\r\n الرئيس الأميركي بوش حاول استغلال الدبلوماسية الغربية لانهاء الأنظمة المتطرفة وجلب انظمة ليبرالية جديدة بدلا منها كما حصل في التجربة الأميركية السابقة في انهاء الشيوعية. جهود بوش هذه بدأت في عام 2003 عندما اعتقد خاطئا ان بلاده كسبت الحرب في كل من العراق وافغانستان، الرئيس دفع دفعاً ليتبنى مواقف وسياسات اثبتت الأيام انها كانت خاطئة ولا وجود لأي اسس لها إلا في عقول من نادى بها. \r\n \r\n أثبت الشرق الأوسط انه ليس الكتلة الشيوعية والاتحاد السوفياتي وليس ايضا أميركا الوسطى. الدعوة للديمقراطية التي اطلقتها الولاياتالمتحدة لم تجد أي صدى في دول منطقة الشرق الأوسط سوى في لبنان وهو أكثر دول المنطقة ديمقراطية، وحتى لبنان تراجع ولم يستطع المحافظة على النجاح القليل الذي تحقق بعد ان فشلت الولاياتالمتحدة في دعم تحالف 14 آذار «مارس» ضد المعارضة المدعومة ايرانيا وسورياً..حققت الولاياتالمتحدة بطبيعة الحال بعض الانجازات في حربها على الإرهاب، حيث لم تشهد أميركا أي هجمات مماثلة لهجمات سبتمبر، ولكن هذا لم ينطبق على الدول العربية الأخرى أو الموالية للغرب، فبعض الدول شهدت فجأة هجمات إرهابية قوية مثل بريطانيا ومصر وأندونيسيا والأردن وكينيا والمغرب والسعودية واسبانيا وتونس وتركيا وشهدت دول العالم في الفترة من 2002 إلى 2005 ما مجموعه اربع هجمات في المتوسط سنويا أدت إلى مقتل 214 شخصاً سنوياً، ولكن ومنذ ابريل 2006 لم تحدث أي هجمات إرهابية رئيسية في الدول السابقة، ويعزي مدير ال سي.اي.ايه مايكل هيدين السبب في ذلك للتقدم الذي احرزته الولاياتالمتحدة في الحرب على الإرهاب وتحديداً ضد القاعدة. \r\n \r\n لا يزال العنف مستمراً حتى الآن ولكن ضمن رقعة جغرافية ضيقة وخاصة في الجزائر، ويعزي البعض ارتفاع مستويات العنف في الجزائر إلى قرار الرئيس الجزائري اطلاق سراح 2500 متطرف اسلامي من السجون وليس لتنامي سطوة الجهاد الاسلامي العالمي هناك ايضا استمرار العنف في الهند ويعزي البعض ذلك للدعم الذي تقدمه الاستخبارات الباكستانية للمتطرفين الاسلاميين على اعتبار ان الهند هي الخصم التقليدي لباكستان.هناك تقدم في مناطق اخرى فالوضع الامني في العراق تحسن منذ تطبيق الولاياتالمتحدة لسياسة التصعيد في اوائل عام 2007 ونتيجة للسياسات الجديدة التي اخذ بها الجنرال بتراوس القائد العسكري الاميركي في العراق والتي تتمثل في مقاومة الارهاب من خلال التركيز على تقديم الحماية للمواطنين العراقيين ضد اولئك الذين لا يمثلون سوى نسبة مئوية بسيطة من الشعب العراقي اطلق عليهم اسم «الرافضين للمصالحة». \r\n \r\n ويبقى الوضع في العراق مع ذلك هشا ويمكن ان ينتكس في اي لحظة معيدا الوضع برمته الى المربع رقم 1 . \r\n \r\n واجهت ادارة بوش مشكلة حقيقية في حربها على الارهاب خاصة تلك الحرب التي تدور في العراق وتتمثل هذه المشكلة في الفشل في حشد تأييد الرأي العام الاميركي لهذه الحرب ويقول احد كبار مسؤولي ادارة بوش الذي استقال من عمله منذ فترة ويدعى فيث ان الفشل في العثور على اسلحة الدمار الشامل العراقية التي كانت السبب الاول لشن الحرب دفع الادارة الاميركية لتقديم تبريرات لما قامت به. \r\n \r\n الشعب الاميركي لم يقتنع وبدأ ينظر لهذه الحرب على انها حرب لا ضرورة لها خاصة في ظل تصاعد الخسائر الاميركية في الارواح والمعدات. \r\n \r\n مشكلة الحرب على الارهاب تتركز الان في منطقة اخرى وهي باكستان فالمؤسسة الامنية الباكستانية سبق لها ان تعاونت مع المتطرفين الاسلاميين ولعقود ولا تزال تحتفظ بعلاقات وثيقة معهم فلقد قدمت باكستان مساعدات جوهرية لطالبان في التسعينيات واستمر ذلك حتى بعد غزو الولاياتالمتحدةلافغانستان عقب هجمات سبتمبر الارهابية وقد تعاونت باكستان مع الولاياتالمتحدة فيما يتعلق بمطاردة وملاحقة زعيم القاعدة اسامة بن لادن ومساعديه وقد تمكنت باكستان بالفعل من اعتقال عدد من قادة تنظيم القاعدة واقدمت على تسليمهم للولايات المتحدة.بعد الهزيمة التي لحقت بطالبان في 2001 توجه الكثير من قادة وعناصر الجماعات المتطرفة للاقامة في منطقة القبائل الباكستانية الواقعة على الحدود الافغانية والذي حصل بعدها ان طالبان فرضت نفسها وطابعها على تلك المنطقة وقد قتل الكثير من القادة القبليين على يد عناصر طالبان الراديكالية وحولت طالبان المنطقة الى قاعدة تنطلق منها لشن الهجمات داخل افغانستان.وقد اشتكى الرئيس الافغاني حامد قرضاي من تركيز الولاياتالمتحدة على ملاحقة تنظيم القاعدة اكثر من تركيزها على طالبان متهما الولاياتالمتحدة بعدم استيعاب حقيقة المشكلة الافغانية وخطورة الدور الذي تلعبه باكستان في زعزعة الاستقرار في بلاده ويبدو ان الولاياتالمتحدة راجعت نفسها اخيرا حيث بدأت بشن غارات على مواقع تابعة للقاعدة وطالبان داخل الاراضي الباكستانية وهذا يشكل منعطفا خطرا في هذا الحرب التي تزداد اشتعالا. التطرف الذي شهدته منطقة القبائل بدأ ينتشر ليطال المزيد من المناطق الباكستانية مما دفع الجيش الباكستاني للتدخل وضرب تلك العناصر المتطرفة وهو شيء ساهم في اثارة غضب الرأي العام الباكستاني ودفع في المقابل العناصر المتطرفة للرد واستهداف المواقع والدوريات التابعة للجيش. \r\n \r\n لقد ادى الصعود القوي لنجم طالبان في افغانستانوباكستان الى دفع الولاياتالمتحدة والغرب عموما للنظر الى تلك المنطقة على انها تشكل تحديا متناوبا واصبحت بالتالي الجبهة الرئيسة للحرب على الارهاب. \r\n \r\n \r\n