اشتعل أخيرا ما يعرف بالحروب الجهادية في2014 وبرز تنظيم الدولة الاسلامية في العرق والشام( داعش) وعشرات الفروع التابعة لتنظيم القاعدة الموالية له, تلك الحروب البدائية العقيمة تحمل وحشية اليأس من جانب هؤلاء المسلحين وهم لا يقاتلون امريكا أو الغرب أو الحكومات المحلية فقط, ولكن عدوهم الحقيقي هو المستقبل, لقد أصبحنا نعيش في عصر ليس به ما هو أسوأ من كابوس الدول الفاشلة, وذلك بسبب انتشار التطرف العنيف, وهي ليست دولا فاشلة بمعني أنها غير مؤثرة ولكنها دول خبيثة تمثل مصدرا متجددا للاضطرابات في جميع أنحاء العالم. فقد أصبحت أجزاء من اليمن تمثل هذا النموذج, الي جانب المناطق التي تسيطر عليها داعش في العراق وسوريا وكذلك في ليبيا وأجزاء من القرن الافريقي, وشمال غرب باكستان تنذر بأن العالم سيكون مضطرا لتخصيص العقد القادم لاحتواء الاثار الكارثية لهذه النماذج الفاشلة وما سوف تسفر عنه من سرطانات اجتماعية وايديولوجية تدمر الحياة بأكملها في تلك الدول علي الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي. يمكننا ان ندلل علي ذلك كما ذكرت مجلة( فورين بوليسي) الامريكية من خلال الهجمات الارهابية الجديدة التي وقعت في كل من اليمن وباكستان أخيرا واستهدفت تلاميذ المدارس فقد سقط145 فتي وفتاة ضحايا لهذا العنف الاسود كما مرت حافلة مدرسية علي قنابل جنوبصنعاء باليمن فاسفرت عن مقتل15 فتاة, والغريب أنه منذ عام2009 وحتي الان تعرضت نحو الف مدرسة في أفغانستان لهجمات ارهابية علي يد حركة طالبان, بما يعني أن هؤلاء. الجماعات الإرهابية علي كافة أشكالها تحمل لافتة التعصب وتتسم بالجهل في تحديد اهدافها وأعدائها مما جعلها تكتسب عداوة المدنيين الابرياء الذين يتجرعون مرارة العنف. وعندما دخل الرئيس الامريكي باراك أوباما البيت الابيض عام2009 كانت السياسة الخارجية الامريمكية قد حددت باكستان كأكثر الدول خطورة علي مستوي العالم من حيث الفساد والانقسامات العنيفة وفشل الحكومة في ادارة أمور البلاد والتجارة في الاسلحة النووية, والان مازال أوباما يتعهد باعطاء أولوية لحل أزمة باكستان في الوقت الذي تتسع فيه هجمات حركة طالبان الافغانية داخل وخارج البلاد حيث امتدت لباكستان المجاورة بينما لا يستطيع أوباما اسدال الستار بشكل كامل علي الحرب الافغانية التي فشل فيها فشلا ذريعا او الاستمرار في ابقاء قواته علي الارض في الوقت الذي أصبحت فيه الدولتان علي أعتاب المزيد من الاضطرابات. وفي سيدني أكبر المدن الاسترالية كنا علي موعد مع حادث ارهابي يتمثل في احتجاز17 رهينة في قهوة ورفع علم داعش الاسود من جانب رجل ايراني يدعي من خلال ذلك التصرف امتلاك قوي خارقة, هذا الحادث استخدمته واشنطن في محاولة للعب دور منفرد علي خشبة المسرح العالمي واستثماره في الادعاء بوصول خطر داعش الي استراليا, والحقيقة ان هذا الحادث سيتكرر مرات ومرات أخري من جماعات مختلفة لنشر الارهاب علي نطاق عالمي. الازمة الاقتصادية في روسيا والانخفاض المذهل للعملة الروسية( الروبل) يمثل مأساة وكارثة حقيقية للدول المجاورة لها. هناك تحد حقيقي يواجه كوكب الارض.. أصبحت أنباء المناخ تتصدر مانشيتات الصحف بما يثير تساؤلات حول المعايير الصحفية التي تدفع تغطية اخبارية للامام وأخري للخلف, فمن المتوقع ان تتوصل دول العالم الي اتفاقية في القمة المقبلة للمناخ في باريس لوضع حد لهذه القضية المثيرة للجدل. هناك أيضا أزمتان سياسيتان في اثنتين من اكبر دول أمريكا اللاتينية وهما البرازيلوالمكسيك تصدرت أنباؤهما عناوين الصحف في نهايات2014, وسوف تؤثر تطورات الاوضاع بهم علي المنطقة بأكملها خلال2015 حيث تغرق المكسيك في حروب المخدرات والحرب القذرة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأيضا تراجع أسعار النفط وسحق الثقة في الاقتصاد الروسي بما يقطع الطريق علي دورة الاقتصاد العالمي الحالية مع توقعات بالنمو الاقتصادي في الصين. ويبدو اننا سنكون أمام المزيد من القصص الاخبارية في2015 المتعلقة بالميليشيات المتطرفة الجاهلة التي تحاول اعادة عقارب الساعة الي الوراء. [email protected]