أصبح انتشار المخدرات في الشوارعأمرا عاديا، في المناطق الشعبية حاراتها وأزقتها ودهاليزها.. شبكة الإعلام العربية "محيط" حاولت اختراق إحدى المناطق المشهورة بتجارة المخدرات والتي تقع في محافظة القليوبية "مركز الخانكة" وهي مدينة القلج, وتعتبر من أكثر المناطق شهرة بتجارة المخدرات. في منطقة "عزبة صلاح الدين" قمنا بأولى مراحل تحقيقنا الذي رصدنا فيه بؤر المخدرات في مصر وعرفنا طرق ترويج المخدرات بأنواعها المختلفة، كما رصدنا آراءأهالي المنطقة فيما يحدث هناك ومعاناتهم الشديدة جراء انتشار تلك التجارة الحرام. الليزر والكشاف الصغير أثناء رصدنا علمنا أن التجار اتفقوا على مصطلحات وأماكن لبيع كل نوع على حدة، فهناك دولاب لبيع الحشيش والبرشام والبانجو,ودولاب آخر لبيع البودرة,وكثيرًا ما حدثت اشتباكات بين الطرفين نتج عنها مقتل بعضهم وإصابة البعض الآخر. ويحرص هؤلاء الشباب على تكليف مجموعة منهم بالوقوف على مداخل الشوارع الرئيسة للمنطقة حتى إذا استشعروا حركة تنبئ بقدوم الشرطة، سرعان ما يخبرونهم عن طريق الهاتف المحمول لترك المكان فورًا, ويشترط في هذه المجموعة ألا تحمل أسلحةأو مخدرات حتى إذا وقعوا في يد الشرطة لا تلحق بهم شبهة أو إدانة. كما يحرصون أيضا على المكوث في الشوارع التي تكون فيها حركة السير قليلة,حتى يتمكنوا من البيع في حرية تامة, وإذا قاموا بتغيير موقعهم فغالبا ما يكون داخل الأراضي الزراعية حتى لا يلاحظهم أحد, ويصل إليهم الزبائن من خلال تلك المجموعة التي تقف على مداخل الشوارع حيث يخبرونهم إلى أي اتجاه يسيرون, ثم يتصلون بالتجار ويخبرونهم بأن فلانا قادم إليكم, وعندما يوشك الزبون على الاقتراب منهم يقومون بإضاءة نور الليزر أو الكشاف الصغير مرتين متتاليتين حتى يعرف الزبون موقعهم المحدد, ثم يحملون المخدرات في جيوبهم أو في شنطة صغيرة. ومن أكثر الزبائن ترددا عليهم هم سائقي التوكتوك وبعض مالكي السيارات الملاكي كما يكثر عدد الزبائن في الساعات المتأخرة من الليل, وإذا أقيمت بعض الأفراح في المنطقة يكون هذا في صالحهم,حيث إن أغلبها تكون أفراح شعبية. أكل عيش وقالت إحدى ساكنات المنطقة "أم محمد" أن الكثير من شباب المنطقة يتاجرون في المخدرات وقد أزداد عددهم في تلك الفترة حيث أنضم إليهم الكثير من خارج المنطقة, وذلك بسبب كثرة عدد الزبائن الذين يأتون إليهم من مناطق مختلفة. وأوضح "عم جابر" صاحب محل بقالة أنه يتعرض للكثير من الأذى عندما تحدث أي اشتباكات في المنطقة من قبل هؤلاء الشباب فقد تعرضت بضاعته للتلف أكثر من مرة, حيث يأخذ هؤلاء الشباب زجاجات المياه الغازية ليقذفوا بعضهم بها وإذا حاول أهالي المنطقة التدخل يتعرضون للسب والضرب, موضحا أن جميعهم يخشون إبلاغ الشرطة خوفا من أي ضرر قد يحدث لهم. وعلى النقيض قال ساكن آخر إن هؤلاء الشباب ليس عليهم أي لوم لأن البلد ليس بها عمل وأن الظروف هي التي أجبرتهم على تجارة المخدرات "يعنى مش كده أحسن ما يسرقوا الناس أمال ياكلوا ويعيشوا منين!!" مؤكدا أن البلد بها الكثير من المصائب تهون أمامها تجارة المخدرات واختتم كلامه بقوله "سيبوا الشباب تاكل عيشها بقى". الطفل تاجر محترف لم تقتصر تجارة المخدرات في عزبة صلاح الدين على الشباب فقط بل إن هناك أطفالا يشاركون في تلك التجارة, بعد أن تركوا مدارسهم واختاروا الشارع مأوى لهم. "أبويا لقاني مش نافع في المدرسة قعدني منها وقالي أتعلم شغلانة تنفعك".. بهذه الكلمات بدأ محمد رجب الذي لا يتجاوز عمره 13 عاما حديثه لنا، وقال إنه يعمل سواق "توكتوك" ومن هنا أزداد اختلاطه بالشباب, حتى بدأ في شرب السجائر قائلا: "ثم شعرت بالحاجة إلى تجربة الحشيش والبانجو" وبعدها حملت السلاح الأبيض حتى أداف عن نفسي في حالة الخطر. ولفت رجب إلى أن بعض شباب المنطقةتعرضوا لاعتداءات كثيرة مثل السرقة "الغلبان في الدنيا يدوسوا عليه وبيبقى ملطشة " موضحا أن والده يعمل بمصنع حديد ووالدته تعمل خادمة ولديه شقيق وشقيقة أصغر منه, وقال إنه كان يتمنى أن ينشأ في ظروف أفضل من ذلك, ولكن هكذا هي الدنيا والله غفور رحيم. البلطجي قدوة في "السيما" في السياق ذاته، قال الدكتور حسنين كشك، باحث بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إن سبب اتجاه الطفل إلى تعاطي المخدرات أو التجارة بها يرجع إلى فشله في التعليم, أو عدم وجود مهنة يربح منها تضمن له جزءا من احتياجاته، وإن الأفلام التي تعرض في السينمات سبب بارز, حيث إنها تجعل من البلطجية وتجار المخدرات أبطال وقدوة. وأضاف أن تعاطي المخدرات ليس له علاقة بالطبقات الاجتماعية وأن المستوى الاقتصادي بريء من ذلك, والدليل أن هناك أطفالا على قدر ومستوى اقتصادي مرتفع وهم يتاجرون في المخدرات، موضحا أن الحلول المقترحة لمواجهة تلك الظاهرة هي توعيه هؤلاء الأطفال جيدا وتنبيههم إلى أهمية التعليم. وقال أحد المواطنين بعزبة صلاح الدين،إن تجارة المخدرات متركزة بها لأنها من المناطق الشعبية "المنسية"بفعل فاعل ما يساعد التجار على ممارسة نشاطهم بحرية وفى الخفاء,وأكد أن هؤلاء الشباب تم القبض عليهم أكثر من مرة وسرعان ما يفرج عنهم نتيجة رشاوى وخلافه. حكى لنا أحد تجار المخدرات وشهرته "مطراوي" حكايته مع تجارة المخدرات قائلا: إن الظروف أجبرته على المضي في هذا الطريق, وإنه حاول مرارا وتكراراً الحصول على وظيفة ولم يجد. وأضاف "إذا كان خرجين الجامعة مش لاقين شغل هنشتغل أحنا أزاي!!"، مشيرا إلىأن عمله في تجارة المخدرات مؤقتا حيث إنه يريد ادخار مبلغا ضخما من المال حتى يتمكن من الزواج ثم يسافر. بينما قال "أوتاكا" أن تجارة المخدرات هي حرفته ولن يقلع عنها مطلقا حيث إنها توفر له مالاً يكفيه وفي نفس الوقت يصرف على مزاجه- بحسب تعبيره. اقرأ فى الملف " المخدرات الرقمية .. بث مباشر أم إدمان عبر الأثير؟" * المخدرات الإلكترونية حقيقة أم وهم ليس له وجود؟ * الأسباب النفسية لإدمان المخدرات.. وأشهر طرق العلاج * «الفودو».. عشب للحيوانات ينافس «البانجو والحشيش» والجرام ب85 جنيهًا * روابط الإنترنت المُشفرة لترويج المخدرات.. «الكيف» أصبح ب«الديليفري» ** بداية الملف