نشأت ساجدة الريشاوى فى عائلة تنتمى لتنظيم القاعدة، فشقيقها ثامر كان مساعدا لأبى مصعب الزرقاوي، ولقب ب"أمير منطقة الأنبار"، وقتل فى الفلوجة عام 2004، ولها شقيقان آخران قتلا فى الرمادي، أما أبوها مبارك الريشاوى فقد اعتقلته القوات الأمريكية وتوفى فى المعتقل. فى عام 2005، دخلت ساجدة إلى الأردن، بجواز سفر مزور، بصحبة زوجها على الشمري، أحد مساعدى الزرقاوى واثنين آخرين، لتنفيذ عملية انتحارية فى ثلاثة فنادق بالعاصمة عمان، وقد نفذت العملية فى 9 نوفمبر 2005، وأودت بحياة أكثر من 60 شخصا، أشهرهم المخرج السورى العالمى مصطفى العقاد، وأصابت العشرات بجروح، وفى اليوم التالى أعلن تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين مسئوليته عن العملية، وحيى زعيمه الزرقاوى الانتحاريين ومن بينهم "أم عميرة" أو ساجدة الريشاوي، وكانت مفاجأة، فالأمن الأردنى لم يكن على علم بوجود امرأة بين المنفذين، وسرعان ما التقط الخيط، ولم تمض ساعات حتى تم القبض على ساجدة. كيف نجت ساجدة؟ حسب الرواية الرسمية، فإن ساجدة ذهبت مع زوجها على الشمرى إلى فندق الراديسون ساس، مرتدين أحزمة ناسفة، ودخلوا إلى قاعة الأفراح، وكان بها حفل زفاف، وسحبت ساجدة صاعق الحزام الناسف، إلا أنه لم ينفجر، وظهرت ساجدة على التليفزيون الأردني، ومثلت كيف ارتدت الحزام الناسف، واعترفت أنها لم توفق فى تشغيله، وأنها هربت من القاعة قبل أن تتهاوى على العروسين وضيوفهما، وقدمت ساجدة إلى المحكمة التى حكمت عليها بالشنق حتى الموت. رواية أخرى تؤكد أن ساجدة امتنعت عن تفجير الحزام الناسف، وأنها تعرضت لضغوط وأجبرت على ارتداء الحزام الناسف، وأنها شخصية "سهلة الانقياد" وضحية، واستندت الرواية إلى أقول ساجدة فى المحكمة، التى ادعت أنها "عزباء"، وأن زواجها من الشمرى هو زواج صوري، وقد بدت ساجدة فى المحكمة صامتة نحيلة ضعيفة ومستسلمة، واستندت الرواية أيضا إلى عدم تنفيذ الإعدام فى ساجدة رغم مرور نحو عشر سنوات على الواقعة. والحقيقة أن الرواية الرسمية أقرب للتصديق، أما عدم تنفيذ حكم الإعدام، فلأن الأردن، ومنذ عام 2006، علقت تنفيذ عقوبة الإعدام، ثم عادت لتنفيذها فى 11 محكوما فى ديسمبر 2014، ولعل استئناف تنفيذ العقوبة هو ما دفع تنظيم داعش لمحاولة استعادة ساجدة قبل إعدامها، فهل فشلت الصفقة واقتربت ساجدة من حبل المشنقة؟