محمود الشهير بلقب بودي من أسرة متوسطة الدخل لم ينل حظه في استكمال تعليمه وخرج مبكرا من الدراسة ليبحث عن حرفة يتقنها تدر عليه أرباحا مادية تعينه لبناء عش الزوجية حيث تدرب علي إصلاح كهربة السيارات وتدرج من صبي فني لأسطي في هذه المهنة وفجأة تبدل حاله وأصبح سريع الغضب ونصحه بعض الأصدقاء بتعاطي الحبوب المخدرة التي تجعله هادئا وتمنحه القوة وتساعده علي السهر في عمله واقتنع بكلامهم وبدأ في تناول البرشام حتي أدمنها بشراهة وبدلا من الإدعاءات التي أطلقها رفاقه حول مميزات حبوب الترامادول والتامول وإذا تؤثر علي صحته سلبا وتجعله لا يستطيع أن يعمل ليل نهار لتوفير المال اللازم الذي يعود عليه من حرفته التي تحتاج للمهارة وصفاء الذهن وعندما ابتعد الزبائن عنه للإهمال الشديد فيها ظل يفكر في مصدر دخل جديد يعينه لسداد الديون المتراكمة عليه ويساعده لشراء البرشام المخدر ولم يجد سوي الاتصال باثنين من أصدقائه وعرض عليهما تكوين تشكيل عصابي لسرقة الدراجات البخارية وإعادة بيعها لتجار الكيف للحصول علي احتياجاتهم من المواد المخدرة وادخار جزء من عائدها للصرف علي ملذاتهم الشخصية وإقامة مشروعات صغيرة حتي يظهروا أمام المجتمع المحيط بهم أنهم من الطبقات المهنية الكادحة وبدأت عملياتهم بعقد جلسات للتخطيط وانتهت بتوزيع الأدوار ما بين المراقبة والسطو علي الدراجة النارية في غفلة من أصحابها وفي غضون أشهر قليلة ارتكبوا عشرات الوقائع وأشاعوا الذعر بين المواطنين خاصة في نطاق المصالح الحكومية وشركات القطاع الخاص والأسواق ونظرا لخطورتهم وضعتهم مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة ضبطهم ونجح رجال مباحث الإسماعيلية في استهدافهم عقب رصد تحركاتهم وألقوا القبض عليهم متلبسين وتحررت المحاضر اللازمة لهم بناء علي اعترافاتهم وتولت النيابة العامة التحقيق معهم. وكان اللواء مصطفي سلامة مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي لدراسة ومناقشة الظواهر الإجرامية التي تطفو علي السطح ومن بينها سرقة الدراجات البخارية من بعض المواطنين الذين يعتمدوا عليها في تنقلاتهم من منازلهم وأعمالهم العام والخاص وكيفية ضبط الجناة المسئولين عن عملية السرقة بنظام المغافلة. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد أحمد الشافعي رئيس مباحث الإسماعيلية ضم وكيله العقيد طارق حجاب والمقدم ياسر عبد الرحيم مفتش المباحث الجنائية والرائد جمال عمارة رئيس مباحث قسم ثالث ومعاونه النقباء سامح عفيفي ومحمد المحمدي ومحمد أشرف ودلت تحرياتهم أن المدعو محمود الشهير بلقب بودي19 سنة كهربائي سيارات ليس له سجل جنائي تحول من حرفته التي تدر عليه ربحا ماديا لا بأس به لتكوين تشكيل عصابي يضم مصطفي20 سنة عاطل وعماد22 سنة عاطل وجميعهم يسكنون في منطقة أبو عطوة وذلك لسرقة الدرجات البخارية لتحقيق حلم الثراء نظرا للضائقة المالية التي يعيشونها وإيجاد مصدر دخل للصرف علي تعاطيهم للمواد المخدرة خاصة البرشام وأضافت التحريات أن المتهمين يتمتعون بذكاء ساعدهم علي التخطيط الجيد لعمليات السطو علي الدراجات النارية من أمام جميع المصالح الحكومية والشركات العامة والأسواق حيث يقف أحدهم علي مقربة من الهدف الذي يحدده لاستطلاع الأجواء من حوله ويقوم الآخرين سريعا بسحب الدراجة البخارية والهرب بها بعد تشغيلها ويتوجهوا لبعض الأشخاص في قرية المنايف ومنطقة الكيلو7 و11 لبيعها لهم نظير مبالغ مالية تبدأ من600 إلي ألف جنيه حسب جودة البضاعة المسروقة ويقوموا بتوزيع حصيلة المسروقات فيما بينهم ليشتروا الحبوب المخدرة بمختلف أصنافها وأشارت التحريات إلي أن الجناة يواصلون عملهم الإجرامي النهار بالليل يدفعهم علي ذلك تعاطي البرشام المخدر حيث اتسعت دائرة نشاطهم الآثم لتشمل أحياء المحافظة الثلاثة الأمر الذي أدي لتعدد البلاغات من أصحاب الدراجات البخارية المفقودة بشكل غير طبيعي في الآونة الأخيرة وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط اللصوص الثلاثة وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة بمساعدة رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر وصلت معلومة عن وجودهم في أرض الجمعيات وتوجهوا إليهم أثناء قيامهم بسرقة إحدي الدراجات النارية وأمسكوا بهم واقتادوهم وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهم بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط انهاروا واعترفوا تفصيليا بارتكاب عشرات الوقائع وتصريف الغنائم التي استحوذوا عليها لدي الأفراد الذين حددوا هويتهم وأن المال الذي جمعوه أنفقوه علي تعاطي الحبوب المخدرة وقضاء السهرات الماجنة وبعرضهم علي أحمد كمال ومحمد موسي وكيلي النيابة العامة باشرا التحقيقات معهم تحت إشراف عمرو الإكياني رئيس نيابة ثان وثالث الذي أمر بحبسهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهم في الميعاد وسرعة ضبط الأشخاص الذين باعوا لهم المضبوطات.