عاش "محمود" ذو ال 27 ربيعا وسط أسرة مكونة من 6 أفراد متوسطة الحال هادئة الطباع فى منطقة الوراق التى تتسم بالطابع الشعبى وعندما اشتد عوده لم يظهر تفوقا فى دراسته مثل أقرانه مما دفع الأب أن يلح عليه إلى تعلم حرفة لمساعدته فى أعباء الحياة والتكفل معه بمصاريف المنزل. وبدا الشاب يفكر فى حرفة تدر عليه المال للإنفاق على أسرته وتكون بمثابة مصدر رزق له ومال إلى تعلم حرفة "النقاشة" بعد ان وجد فيها مجال خصبا لتحقيق مراده. مرت الشهور تتبعها السنين واتقن الشاب المكافح فنون الحرفة وقام بفتح ورشة خاصة به حتى أصبح من أشهر النقاشين بالمنطقة ولقب ب" الكنج" حيث يتردد عليه الزبائن من كل المناطق المحيطة بالوراق وأجاد فيها وحقق مكاسب مادية لا بأس بها وجرت الأموال الحلال بين يديه، تعرف الشباب من خلال تعامله مع الصنايعية بمنطقته على شباب فى مثل سنه أغروه بالسهر معهم فى جلساتهم الخاصة وحضور الأفراح الشعبية حيث اعتاد على الإنفاق ببذخ مجاملة لأصدقائه ولم يعد يمر يوم عليه إلا ويلتقى بهم بعد انتهاء عمله بالورشة حتى سقط فى براثن الإدمان وتعاطى المخدرات بمختلف أصنافها بعد أن أقنعوه بأنها مصدر القوة والتى تمكنه من السهر والعمل لساعات طوال دون تعب أو إرهاق. وبعد فترة من الوقت تدهورت أحوال ادهم المالية بعد أن اعتاد السهر ليلا وعدم مراعاة لقمة عيشه وعزوف الزبائن عن الإقبال على ورشته الصغيرة بعد أن ساءت سمعته وسط اهالى المنطقة التى لا تمر صغيرة أو كبيرة بينهم دون ان يكونوا على علم بها. وقع الشاب فى فخ الاستدانة من أصدقائه للإنفاق على ملذاته وشهواته التى تتزايد يوما بعد الأخر حتى تراكمت الديون عليه وأصبح لا يقدر على التكيف مع واقعه الجديد توطدت علاقة صداقة قوية بين "محمود" وأحد الشباب يدعى "تامر" التى تتشابه ظروفه معه ويتقارب سنهما وأحلامهما فى الثراء بدون اى مجهود او تعب والذى همس فى أذنيه للاتجار بالمواد المخدرة "البرشام" وذاع صيته وانتفخت جيوبه بالمال الحرام. وأمام ماهر حسن رئيس نيابة الوراق اعترف انه سبق اتهامه فى قضيتين خرج من آخرها عام 2012 ليرجع بعدها الى تجارة البرشام وتعرف على احد التجار الكبار وبدا نشاطه فى بيع البرشام بالمنطقة. وأضافت التحقيقات أن المتهم تعرف على تجار البرشام والحشيش وعقد معهم صفقة بمقتضاها تم تزويده بالكميات التى يرغبها من الأقراص المخدرة لبيعها على زبائنه المترددين عليه بمنطقة الوراق. وأشارت التحقيقات إلى أن "محمود" تعشم فى توسيع تجارته بعد أن وجد مصدرا يساعده على تجارة المخدرات التى يستقطع جزء منها لتعاطيها واشتهر فى المنطقة وتضاعف عملائه الذين يأتون إليه مستقلين سياراتهم الملاكى الفاخرة لشراء ما يلزم من البرشام بجميع أنواعه نهارا وليلا حيث يبادرون بالاتصال الهاتفى به قبل حضورهم لكى يكون جاهزا لتسليمهم حاجاتهم حسب الكمية المتفق عليها او الذهاب اليهم فور الاتصال. وأمام تامر شعبان وكيل النيابة اعترف المتهم بتجارته للبرشام والعثور على 80 ألف قرص مخدر "ترامادول" وقت الضبط وأمرت النيابة بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له فى الميعاد.