مرة تلو الأخرى تنقضى المهلة التى حددها تنظيم داعش لإطلاق سراح السجينة العراقية لدى الأردن، ساجدة الريشاوى، والمحكوم عليها بالإعدام، وسط تهديد «داعش» بقتل الطيار الأردنى معاذ الكساسبة الأسير لديه إذا لم يتم الإفراج عنها وتمر الساعات وتنقضى المهلة والضحية هنا طيار أردنى تستخدمه داعش للإفراج عن انتحارية عراقية هددت أمن وسلامة الأردن. المهلة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة.. لكن لماذا ساجدة الريشاوى تحديدًا.. ولماذا تريد داعش تحريرها.. خاصة أن تسجيل المطالبة بإطلاق سراح ساجدة بصوت الرهينة اليابانى كينجى جوتو لم يكن الأول، فقد سبقه إنذار آخر طالب فيه داعش بإطلاق سراح ساجدة، خاصة أن الأردن تريد سلامة طيارها ومستعدة للتبادل لو تأكدت من أمنه وسلامته. من هى الريشاوى التى فضلها التنظيم الإرهابى عن غيرها، واعتبرها «أختا أسيرة».. هى ساجدة مبارك عطروس الريشاوى من مواليد عام 1970، عراقية جندها زوجها للقيام بعملية انتحارية كجزء من تفجيرات فى أحد فنادق عمان فى 2005 شارك هو بها أيضًا، لكنها فشلت عندما لم تفجر حزامها الناسف فألقى القبض عليها، ومنذ القبض عليها وهى مسجونة حتى ظهرت فى نوفمبر الماضى على قناة أردنية لتحكى، بأعصاب باردة عن محاولتها الفاشلة للمشاركة فى عملية تفجير فندق راديسون، التى راح ضحيتها 38 شخصا كانوا بحفل زفاف ابنة المخرج السورى المعروف مصطفى العقاد الذى قتل أيضًا فى العملية، وقالت الريشاوى فى المقابلة: «زوجى حسين على الشمرى فجّر قنبلته، وأنا حاولت تفجير قنبلتى، ولكننى فشلت.. فرّ الناس من المكان، وأنا ركضت معهم». وعلى الرغم من تصنيفها مختلة عقليا حكم القضاء الأردنى عليها بالإعدام إلا أنه تم تعليق تنفيذ الحكم، كونها لم تتسبب فى قتل أحد، بالإضافة إلى أن لديها 3 أطفال صغار السن يعيشون مع أقربائها. واتهمت عمان تنظيم القاعدة بزعامة أبو مصعب الزرقاوى آنذاك بالوقوف وراء العملية، خصوصا أن الريشاوى شقيقة أحد مساعدى الزرقاوى، ثامر مبارك عتروس، وبنت عم عبدالستار أبو ريشة، الرجل العشائرى المعروف. ويبقى السؤال الآن، لماذا يطالب تنظيم الدولة الإسلامية بساجدة الريشاوى بالذات، هل هى فعلا «أخت مجاهدة» له أم هى حركة إعلامية دعائية يهدف من خلالها إلى كسب موالين جدد عبر الإيحاء بأنه مهتم بمصير «الإخوة والأخوات» من الإرهابيين المعتقلين. ساجدة ليست إلا امرأة حاولت تفجير نفسها عام 2005 خلال موجة الهجمات الإرهابية التى ضربت آنذاك الفنادق الأردنية، غير أنها فشلت فى مهمتها، وقد وصفها تنظيم داعش فى بيانه ب«الأخت الأسيرة»، عارضا مبادلتها بالرهينة اليابانية، كينجى توجو، بعدما قام بقتل زميله اليابانى الآخر، هارونا ياكاوا، ثم عرض مبادلتها بالطيار الأردنى. ووفقا لمحللين عسكريين فإن محاولة داعش استعادة الريشاوى ليست إلا محاولة دعائية تخدم التنظيم الذى يحاول اجتذاب العناصر الجهادية من جميع أنحاء العالم، وإظهار نفسه على أنه مرجعيتها الدولية، خاصة وأن زعيمه، أبوبكر البغدادى، الذى أعلنه التنظيم «خليفة»، كان بدوره أحد مساعدى الزرقاوى، ما يطرح إمكانية وجود صلة أو معرفة بينه وبين الريشاوى.