لثناء من الله على خلق النبى صلى الله عليه وسلم بهذا الأسلوب البليغ التوكيدى، ووصفه بالعظمة رائع كل الروعة، يتضاءل أمامه كل ثناء ووصف وتكريم بشرى، ا فهو يدل على ما فى أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم من عظمة، وما فى نفسه من صفاء، وما فى قلبه من إيمان وإخلاص، جعله أهلا لاصطفاء الله. أى: وإنك لمستمسك بمكارم الصفات ومحاسن الخلال التى طبعك الله عليها وأدبك بها، لك خلق لا يدرك شأوه أحد من الخلق، تحتمل من جهتهم ما لا يحتمل أمثالك من أولى العزم وعن ابن عباس فى تفسير قوله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) أى: وإنك لعلى دين عظيم هو الاسلام وليس أحب إلى الله تعالى ولا أرضى عنده منه وقال ابن عطية: لعلى أدب عظيم. وفى صحيح مسلم سئلت عائشة رضى الله عنها عن خلق رسول الله؟ كان خلقه القرآن ومعنى هذا أنه تأدب بآدابه وتحلى بأخلاقه وأحل حلاله وحرم حرامه، وهذا مع ما طبعه الله عليه من الخلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحكمة وكل خلق جميل كما ثبت فى الصحيحين عن أنس قال: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال إلى أف قط، ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا قال لشيء لم أفعله ألا أفعلته وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا"، والأحاديث فى هذا الباب كثيرة، ولأبى عيسى الترمذى فى هذا كتاب الشمائل.