيد ما يلاقيه الشباب من ويلات الإرهاب الا حبا أكثر لخدمه وطنهم وتقديم النفيس فداء له فلم تفتأ محافظة بني سويف الأسبوع قبل الماضي أن جادت بإثنين من خيرة شبابها في مواجهة الإرهاب بسيناء حتي قدمت شهيدا جديدا خرج من بطن أم مصرية يعرف معني التضحية والفداء ويعظم كلمة وطن. وخرج الآلاف من أهالي قرية الشيخ حرب والقري المجاورة لها التابعة لمركز إهناسيا شمال بني سويف عقب صلاة الظهر أمس في جنازة مهيبه لتشييع شهيد الواجب المجند محمد أحمد بكري معتوق,22 عاما والذي استشهد في العملية الإرهابية التي استهدفت مبني قسم ثالث العريش بشمال سيناء لمثواه الأخير, وسط حالة من الغضب بين الأهالي لتكرار العمليات الإرهابية التي تستهدف رجال الجيش والشرطة. وكان جثمان الشهيد, وصل ملفوفا بعلم مصر, إلي مركز إهناسيا, في حراسة الشرطة العسكرية, ثم تم نقله, إلي مسجد قرية الشيخ حرب في حضور اللواء أحمد علي, السكرتير العام للمحافظة والمهندس سيد الروبي, رئيس مدينة إهناسيا, حيث تمت تأدية صلاة الجنازة, وتم تشييع الجثمان لمقابر القرية, وسط هتافات المشاركين في الجنازة المنددة بالإرهاب والمطالبة بالقصاص من القتلة والإرهابيين. وتحول الموكب الجنائزي للشهيد إلي مظاهرة ضد الإرهاب من أبناء القرية والقري المجاورة, وهتافات المشيعين المعادية للإرهاب منها: لا اله الا الله.. الشهيد حبيب الله, يا شهيد نام وارتاح واحنا نكمل الكفاح, حسبنا الله ونعم الوكيل ورددوا التكبيرات والأدعية. قال والد الشهيد أحمد بكري معتوق,48 عاما, سائق: إن نجله استشهد فداء لبلده وأحتسبه عند الله من الشهداء, وأنه كان حريصا علي مهاتفة نجله الشهيد بصفة يومية للاطمئنان علي أحواله والشد من أزره ورفع روحه المعنوية, لافتا إلي أنه كان علي وشك إنهاء خدمته العسكرية, حيث كان قد أنتهي من عمل التعبئة الأخيرة تمهيدا لتسليم مهماته, ولكن القدر لم يمهله, مشيرا إلي أنه علم بنبأ استشهاد نجله من مكالمة هاتفية لأحد القادة العسكريين وطالبه بالتماسك لحين نقل الجثمان من مستشفي القصاصين بالإسماعيلية لقريتنا وأداء صلاة الجنازة عليها. بينما قالت أم الشهيد: الحمد لله الذي شرفني بأن يكون أحد أبنائي شهيداومن الأبرار وتابعت أم الشهيد, بصوت متهدج, وبنبرة حزن بالغة: أنها فخورة بولدها, والحمد لله الذي اختاره وهو يقف دفاعا عن وطنه محمد هدية للوطن, ولفتت الأم إلي أنها تماسكت واستطاعت مشاهدة جثمانه الطاهر وتقبيل جبهته قبل أن يذهبوا به للمقابر, والحمد لله علي قضائه وقدره, فأبني لا شك أنه غال علي ولكن الوطن أغلي منه. وقال شقيقه محمود 24 عاماإن الشهيد حدثه كثيرا علي الخطورة التي يتعرض لها هو وزملاؤه في مكان خدمتهم بالعريش, كونها المسرح الأول للعمليات الإرهابية في المنطقة, مؤكدا, أنه كان دائم التواصل معه هاتفيا للاطمئنان عليه, مؤكدا أنه دائما ما كان يوصيه علي أبويه وأشقائه خلي بالك من اخواتك وأبوك وأمك, وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي, بسرعة القصاص لشقيقه من الإرهابيين القتلة, الذين تسببوا في فراق أعز الناس إلينا, ولكن نحتسبه عند الله من الشهداء. بينما عبرت نهي17 عاماشقيقته, عن حزنها علي فراق شقيقها قائلة: حسبي الله ونعم الوكيل.. منهم لله اللي ضربوهم غدر.. ربنا ينتقم منهم, وتابعت والدموع تنهمر منها: محمد كان هوه نور عيني عايزه حقه من الكفرة اللي معندهمش لا دين ولا ضمير.