أغلقت الجزيرة مباشر مصر أبوابها, وبثت آخر موجز إخباري, في خطوة غير كافية لتعبر عن عودة قطر إلي الصف العربي, وتخليها عن دعم الإرهاب, والوقوف صفا واحدا مع جماعة الإخوان الإرهابية, وعلي قطر أن تكون جادة في المصالحة العربية, وتصفية الخلافات وتصحيح مسار العلاقات القطرية- العربية عامة, والقطرية- المصرية علي وجه الخصوص, نعم جاء إغلاق الجزيرة مباشر مصر خطوة في طريق إصلاح الأمور بين البلدين وتعبيرا عن حسن النوايا, ولكن لا بد من وقفة عادلة وجدية مع الأضرار المادية والمعنوية وشهداء الوطن من المواطنين ورجال الجيش والشرطة التي تسبب فيها قطر بسبب دعمها للإرهابيين والمتطرفين, كما أنه لا بد من محاسبة المصريين المتورطين مع تليفزيون الجزيرة والذي افتريكثيرا وعلي مدار الساعة أخبارا كاذبة ملفقة علي مصر وقيادتها الشعبية المنتخبة, كما أنه ولا بد من الأخذ في الاعتبار تعويض مصر عن كل الخسائر وهي كثيرة التداعيات, وعلي الجانب القطري أن يكون مستعدا لتلك التعويضات الكبيرة ولكنها حق مصر العادل الذي لا يمكن التفريط فيه. لقد صبرت مصر كثيرا, وتحملت الشتائم والأقاويل وعدم الموضوعية والهجوم الواضح الشامل الذي كانت تشنه الجزيرة ضد مصر وشعبها وقيادتها وعلي رأسها رئيس الجمهورية المنتخب عبد الفتاح السيسي, كما تحملت مصر تشويه صورتها أمام العالم, والتقليل من ثورتها العظيمة في30 يونيو ضد تجار الدين, ووصفها بالانقلاب من قبل مذيعي القناة غير المأسوف عليها, مع أنها ثورة استجاب لها الجيش بقيادة الزعيم السيسي الذي حمي الله به مصر من أن تضيع علي يد الإخوان الإرهابيين, وهو ما لم يعجب حكام قطر فوقفوا بجانب الجماعات الإرهابية إعلاميا بطريقة شرسة, ومولوا هذه الجماعات بمبالغ كبيرة واستضافوهم في الدوحة, مع أن معظمهم, إن لم يكن كلهم, مطلوب ليمثل أمام القضاء المصري الشامخ لزعزعتهم استقرار مصر وتهديد مواطنيها وإرهابهم بالمظاهرات الفاشلة التي تعطل سير الحياة الطبيعية وتزهق أرواحهم وتعرضهم للخطر. نعم المصالحة, استجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين, أمر جيد, ولكن من يعوض مصر عن الخسائر التي شهدتها بسبب هذا الدعم القطري وهذه القناة؟ وبعد المصالحة القطرية, هل تنضم تركيا إلي قطر, وتتصالح مع مصر, وتتوقف عن دعم الإرهاب, خاصة بعد تصريحات نائب رئيس الوزراء التركي يولند أرينج التي يغازل فيها القاهرة؟ نحن في انتظار أفعال من تركيا لا أقوال, لتكون ضربة قاضية للجماعات الإرهابية في العالم العربي. *** في خطوة إستراتيجية تعبر عن فهم عميق للتوازنات الدولية اتجه الرئيس شرقا, وقام بزيارة للصين وذلك لترسيخ الشراكة الإستراتيجية بين البلدين( مصر والصين), وجاء لقاؤه برجال الأعمال الصينيين ورؤساء الشركات الكبري ليتوج بتوقيع عدد من الاتفاقيات التجارية, وليمنح المستثمرين الصينيين الثقة في الاقتصاد المصري, ويسهل لهم إجراءات الاستثمار من أجل المساهمة في دعم الاقتصاد المصري للوصول بمصر الحديثة بعد الثورة إلي أحسن حالاتها الاقتصادية والسياحية والعلمية, لتتبوأ موقع الريادة بين دول الشرق الأوسط, وهو مكانها الطبيعي, كدولة ديمقراطية كبري, متكئة علي موقعها الجغرافي الإستراتيجي خاصة بعد المشروع القومي العملاق ألا وهو محور قناة السويس الجديدة. *** فشلت جماعة الإخوان في تونس كما فشلت في مصر, هذا هو المعني الواضح والرسالة التي وجهها الشعب التونسي بإسقاط مرشح الجماعة المنصف المرزوقي واختيار السبسي رئيسا للجمهورية, فشلت الجماعة لأنها تريد أن تحكم الشعوب بالقوة والإرهاب, وهذا غير مقبول من شعوب ثارت علي حكامها المستبدين, فهنيئا للرئيس السبسي وهنيئا للشعب التونسي الشقيق, ولتونس التي تشارك مصر في مشوارها الثوري الديمقراطي الحديث, وتحيا مصر.