تزامنا مع المسيرات الكبري التي جابت أرجاء فرنسا التي شارك فيها أكثر من3.3 مليون متظاهر منهم أكثر من مليون شخص في باريس وحدها, شهدت عواصم أوروبا أمس, تظاهرات حاشدة تضامنا مع فرنسا وضحايا مجزرة مجلة شارلي إبدو. شتاينماير وزير الخارجية الألماني أكد هذا المعني حيث قال أمس إن مسيرات أمس جعلت قلب أوروبا ينبض بالفرنسية وأن هذه الهجمات الغادرة لم تكن موجهة ضد فرنسا وحدها بل كانت موجهة ضد ديمقراطيتنا وقيمنا ومجتمعاتنا المفتوحة تلك المجتمعات التي باتت أمام تحد يشبه تحديات الحربين العالميتين الأولي والثانية. فهل تقف مظاهرات الوحدة الوطنية التي دعا إليها الرئيس أولاند أقل الرؤساء حظا منذ جي مو ليه رئيس وزراء عدوان56 ضد تحدي الإرهاب الذي تنضوي جذوره تحت أرضيات عديدة, منها أزمة اقتصادية أكبر بكثير مما هو معلن وتطرف حجمه في أوروبا وفرنسا تحديدا يماثل أو يزيد علي مناطق أخري في العالم, وهل يتقبل العقل الباطن الأوروبي تقديم تنازلات للأجانب ومزيد من المساواة علي أرضه أم يبدأ في تنفيذ خطة للتطهير العرقي حيث تتسارع وتيرة الإسلاموفوبيا مما يدخل أوروبا في نفق مواجهات مفتوحة مع إرهاب تتنوع روافده. لقد قالت شعوب العالم كلمتها, وأكدت تضامنها مع فرنسا, تزامنا مع مظاهرات الحاشدة أمس ففي بروكسل تجمع نحو20 الف شخص تحت شعار معا ضد الكراهية. وتحت هذا الشعار نفسه معا ضد الإرهاب تظاهر12 ألفا في فيينا استجابة لدعوة الحكومة النمساوية والهيئات الدينية. وفي برلين تجمع نحو18 ألفا أمام السفارة الفرنسية في العاصمة الألمانية حيث أضيئت شموع ووضعت باقات زهور منذ مساء الأربعاء تكريما لأرواح الضحايا ال.17 وحمل المتظاهرون الذين تحدوا الصقيع والذين جاء بعضهم مع أسرهم لافتات كتب عليها برلين ايشت شارلي( برلين هي شارلي) أو لا تفاوض علي حرية التعبير. وفي مدريد تجمع المئات في ساحة بويرتا ديل سول حيث لزموا دقيقة صمت قبل ان يرددوا النشيد الوطني الفرنسي ويرفعوا علما فرنسيا ضخما. علي الاثر انضم هؤلاء إلي تجمع أخر أمام محطة قطار اتوشا, التي شهدت ادمي اعتداءات إرهابية لمتشددين إسلاميين في أوروبا مع سقوط191 قتيلا في11 مارس.2004 وفي استوكهولم تحدي ثلاثة آلاف شخص الثلوج وتدني الحرارة الي دون الصفر, ومثلهم بضع مئات في أوسلو, للتعبير عن تضامنهم وقد رفعوا أقلاما او أشعلوا شموعا في خشوع صامت. أما في لندن فقد تجمع نحو ألفي شخص أمام المتحف الوطني ناشونال جاليري المطل علي ساحة ترافلجار سكوير بوسط العاصمة البريطانية رافعين أقلامهم نحو السماء تضامنا مع ضحايا الاعتداء علي أسبوعية شارلي ابدو الفرنسية الساخرة ودفاعا عن حرية التعبير. وحمل المتظاهرون أيضا لافتات كتب عليها أنا شارلي أو أنا مسلم بريطاني أو تحيا فرنسا. واعتبارا من الساعة السادسة من مساء أمس أضيئت واجهة الناشونال جاليري ونافورات ترافلجار سكوير وبرج تاور بريدج بألوان العلم الفرنسي. وفي ايرلندا شارك ألفا شخص في تظاهرة وقد حملوا لافتات انا شارلي, بينما في اليونان تجمع500 شخص في ساحة سينداغما أمام البرلمان ونحو ألف في سالونيكي حاملين لافتات تقول انا شارلي. في جنيف تجمع نحو500 شخص في ساحة بلاس دو نوف كما تظاهر نحو الفي شخص في لوزان. وفي روما تجمع نحو الف امام السفارة الفرنسية ردد بعضهم النشيد الوطني الفرنسي لا مارسيياز كما تجمع ألف شخص اخر أمام القنصلية الفرنسية في ميلانو وفي لوكسمبورج تجمع نحو ألفي شخص أمام السفارة الفرنسية وفي العاصمة البرتغالية لشبونة تظاهر نحو200 بينهم العديد من الأطفال. وفي نيقوسيا تجمع نحو150 شخصا أضاءوا الشموع وحملوا لافتات انا شارلي في ساحة لفتيريا بحضور السفير الفرنسي. وفي خارج أوروبا وفي رام الله, بالضفة الغربية المحتلة, تظاهر عشرات الفلسطينيين وسط المدينة تضامنا مع فرنسا وتنديدا بالعملية الإرهابية التي استهدفت شارلي ابدو. وحمل المشاركون في التظاهرة وبينهم أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وصحفيون لافتات كتب عليها فلسطين تتضامن مع فرنسا ضد الإرهاب. وفي بيروت تجمع ايضا المئات للتعبير عن تضامنهم مع مسيرة باريس وحمل بعضهم اقلاما ترمز الي حرية التعبير. وفي أفريقيا تظاهر200 الي300 شخص في بوجمبورا, عاصمة بوروندي, لرفض العنف. وفي الأرجنتين تجمع المئات أمس بالقرب من السفارة الفرنسية في بوينوس ايرس هاتفين الكل متحد أو انا شارلي. أما في أمريكا فقد نظمت مسيرات صامتة في واشنطن ونيويورك وفي العديد من مدن كندا.