راود جرجس الشهير ب"كوتشة" حلم الثراء وتمرد علي حياته مع أسرته بعد أن فشل في التعليم وخرج للعمل في حرف مختلفة، واستقر به المطاف في مقهى ظل يديره لصاحبه الذي لم يعلم أنه أصبح من مروجي الحبوب المخدرة لشباب المدمنين الذين يتوافدون عليه للحصول علي احتياجاتهم بالقطاعي والجملة نظير مبالغ مالية متفاوتة وذاع صيته خلال العامين الأخيرين بشكل لافت للنظر حتى أصبح "ملك البرشام" وحقق أرباحا مالية لا بأس بها ورفض أن يترك مهنة القهوجي التي تعلمها لأنه يعتبرها ستاراً لمزاولة نشاطه المأثوم للبعد عن ملاحقة الأجهزة الأمنية له علي خلفية أن سجله الإجرامي نظيف لكنه فوجئ بإلقاء القبض عليه من رجال مباحث الإسماعيلية متلبساً وبحوزته كمية من حبوب الترامادول معدة للبيع لزبائنه تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق. وكان اللواء محمد عيد مدير أمن الإسماعيلية قد اجتمع مع نائبه اللواء محمد عناني واللواء هشام الشافعي مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة ظاهرة انتشار تداول الحبوب المخدرة بين الشباب وكيفية ملاحقة تجار الكيف الذين يروجون هذا الصنف الأقل سعراً والأكثر تدميراً للعقول والدافع وراء ارتكاب جرائم السرقة والاغتصاب. وعلي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد ممدوح حامد رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد طارق الطحاوي وكيل إدارة البحث والمقدم صلاح النادي رئيس مباحث أبوصوير ودلت تحرياتهم علي وجود وكر في مقهى بمدينة المستقبل يتردد عليه أعداد كبيرة من الشباب للحصول علي احتياجاتهم من الحبوب المخدرة بأصنافها المختلفة الترامادول والتامول والبرامول وذلك عن طريق القهوجي الذي يديرها ويدعي جرجس 36 سنة وشهرته "كوتشة" حيث يوفر لعملائه الحبوب المخدرة التي يتعاطونها بأسعار متفاوتة حسب قوتها وتأثيرها وأضافت التحريات أن المتهم نزح من القاهرة قبل ست سنوات وظل يبحث عن عمل حتى وجد مقهى عرض علي صاحبه أن يساعده واكتسب ثقته ونظراً لمروره بضائقة مالية لم يجد وسيلة أمامه إلا بيع البرشام الذي يفضله الشباب المدمن في الآونة الأخيرة عن تعاطي الهيروين والحشيش والبانجو ولرخص ثمنه وسرعة تأثيره علي الحالة المزاجية للمدمنين وسهولة الحصول عليه من المصادر السرية بمنطقة الكيلو 11 والشيخ سليم. وأشارت التحريات إلي أن "كوتشة" خفيف الحركة وهو حريص عند ترويجه للحبوب المخدرة ولا يخرجها من بين طيات ملابسه قبل أن يطمئن علي وضع زبائنه ويفضل دائما أن يلتقيهم داخل المقهى أو ناصيته وهناك كلمة سر تربط بينه وبين عملاءه من يرددها له يمنحه احتياجاته وعكس ذلك يلتزم الصمت وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد النقباء أحمد عبدالفتاح ومحمد جاد وعمرو الألفي معاونو مباحث أبوصوير خطة أمنية محكمة لملاحقة تاجر الحبوب المخدرة استهدفت مراقبته طوال فترة وجوده بالمقهى وأثناء توجهه لمسكنه مع نصب أكمنة ثابتة ومتحركة في المناطق التي يتردد عليها وعندما حانت ساعة الصفر وصلت معلومة أنه يقف علي ناصية المقهى الذي يعمل به ويقوم بترويج الترامادول والتامول والبامول للمدمنين واتجه ضباط المباحث نحوه مسرعين ونجحوا في الإمساك به متلبساً وبحوزته كمية كبيرة من البرشام وباقتياده لغرفة التحقيقات انهار واعترف تفصيلياً بفتح سوق يطرح من خلاله الحبوب المخدرة بقصد الاتجار فيها للتربح من وراءها حتى يجد سيولة مالية تعينه علي حياته المعيشية بمفرده وتحرر محضراً بأقواله وبإحالته إلي أيمن ماجد وكيل النيابة العامة باشر التحقيق معه تحت إشراف أمير فتحي مدير نيابة أبوصوير وأمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد له في الميعاد. رابط دائم :